صحافيون عراقيون يكشفون عن تلقيهم تهديدات بالقتل من ميليشيات مسلحة

المدينة نيوز: بات الصحافيون العراقيون الذين يغطون الاحتجاجات الشعبية في وسط وجنوب العراق ضد الأحزاب الشيعية الحاكمة، كمن يلقي بنفسه في مواجهة عسكرية تتعدد أطرافها بين المليشيات الولائية، والأحزاب السياسية والصراعات المذهبية والعشائرية. ولا يكاد ينجو أحدهم من كثافة الرصاص المتجه صوبه حتى تخترق جسده رصاصة ليسقط ضحية لنقل حدث أو خبر ما، ويسجل اسماً ضمن قوائم الصحافيين المستهدفين منذ عام 2003 وإلى غاية الآن في العراق، والتي غالبا ما تقيد ضد مجهول.

زيد الفتلاوي صحافي من محافظة الديوانية العراقية، يقول لـ”القدس العربي” أنه تلقى تهديدا بالتصفية الجسدية من قبل ميليشيات مسلّحة نافذة، تتهمه بأن يناصر المتظاهرين ويتعاطف معهم إعلاميا وهذا غير مقبول، حيث أرسلوا إليه ثلاثة مسلحين يحملون مسدسات إلى مقر عمله. ويضيف: “بدأ المسلحون يسألون عني ويجمعون معلومات دقيقة عن تحركاتي ومكان بيتي بهدف مراقبتي والوصول إليَّ لاغتيالي وتركوا تهديدا بالقتل”.

واضطر الصحافي الفتلاوي في بلد يعاني من غياب الأمن وتوفير الحماية للصحافيين المهددين إلى مغادرة منزله ومحافظته التي نشأ فيها، واتجه نحو إقليم كردستان خوفا على حياته وأسرته من عملية قتل غادرة؛ لأنه بات بنظر الجماعة التي هددته مرتد خارجا عن الملة ، وفق "القدس العربي" .

وأوضح: “لم نحظ بالدعم الكافي من قبل المنظمات التي تهتم بشؤون الصحافيين داخل وخارج العراق، والبعض بدفاعهم عنها اكتفى بإصدار البيانات دون أن نجد موقفا حازما يقدم لنا شيئا ملموسا، حياتي وحياة عائلتي الآن في خطر”.

أما الصحافي كرار العساف، وهو من محافظة النجف، فأكد في حديثه إلى “القدس العربي” أن جهة مسلحة أيضا هددته بالقتل؛ لأنه يعمل لصالح قناة محلية عراقية، بحجة أنه لم تحترم الشعائر الدينية الشيعية في شهر محرم.

ولم تكتف الميليشيا المسلحة بحرق مقر القناة في بغداد، بل تريد الآن معاقبة العاملين فيها، ما أجبر العساف على ترك عمله والفرار خارج المحافظة حفاظا على حياته.

وقال العساف: “أثناء فترة إقامتي خارج النجف، فوجئت باتصال من أحد قادة الميليشيات المسلحة والذي طلب مني العودة إلى المحافظة وممارسة عملي كما كنت سابقا على أن يعفو عني لكن بشروط، أولها تقديم استقالتي من قناة دجلة، والاعتذار للطائفية الشيعية لأننا أسأنا إليها ولعقيدتها الدينية، ثانيا يجب عليّ تقديم الشكر والامتنان للمرجعية الدينية في النجف، وكذلك تقديم الشكر إلى كل فصائل المقاومة الإسلامية الشيعية باعتبارها حمت أرواحنا في الوقت الذي كنا فيه مهددين من قبل تنظيم الدولة، والاعتذار يكون على شكل بيان صحافي ويجب نشره في أغلب الصفحات على منصات التواصل الاجتماعي والوكالات الإخبارية”.

وأضاف العساف: “نحن الصحافيون في العراق تركنا في مواجهة لوحدنا مع هذه العصابات الخارجة عن سلطة الدولة”. موضحا أن أحد ضباط الأجهزة الأمنية في محافظة النجف أبلغه بأن جهة مسلحة تنوي اغتيالك فعليك أخذ الحيطة والحذر، وحينها طلبت من الضابط أن يوفر لي الحماية، فكان جوابه لا أحد يستطيع حمايتك، فهؤلاء أقوى من أجهزة الأمن ولديهم الإمكانيات ويمتلكون معلومات استخباراتية دقيقة تمكنهم من الوصول إلى أي صحافي وقتله أو اختطافه بكل انسيابية دون أن يعترضهم أحد”.