تقدير إسرائيلي يوصي بعدم إصدار موقف من حرب "قره باغ"

تم نشره الإثنين 12 تشرين الأوّل / أكتوبر 2020 09:35 صباحاً
تقدير إسرائيلي يوصي بعدم إصدار موقف من حرب "قره باغ"
أرمينيا اعلنت التعبئة العامة وتستدعي جنود الاحتياط

المدينة نيوز:- قالت كاتبة إسرائيلية إن "الصراع بين الدولتين البعيدتين، أذربيجان وأرمينيا، له تداعيات على المصالح الإسرائيلية المهمة، الأمر الذي يتطلب من صانعي القرار الإسرائيليين تشكيل موقف محدد تجاه الأزمة الناشئة، وعندما يُطلب منهم اتخاذ هذا الموقف فيجب أن تأخذ بعين الاعتبار جميع المدخلات الإقليمية والدولية في هذ الحدث، بما في ذلك المشاركة الدولية، وتقارب مصالح روسيا وتركيا بمختلف المجالات، وأثرها على إسرائيل".

وأضافت ميكي أهرونسون خبيرة العلاقات الدولية بمعهد القدس للاستراتيجية والأمن، في دراسة ترجمتها "عربي21" أن "الطاقة أحد المدخلات المتعلقة بموقف إسرائيل من الصراع، فأذربيجان تورد نصف احتياجاتنا النفطية وفقا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 2016، ومع ذلك فإن مصلحتنا في أذربيجان متعددة الأبعاد، وهي الدولة الإسلامية المتاخمة لإيران، وذات أهمية استراتيجية، ولها علاقة مفتوحة مع إسرائيل منذ سنوات" ، وفق "عربي21".

وأكدت أهرونوسون، رئيسة قسم السياسة الخارجية السابقة بمجلس الأمن القومي، أن "التعاون الأمني المكثف بين إسرائيل وأذربيجان أحد سمات علاقتهما، رغم أن الأخيرة تحافظ على علاقات تجارية واقتصادية مع إيران، لكنها مهتمة بالحصول على معلومات من إسرائيل حول الساحة السورية، والمتطوعين الأذريين الذين أتوا للقتال هناك، وتتمتع بالوصول للتقنيات الإسرائيلية، وتعد سوقا مهما لصناعاتها الدفاعية بقيمة 5 مليارات دولار".

وأشارت إلى أنه "رغم متانة هذه العلاقات، لكن القرار الأذري ما زال بعدم فتح سفارة في تل أبيب، رغم أن الأخيرة لديها سفارة في باكو، في ظل الحساسيات المستمدة لأذربيجان من موقعها الجغرافي، والضغط الذي مارسه عليها عبر السنين، لهذا السبب، اضطرت إسرائيل لقبول الاعتراف الأذري بدولة فلسطينية، والتصويت العاطفي معهم في المحافل الدولية، كالامتناع عن إدانة حماس بسبب أنشطتها المسلحة ضد إسرائيل".

وأوضحت أن "مسألة اليهود الذين يعيشون في أذربيجان اعتبار آخر يجب على إسرائيل أخذه في الحسبان، فقد هاجر معظم الجالية اليهودية في أذربيجان إليها في موجة الهجرة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وما زال آلاف اليهود في إسرائيل، وتتراوح التقديرات بين 20-30 ألفا، وبقي عدة مئات من اليهود في أرمينيا، بعد أن هاجر ثلاثة آلاف منهم لإسرائيل مع سقوط الاتحاد السوفيتي".

وأكدت أن "أرمينيا أعربت عن اهتمامها بتطوير العلاقات مع إسرائيل، لكنها امتنعت بسبب مصالح الأخيرة الاستراتيجية، مع تركيا وأذربيجان، ووفقا لهذه السياسة، فقد امتنعت إسرائيل عن الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن من قبل تركيا، ورغم أنها فتحت بعثة دبلوماسية في إسرائيل، وأرسلت سفيرا إليها في سبتمبر (أيلول)، لكن السياسة الإسرائيلية ما زالت ضدها، وتسير إسرائيل شؤونها الدبلوماسية مع أرمينيا من سفارتها في جورجيا".

وأكدت أنه "حتى الآن، لم تعلق إسرائيل رسميا على الأحداث في القوقاز، رغم ورود تقارير عن إرسال أسلحة من إسرائيل إلى أذربيجان خلال الصراع الحالي، وأعادت أرمينيا سفيرها من إسرائيل احتجاجا، مع العلم أنه من الناحية الاستراتيجية، فإن أذربيجان أكثر هيمنة من أرمينيا من حيث التجارة في إسرائيل، مع التركيز على واردات الطاقة وصادرات الصناعات الدفاعية، وقبل كل شيء في الجانب الإيراني، ذي الأهمية الحاسمة".

واستدركت بالقول بأن "أرمينيا مهمة من حيث العلاقات الدبلوماسية الإيجابية مع إسرائيل، ونمط التصويت الحذر مع الفلسطينيين، كعصا للتلويح بها في مواجهة استفزازات تركيا العلنية، وعلى خلفية العلاقات الجيدة مع الجالية الأرمنية في إسرائيل، بما في ذلك حارة الأرمن في القدس".

وأشارت إلى أن "اتخاذ موقف إسرائيلي من صراع أرمينيا وأذربيجان، يتطلب أن تأخذ بالاعتبار مشاركة الجهات الدولية الفاعلة الأخرى المشاركة في النزاع، حيث تتمتع إسرائيل بعلاقات مكثفة وإيجابية مع روسيا، وبرزت أهميتها مؤخرا بشكل خاص في الساحة السورية، وفي مواجهة تركيا، تحافظ إسرائيل على العلاقات الثنائية، رغم أنها فقدت مكانتها كحليف أمني لإسرائيل في عهد أردوغان بسبب مواقفه من القدس".

وأوصت الكاتبة أنه "بالنظر لهذه الاعتبارات، فمن الأفضل لإسرائيل عدم الإدلاء بتصريحات علنية بشأن الأحداث في القوقاز، فالبعد الجغرافي للمنطقة لا يلزمها بإصدار موقف رسمي، وفي الوقت نفسه تحافظ على علاقاتها الثنائية الحيوية مع أذربيجان، مع تجنب تصعيد التوترات مع أرمينيا، رغم عودة السفير الأرمني للمشاورات، مع السعي للحفاظ على التوازن الدقيق الذي ساد حتى الآن".

وختمت بالقول بأنه "إذا تطور الصراع إلى ما وراء حدوده الحالية، مع المشاركة النشطة لعوامل أخرى، مثل إيران، فستكون إسرائيل مطالبة بإعادة تقييم الوضع، رغم أنه من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان من الصواب تغيير سياسة تجنب التصريحات العلنية الآن".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات