فشلت فرنسا والافضل تحديد خسائرها !

تم نشره السبت 19 أيلول / سبتمبر 2020 02:43 مساءً
فشلت فرنسا والافضل تحديد خسائرها !
ماكرون & عون & دياب & بري

المدينة نيوز:- ارتكبت باريس خطأين على الاقل في الايام القليلة الماضية : الخطأ الاول في حال صح التسليم على ذمة التسريبات من الافرقاء الشيعة  بتسمية من يريدون في وزارة المال ما اتاح رمي الكرة في ملعب اللبنانيين وتحديدا رؤساء الحكومة السابقين بانهم هم من دفع في اتجاه المداورة وليس الجانب الفرنسي على نحو ينقذ ماء الوجه امام هذا الاخير. التسريب طاول الكلام على اتصال الرئيس الفرنسي بالرئيس سعد الحريري وعتبه على اقحامه الجانب الفرنسي ،وفق اصحاب هذا التسريب ، في موضوع المداورة على رغم توافر معلومات معاكسة عن اتصال ودي لم يرد فيه اي عتب. ولكن لم يصدر اي موقف فرنسي يناقض هذه التسريبات او يدحضها.   والخطأ الثاني هو اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس المكلف مصطفى اديب قبيل لحظة وصوله الى قصر بعبدا لاعلان اعتذاره  وتمنيه عليه ارجاء خطوته بعدم القيام بهذه الخطوة كما الاتصال بالرئيس الحريري للغاية نفسها. كان الموقف الفرنسي ليكون اهم بكثير لو انه لم يمدد المهلة لانه افسح المجال امام المناورات السياسية والزواريب الداخلية وامام بدء تضييع المسؤوليات علما ان الجانب الفرنسي تلقف الرسالة مساء الاحد الماضي وقبيل انتهاء مهلة الخمسة عشر يوما بان المبادرة الفرنسية لن تسير كما اقترحها. فان يهدد علنا بسحب المبادرة على الاقل  بحيث يهرع اليه المعرقلون لو شاؤوا عدم كسر الجرة معه كان ليكون اهم بكثير لانه يعني تحميل المعرقلين مسؤولية ما سيؤول اليه البلد من انهيار متسارع  .
 يعتبر معنيون  ان اشكالية المبادرة الفرنسية على الاقل في ما يتعلق بالداخل اللبناني تمكن في الاتي: اولا ان مجرد المماحكة ورفع سقف الطلبات من الثنائي الشيعي افرغ المبادرة من مضمونها بحيث لم يعد من جدوى للاستمرار فيها لان تلبية اي شرط من اي جهة اتى لن يتيح الاصلاح الذي يشدد عليه الجانب الفرنسي بل سيتم توريطه في اصلاحات شكلية  سطحية سيتحمل مسؤوليتها وفشلها ايضا. ثانيا ان رفع السقوف من الثنائي الشيعي على حساب الرهان الذي اخذه اركان الطائفة الشيعية في الدفع بمبادرة ماكرون الى الاخير من اجل انجاحها جعلت الامور تبدو وفق ما وصفها البعض انه وبدلا من قص اظافر المستقوي بالدعم الايراني وفق ما يدرك ماكرون جيدا يقص اصابع من يتم الاستقواء عليه ليس الا لان لا دعم للفريق السني حاليا في لبنان اقليميا . ثالثا اذا صحت موافقة الجانب الفرنسي على اعطاء الثنائي الشيعي ما يريد فان ذلك سيرتب عليه انعكاسات من بينها انه لا يستطيع ان يدفع في اتجاه ابتعاد القوى السياسية عن الواجهة عبر الدفع للاتيان بمصطفى اديب بديلا عن سعد الحريري مثلا او مطالبة التيار العوني بالتخلي عن وزارة الطاقة حتى في ظل اعتبارات الفشل المعروفة، وهو مبدأ دافع عنه الرئيس نبيه بري ايضا قبل ان يعلن تمييز الطائفة الشيعية عن الطوائف الاخرى، في حين يسلم للطرف القادر على العرقلة وافشال مبادرته بما يريد. فاما الجميع طائفيون واما الجميع علمانيون وليس هناك طوائف بزيت وطوائف بسمنة.  وهذا من شأنه ان يعيد حكومة مصطفى اديب الى استنساخ تجربة حسان دياب فيما كان من الافضل اعلان اديب استقالته ووضع القوى السياسية امام مسؤولياتها . يخشى ان المبادرة الفرنسية انتهت  في جوهرها ولا يمكن انقاذها شكليا عبر تمديد الاتصالات. وليس واضحا اذا كان الجانب الفرنسي يستطيع  توظيف المأزق الذي اوصل بعض الافرقاء البلد اليه في وضعهم امام مسؤولياتهم. ولكن يذهب البعض الى التأكيد  ان التسليم  الفرنسي بعطاءات " دستورية" لا ينهي المبادرة الفرنسية  فحسب بل يحرفها عن مسارها فيما هي ليست سياسية   لكنه ينهي لبنان عبر اعطاء ايران والحزب مسبقا مكتسبات بحيث حين تصل ايران الى طاولة التفاوض وبدلا من ان تنسحب من الشرق الاوسط  تكون قد ضمنت من الفرنسيين سيطرة الحزب  وسيطرتها عبره على لبنان. وهذا واقع خطير اولا لانه يؤدي الى تثبيت خلل في التوازن السياسي من جهة ولانه يسلم البلد لطهران من جهة اخرى لحسابات ليس واضحا ما سيكون المكسب الفرنسي منها... 
 في الساعات الماضية تلقت الرئاسة الفرنسية سيلا من الاتصالات اللبنانية من مراجع متعددة  وتردد ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مقدمهم . هناك خيبة امل كبيرة لان الذهاب الى حكومة حسان دياب 2 لا ينقذ لبنان وهو فشل اضافي فيما يمكن فرنسا تحديد الخسائر ورمي الكرة في مكانها الصحيح اي تسمية عرقلة فريق لبناني لمبادرتها والا الانسحاب  نتيجة رفض القوى السياسية التغيير والاصلاح. فما بعد بقاء اديب واذا اعلن حكومته سيكون هناك المزيد من الضغوط علما ان التسليم للفريق الشيعي بضغوطه ينهي الخطوة الثانية المرتقبة لماكرون اي عقد مؤتمر لمساعدة لبنان لا يمكن ان تتوافر له فرص النجاح بعيدا من الدول العربية والاميركيين. وهؤلاء جميعهم ليسوا في الخانة نفسها التي وقف فيها الرئيس الفرنسي من الوضع اللبناني. 
لا يحتمل الوضع بقاء اديب وتمديد المراوحة وقد خسر هو نفسه حتى الان الكثير من الهيبة التي تأتي مع اي مسؤول جديد بفعل طبيعة الاتصالات التي جعلته رهنا بكل المساعي التي جرت في كل الاتجاهات.سيضطر لاحقا اذا بقي الى الخضوع لشروط الوزراء وعرقلتهم ولو ان طبائعه مختلفة كليا عن طبائع حسان دياب. وتاليا هذا يجعل من البرنامج الاصلاحي غير الموجود بعد مجرد اجراءات بسيطة شكلية تورط فرنسا اكثر من دون طائل لان انقاذ لبنان وفق ما تتوخى فرنسا من خلال العناوين التي اعلنتها سيواجه عوائق ولن يتحقق كما لم تتحقق خطوتها الاولى. 
امتلك الفرنسيون منذ اليوم الاول ورقة الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس الفرنسي للزعامات السياسية والطوائفية والتي لاقاه فيها ايضا وزير الخارجية الاميركي في انتقادات غير مسبوقة لهؤلاء الافرقاء. هؤلاء يتحملون المسؤولية او غالبيتهم فيما يخشى ان ينسف ماكرون مواقفه ويعطيهم بدلا من ان يأخذ منهم حماية او انقاذا لمبادرته .

المصدر  :  روزانا بومنصف .. "النهار" .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات