تساؤلات حول «القدرات العقلية» للمرشحين الأمريكيين في المناظرة الانتخابية الأولى

المدينة نيوز :- ارتكب المرشح الديمقراطي جو بايدن الكثير من الأخطاء اللفظية على طول مسار الحملة الانتخابية، كما اختلطت عليه الأمور في بعض المناقشات الأولية، ولكن الخبراء أشاروا إلى أن «التوقعات المنخفضة» التي وضعها الرئيس دونالد ترامب لمنافسه قد ساعدت نائب الرئيس السابق في المناظرة الانتخابية الأولى في كليفلاند.

وشكك ترامب مراراً بالقدرات العقلية لبايدن، وزعم أن بايدن ليس على دراية بمحيطه، ولا يمكنه التواصل مع «الملقن» ووصفه بأنه «جو النعسان» كما روج حلفاء ترامب لمقاطع فيديو مضللة أو كاذبة حول قدرة بايدن على التحمل والصحة العقلية، وأنفقت حملة ترامب الملايين على الإعلانات تحت شعار أن بايدن يتراجع.
وسعى بايدن من جانبه إلى قلب الطاولة على ترامب، ووصفه بالأحمق والمغفل، وأشار إلى أن الرئيس عانى من زلات لفظية من جانبه، كما أشار بايدن إلى حوادث سابقة، مثل نزول ترامب بشكل محرج على الدرجات بعد حديثه في أكاديمية «ويست بوينت».
وقال النائب السابق كارلوس كوربيلو (جمهوري من فلوريدا) إنه لا يرى فائدة من هجمات ترامب قبل المناظرة على قدرات بايدن العقلية. وأضاف أن ترامب ليس بالمحاور الرائع مثل رونالد ريغان أو بيل كلينتون، وهو ليس بالرجل المتماسك في الحوارات، ونادراً ما يكون بليغاً في خطابه.
وهناك اعتقاد لدى العديد من المحللين الأمريكيين بأن بايدن (77 عاماً) لديه القدرة على التحمل الذهني والبدني ليكون رئيساً، ولكن هناك أغلبية صغيرة من الناخبين تشعر بأن كلا من ترامب وبايدن ليسا لائقين عقلياً ليكونا في منصب الرئيس.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين إن هجوم ترامب على قدرات بايدن العقلية في المناظرة الانتخابية سيُظهر أن ترامب هو شخص مخادع متنمر، مشيراً إلى أنه في حاجة للتركيز على ما سيفعله من أجل البلاد.
وردد ترامب في لغة مختلفة أن ما أنجزه خلال 3 سنوات ونصف لم يفعله بايدن منذ 47 عاماً، وعاد لوصف بايدن بأنه « أسوأ مرشح رئاسي في تاريخ السياسة الأمريكية» ولكن بايدن في الواقع، كما أكد العديد من الخبراء، رجل محاور بارع لديه خبرة في المناظرات، ويعرف تماماً ما يفعله.
والتوقعات تشير إلى أن ترامب سيهاجم بايدن بشكل مباشر في مناظرة الثلاثاء.
وقال بايدن إن ترامب ليس بالشخص الذكي الذي يمكنه مناقشة الحقائق، فهو لا يعرف هذه الحقائق، في حين توقع الخبراء أن يكون بايدن واضحاً وموجزاً في إجاباته.
وقد استعد ترامب وبايدن للمناظرة بطريقة مختلفة تماماً، حيث انخرط الأخير في مواجهات بشأن السياسة العامة، في حين يقول الأول إنه يستفيد من البيئة المثيرة للجدل التي يواجهها بالفعل كرئيس.
ووفقا لتقارير متعددة، امتنع ترامب عن الإعداد للمناظرة وتجنب جلسات التدريب، وأشار ترامب إلى أن محاميه رودي جولياني وحاكم نيوجرسي السابق كريس كريستي قد ساعداه على التحضير، وفي غضون ذلك، عقد بايدن جلسات نقاش صورية مع مستشاره بوب باور.
وفي سياق آخر، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أنه ترامب قام بخفض ضرائبه عبر جعل شركاته تتولى تغطية بعض نفقاته الخاصة، ومنها تكاليف تصفيف الشعر التي كانت تقدر بنحو 70 ألف دولار في السنة، عندما كان يقدم برنامج تلفزيون الواقع «ذي أبرينتس». كما ذكرت الصحيفة أن 9 من شركاته دفعت حوالى 96 ألف دولار نفقات لابنته إيفانكا مقابل ماكياج ومصفف شعر. كما تم احتساب تكاليف سفره من طعام، ووقود طائرته الخاصة، التي يستخدمها للتجول بين ممتلكاته كمصاريف وظيفية.

القدس العربي