موقف نصر الله من مباحثات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل

بعد التصريحات التي اطلقها بشار الاسد بخصوص استعداده لعقد سلام مع اسرائيل ، بدأت تتكشف أوراق سرية أخرى تتعلق بهذا الملف وتكشف عن توجه لعقد هدنة طويلة الأمد بين اسرائيل وحزب الله تنتهي باتفاق سلام بين لبنان واسرائيل .

المعلومات التي سربتها الصحافة الاسرائيلية نهاية الاسبوع قالت إن الفرنسيين وخلال مباحثات غير معلنة مع الحزب توصلوا الى موافقة مبدئية منحها لهم حزب الله ، تتحدث عن عقد هدنة طويلة الامد ، وإذا قلنا " طويلة الأمد " فهذا يعني - بالضرورة - أنها هدنة ربما تستحيل لما يشبه " سلام عسكري " يعقبه " سلام سياسي شامل " يتزامن مع ابرام اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين .

وما يقرب كل القراءات الزمنية المتباعدة هو تصريح الجيش اللبناني الجمعة عن تشكيله لجنة للبدء بالمفاوضات فعلا ، ولكن كان لا بد من مواربة زاوية الرؤية من خلال القول إن المفاوضات ليست مباشرة دون ان يفسر البيان كيف لا تكون مباشرة وهي تجري في غرفة واحدة .

وللتذكير ، فإن التمهيد للمفاوضات بدأ من خلال ما صرح به نبيه بري قبل اسبوعين وكرره الاسبوع الفائت عن ان لبنان سيجري مفاوضات " أممية " مع اسرائيل لترسيم الحدود البرية والبحرية دون ان يعترف بأن الراعي الرئيس لهذه المفاوضات هو الولايات المتحدة .

كما ويجدر التذكير أن هذا المقترح " فرنسي الجذور " وأن ماكرون عرضه على ترامب الذي تشجع له وابدى حياله ردة فعل ايجابية ، وان الفرنسيين اخبروا كلا من اسرائيل والولايات المتحدة بانهم استطلعوا رأي نصر الله وأن هذا الاخير ابدى موافقته .

وما يثير الدهشة هنا هي ترويج الفرنسيين بأن نصر الله سيكون رجلا مهما في قادم الأيام ، وبأنه سيخلف المرشد خامنئي والسيستاني كمرجع شيعي اعلى في المنطقة ، ومن اجل ذلك فإنهم متأكدون من انه سيكون الرجل الاهم ويجب التواصل معه لهذا السبب .

ومما تسرب أيضا ، هو أن المفاوضات ستعقد في بلدة الناقورة على الحدود ، تماما كما حدث في معاهدة وادي عربة في العام 1994 .

ويبرر ماكرون هذا التوجه لحلفائه الموارنة تحديدا في لبنان برؤية ساذجة تتحدث عن أن الهدنة بين اسرائيل وحزب الله ستكون سببا في تخلي الحزب عن سلاحه .

وكما قلنا في مقال سابق عن نفس هذه القضية قبل ان تحدث المستجدات الآنفة : فإن لبنان الرسمي وبمجرد الشروع في المفاوضات على ترسيم الحدود يكون قد دخل – عمليا - في علاقات طبيعية مع اسرائيل ، ما ينسف كل مقولات واطروحات ايران وحزب الله وميليشيات القتل والدمار عن المقاومة والممانعة والكلام الفارغ .

جى بي سي نيوز