هل أصبحت مليارات بيراميدز خطراً على الأهلي والزمالك في الدوري المصري؟

تم نشره الأحد 20 أيلول / سبتمبر 2020 12:50 مساءً
هل أصبحت مليارات بيراميدز خطراً على الأهلي والزمالك في الدوري المصري؟
الاهلي

المدينة نيوز:- وجه نادي بيراميدز وإدارته الإماراتية، صفعة في منتهى القسوة للنادي الأهلي وعشاقه، بخطف ابن القلعة الحمراء رمضان صبحي، بمبالغ خرافية بالنسبة لمحترف محلي في الدوري المصري، منها فقط 200 مليون جنيه، كراتب سنوي للاعب لمدة خمس سنوات، استكمالا للمشروع الطموح، الذي وُضع حجر أساسه قبل عامين بدافع المكايدة، بعد النزاع الشهير بين تركي آل الشيخ والأسطورة محمود الخطيب.

فلاش باك

بمجرد أن تدهورت العلاقات بين الشيخ وبيبو، قام وزير الترفيه السعودي بالاستحواذ على أسهم نادي الأسيوطي وتغيير اسمه إلى بيراميدز، كأول خطوة لتحطيم المقدسات الثابتة في كرة القدم المصرية، بما في ذلك هيمنة العملاق الأحمر على بطولة الدوري المحلي، بشكل شبه أحادي، منذ النسخة الأولى التي انطلقت عام 1948، وإنهاء احتكار الأهلي والزمالك لكافة البطولات المحلية بوجه عام، وظهرت النوايا سريعا على أرض الواقع، باستعراض خيالي للمال، وصل لحد تسجيل أعلى ميزانية إنفاق في تاريخ الأندية المصرية والإفريقية، بضخ أكثر من ربع مليار جنيه مصري في بداية تأسيس المشروع، لشراء أسماء بحجم الحارس الدولي أحمد الشناوي، وزميله السابق في الزمالك علي جبر، والموهوب البرازيلي كينو، الذي كان ولا يزال أكبر صفقة تدخل القارة السمراء، برسوم تحويل بلغت 8.60 مليون يورو، وغيرهم من المواهب اللاتينية والمحلية، كان آخرهم في منتصف الموسم الأول، عبدالله السعيد، بإعادته من أهلي جدة السعودي في يناير/ كانون الثاني 2019، في أول صفقة صادمة للأهلي وجمهوره، دليلا وتأكيدا أن زمن الولاء للفانلة الحمراء قد ولى إلى الأبد. وما ضاعف الأحزان آنذاك، أن السعيد تكفل بنفسه بتسجيل هدف فوز بيراميدز على نادي القرن، بهدف شخصي لم ولن يُمحى من الذاكرة.

معضلة شخصية البطل

مع انتقال ملكية الأسيوطي سابقا من الشيخ إلى رجل المقاولات الإماراتي سالم سعيد الشامسي، اعتقد كثيرون، أن موضة بيراميدز قد انتهت، لا سيما بعد تغيير الإستراتيجية، بالاكتفاء فقط باستقطاب الأسماء المطلوبة لسد نقاط الضعف، وبمبالغ لا تقارن بما فعله أبو ناصر في صيف 2018، لكن الفريق ظل قويا، حتى بعد رحيل نجمه الأول كينو، إلا أن مشكلته الوحيدة كانت وما زالت تكمن في شخصية النادي. صحيح أنه من حيث الجودة، لا توجد فوارق جوهرية بين قائمة بيراميدز وقائمة الأهلي والزمالك، بل بدون مبالغة، يمكن القول إن الكفة تميل أكثر للنادي السماوي، للوفرة العددية المرعبة في كل المراكز بدون استثناء، بوجود لاعبين على أقل تقدير بنفس الخبرة والجودة والكفاءة في كل مركز، وهي رفاهية غير متاحة للكبيرين. لكن حتى الآن، لم يعرف بيراميدز من أين تؤكل الكتف، بفرض شخصيته على منافسيه داخل المستطيل الأخضر، كما يفعل الأهلي والزمالك، فيما يُعرف بمصطلح “شخصية البطل”، التي لا تُكتسب سريعا بالمال، وتحتاج بعض الوقت والبطولات الكبيرة، لتكون في جينات النادي واللاعبين، وبالتبعية تعطي الفريق هيبة كبيرة أمام منافسيه، بدلا من وضعه الحالي، حيث ما زالت جُل الفرق تتعامل معه على أنه الأسيوطي، ولا يلعبون ضده بحذر أو خوف كما يظهرون احترامهم للكبيرين، وبدرجة أقل زعيم الأقاليم الإسماعيلي، وهذا ما كلف بيراميدز، الابتعاد قليلا عن صراع المركز الثاني، خلف البطل الدائم، بالهزيمة 3 مرات في آخر 4 مباريات.

ماذا بعد صبحي وفتحي؟

ربما لم ينجح صبحي في الدوري الإنكليزي الممتاز، بتجربتين ولا أسوأ مع ستوك سيتي وهدرسفيلد تاون، لكن هذا لا يقلل من موهبته، كواحد من أبرز وألمع نجوم جيله، إن لم يكن النجم المحلي الأول، لقدرته على صنع الفارق بانطلاقاته المخيفة من على الطرف الأيسر، وتنوع أسلوبه في المراوغة، والذي يصل أحيانا إلى حد إهانة المدافعين كرويا، كلاعب يجمع بين الاستعراض واللمسات التي تخطف قلوب المشجعين، وبين الجماعية وتطويع موهبته لصالح الفريق. ويفعل ذلك، ببنيان جسدي قلما تجده في لاعب جناح، على طريقة المعادلة الصعبة التي يقوم بها الأسطورة زلاتان إبراهيموفيتش، كأول مارد يجمع بين الطول الفارع والسحر بين قدميه. وأهم مما سبق، أنه أحد أبناء مدرسة النادي الأهلي، وهذا في قاموس كرة القدم المصرية، يعني أنه تربى منذ نعومة أظافره على اللعب من أجل الفوز بالمباريات والبطولات ولا شيء آخر، كما هي عقيدة النادي، بالنظر إلى المركز الثاني على أنه فشل كبير في حد ذاته، وهذا بالكاد أكثر ما يحتاجه الغول الصغير، لتحقيق هدفه الكبير، بوقف هيمنة الكبيرين على الدوري والكأس، بامتلاك لاعبين بوزن الذهب، بإمكانهم نقل عقلية الفوز واللعب بروح قتالية حتى الدقيقة 90 لزملائهم الجُدد، والإشارة هنا ليست لصبحي بمفرده، بل أيضا إلى زميله في “مختار التتش” ومنتخب الفراعنة أحمد فتحي، الذي يستعد هو الآخر لارتداء قميص بيراميدز، في صفقة انتقال حر، فور انتهاء عقده مع النادي الأهلي هذا الموسم، ليقرب مستوى الخبرات بين السماوي والعملاقين أكثر من أي وقت مضى، وذلك تزامنا مع أنباء وشائعات تتحدث عن رغبة مجموعة “سيتي غروب” المالكة لمانشستر سيتي ونيويورك سيتي وجيرونا وغيرها من الأندية في مختلف أنحاء العالم، في الاستحواذ على بيراميدز.

بداية الخطر

حتى هذه اللحظة، لم يشعر الأهلي بالخطر على مكانه الدائم في المركز الأول، ولا كذلك الزمالك، الذي لا يفقد الأمل أبدا في الاقتراب من عدد بطولات غريمه، رغم الفجوة الكبيرة بينهما في عدد الألقاب المحلية على وجه الخصوص، لكن مع بداية الموسم الجديد، ستكون أنياب بيراميدز قد اكتملت، مع وضع اللمسات الأخيرة على أغلى مشروع كروي في تاريخ القارة السمراء، بحل معضلة نقص عنصر الخبرة، بجانب الاستعانة بأسماء متمرسة على المنافسة والفوز بالألقاب المحلية، لدفع عبدالله السعيد وباقي رفاقه خطوة عملاقة إلى الأمام. ولا ننسى أن السعيد عاش مجده الكروي كلاعب بجانب رمضان صبحي بالقميص الأحمر، ما يعني أن أغلى لاعب محلي لن يواجه مشاكل للتأقلم مع الزملاء الجدد، تحت شعار “الاحتراف”، بصرف النظر عن سخريته منهم قبل حوالي عامين، بالتعهد بعدم اللعب “للأسيوطي سابقا” كما كررها أكثر من مرة في لقاء تليفزيوني موثق، ونفس الأمر بالنسبة لصاحب القلب الفولاذي أحمد فتحي، في ظل وجود رفقاء الأمس القريب في المكان الجديد، وهذا في حد ذاته، سيساهم في زيادة الانسجام والتفاهم بين اللاعبين داخل أرضية الملعب، ناهيك عن قيمة وجود لاعب بحجم فتحي في الدفاع وصبحي في الثلث الأخير من الملعب، لذا، من الناحية المنطقية، من الصعب أن يقع الفريق الموسم المقبل في نفس أخطاء هذا الموسم والماضي، ومعنى ذلك، أنه سيكون أكثر قوة وشراسة، وبالتبعية سيجمع ما يكفي من النقاط لإثبات جديته في المنافسة على لقب الدوري والألقاب المحلية، ومع استمرار التمويل الذي يفوق ميزانية كل المنافسين بدون استثناء، سواء مع الإدارة الحالية أو وصول مجموعة “سيتي غروب” مع نهاية الموسم الجاري، سيكون الهدف المنشود، وهو إنهاء سيطرة الأهلي والزمالك على البطولات المصرية مجرد مسألة وقت لا أكثر، ومع أول بطولة سيحققها الفريق، ستتغير أوضاعه من النقيض إلى النقيض، حيث سيكتسب شخصية البطل المفقودة في الوقت الراهن، وأيضا ستتغير نظرة الفرق الصغيرة والمتوسطة له، بالتعامل معه على أنه واحد من الكبار المرشحين للفوز بالبطولات، فهل سيحدث هذا السيناريو ونكون على موعد مع انقلاب تاريخي في موازين القوى في الدوري المصري بداية من الموسم المُقبل؟ أم سيكون للكبيرين رأي آخر؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات