درج الزعامطة بوسط العاصمة : محيطه حي هجره سكانه وامتداده آثار تاريخية نسيها الزمن

المدينة نيوز - ثمة بيوت قديمة مهجورة ذات موروث تراثي في مكان بوسط العاصمة ليس ببعيد عن الجامع الحسيني أصبحت مرتعا للعابثين وإلقاء القمامة فيها .
تدخل الى هذا المكان التراثي من شارع الملك طلال وتمر عبر درج الزعامطة الملتوي باتجاه حي خرفان الغربي , حيث ما زالت حجارة العمونيين القدماء شاهدة على هذا المكان بادية في جوانب ممراته وعلى مدخل مغارة كبيرة موجودة فيه . يقول سكان التقتهم في المكان : ان هذا المكان اثري ودليل ذلك وجود الحجارة الرومانية الضخمة المتناثرة في منطقته والتي يأتي البعض لسرقتها مشيرين الى ان وجود كهف كبير شجع شبانا على البحث عن الذهب .
يستنهض حي خرفان الغربي الهمم وهو يقف شاهداً على العصر بأبنيته وبيوته التاريخية المتميزة ، التي تستحق أن يقال عنها الأقدم بناءً في عمّان خاصة ان هناك بيوتا مضى على تشييدها أكثر من مئة عام .
وفي حين يقول هؤلاء السكان ان الحجارة الضخمة من مخلفات الحضارة العمونية الا ان مدير اثار عمان رافع الحراحشة يقول " هي ليست من المكان ذاته , لكنها احضرت الى هذا الحي قديما , وهي ليست منطقة اثرية " .
ويؤكد ان فريقا كشف على المكان وبناء على التقرير الذي يعده سيتم اتخاذ الاجراءات العملية سواء ما يتعلق بتنظيف المكان او نقل الحجارة الاثرية الى اي منطقة مناسبة .
وفيما يتعلق بالكهف يقول الحراحشة انه ليس من اختصاص دائرة الاثار العامة , لكن يمكن التنسيق مع امانة عمان الكبرى لتنظيفه والحفاظ عليه وحمايته .
هجر السكان هذا المكان الذي تحول إلى وكر للعابثين ، فجميعهم رحلوا عنه ولم يبق إلا منزلان مررنا عليهما حيث كانت أسرة احدهما تتساءل أين سنذهب , فيما حوّل عامر البرماوي منزله الى مستودع لمواد استهلاكية وفقا لقوله لبترا .
ويضيف البرماوي " هي منطقة أثرية لكنها مهملة ، يأتي إليها شباب يبحثون عن الذهب وأحيانا نسمع أصواتهم وهم يحفرون , وكذلك نجد صغارا يجلسون دون أن نعرف مآربهم ، كثير من الناس يأتون ولا نعرف عن ماذا يبحثون" .
ويشير الى " أنه كان في المنطقة سكان لكنهم رحلوا عنها , فيما الدرج الممتد من شارع الملك طلال إلى شارع خرفان تحول إلى مكرهة صحية " .
يقول الباحث والكاتب حنا ميخائيل سلامة ان المباني قديمة وكانت تطل على جبال عمان الشامخة وهي منطقة يمكن تأهيلها وتنظيمها لمواقع سياحية وأثرية في قلب مدينة عمان اذا أراد المسؤولون الاهتمام بها لتكون محطات جذب سياحي , بما في ذلك " التركيز على بعض المباني القديمة التي كانت موجودة منذ الأربعينيات في وسط المدينة للحفاظ على طابعها التراثي ".
ويشير الى ان أمانة عمان الكبرى بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار يمكنها دعم مشروع تطوير مدينة عمان كمقصد سياحي على المستوى الاقليمي والدولي كما تم سابقا تمويل مشروعات سياحية . ويقول الباحث سلامة ان الموقع كانت تقطنه نحو 75 عائلة تفرقت وهجرت منازلها إلى احياء أخرى بسبب غياب العناية , والإهمال في الموقع ولم يبق منها سوى عائلات معدودة آثرت البقاء في المنطقة لانعدام الإمكانيات المادية لها .
تؤكد الدراسات وحسب الآثار الماثلة للعيان ان الانسان اقام في عمان منذ عصور ما قبل التاريخ , ومن باب التذكير فان اسمها جاء من (عمون ) عندما كانت عاصمة العمونيين منذ حوالي 1200 سنة قبل الميلاد ، وسميت فيلادلفيا في فترة لاحقة عندما أعاد بناءها بطليموس فيلادلفوس بين سنة 383 - 346 قبل الميلاد .
المدير التنفيذي للهندسة في امانة عمان الكبرى المهندس إبراهيم هاشم يقول ان أي موقع اثري في مدينة عمان يعتبر ضمن اختصاص دائرة الآثار العامة وان أي تطوير لأي موقع اثري يحتاج إلى مساعدة أو دعم من قبل الأمانة مبينا ان الامانة لا تتوانى عن تقديم المساعدة والتنسيق بشكل مستمر من اجل إظهاره بالمظهر اللائق والمناسب .
ويشير إلى انه سيوجه قسم التراث العمراني في الأمانة للكشف على الموقع وبيان واقعه ومن ثم اعداد تقرير لمعرفة الاحتياجات والاقتراحات لتطويره وتنظيفه وجعله من المواقع المهمة والجاذبة في عمان . ويشير الى أن الدرج الذي يربط وسط البلد بحي خرفان ممر حيوي لمعظم سكان مدينة عمان " وسنعمل على دراسة واقعه وتنظيفه" .
رئيس قسم التراث في ألامانة المهندس فراس الربضي يؤكد أن الأمانة ستقوم بالتنسيق مع دائرة الآثار العامة للقيام بكشف مشترك لمعرفة احتياجات الموقع وصيانته لافتا الى ان الأمانة لا تستطيع المس بأي موقع اثري أو قطع أثرية داخل عمان .
ويشير إلى ان الأمانة ليست لديها سلطة على المواقع الأثرية التي تحتاج إلى معرفة بقيمتها التاريخية والتراثية .
وفيما يتعلق بصيانة الدرج وتنظيفه أكد أن الأمانة وضمن صلاحياتها ستعمل على دراسة واقعه وحاجته إلى صيانة أو تنظيف ليكون مكانا لائقا بالعاصمة وجمالياتها .( بترا )