الأردن يشارك العالمين العربي والإسلامي الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

تم نشره الأربعاء 28 تشرين الأوّل / أكتوبر 2020 11:38 مساءً
الأردن يشارك العالمين العربي والإسلامي الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

المدينة نيوز :-  يشارك الأردن، العالمين العربي والإسلامي الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الذي يصادف في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، إذ يستذكر المسلمون في هذه المناسبة الجليلة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم العطرة، ففيه بزغ نور الإسلام العظيم، وأُخرج الناس من ظلمة الجهل إلى نور الحق والطريق المستقيم.

وتأتي ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام، على وقع تداعيات وظروف ومقاومة وباء كورونا من جهة، ورفض وتصد بشتى وسائل التعبير الحضارية والعقلانية والسلمية لكل ما من شأنه الإساءة لرسول الله الكريم من جهة أخرى، ما يضاعف من احتياج العالم الإسلامي لاستلهام الصبر على الشدائد من سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بها والثبات عليها، واليقين بوعد الله الحق في نصرة الحق.

علماء دين أكدوا لـ(بترا) أن نهج الدين الإسلامي الحنيف في الرد على أي إساءة لرسول لله، تستلهم من وحي تعاليم القرآن الكريم وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يأتي الرد بالقدوة الحسنة والحوار والعقلانية والاقناع بأن مضامين حرية التعبير لم تكن يوماً لتعبر عن إساءة للدين، بل إنها الفضاء الأرحب لتقاطع المودة والتراحم والتلاقي والتعاون بين الحضارات المختلفة، لما فيه النفع والخير للانسانية، بعيداً عن التعصب والتطرف والتموضع خلف خطاب الكراهية الذي لا ينتج إلا الكراهية والبغضاء.

وأضافوا أن سيرة الرسول العطرة هي النهج الذي يجب أن يقتدى به، خاصة في ظل الأزمات، ومنها أزمة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وهي طوق النجاة من الابتلاء وهي أسس وأعمدة الصبر والاتكال على رب العالمين والدعاء بزوال هذه الغمة عن المسلمين والعالم أجمع.

سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، قال لـ(بترا): "ندعو كل من يحاول الإساءة للدين الإسلامي ولرسول الله صلى الله عليه وسلم بتذكر سيرة الرسول القائمة على التسامح والجدال الحسن والإقناع المنطقي، كما ندعو كل المسلمين إلى الصبر وعدم مقابلة الإساءة بمثلها، ما يعكس حقيقة الدين الإسلامي الذي يترفع عن الإيذاء والنيل من الآخرين لأي سبب كان، بل ويحترم كل أصحاب الرسالات السماوية".

وأضاف أن المسلمين يحتفلون في مشارق الأرض ومغاربها بميلاد سيد الخلق وحبيب الحق النبي العربي الأمين، ويتسابقون على مظاهر هذا الاحتفال ليظهروه بأجمل صوره المعبرة عن عظمة الرسول الكريم وعن حبهم إليه، واتباعهم لدعوته، مبيناً أن حب الله ورسوله من أعلى مراتب الإيمان.

وأشار إلى "حاجتنا الكبيرة وفي هذه الأوقات العصيبة من أجل تعزيز الاقتداء بسيرة الرسول العظيمة وأهمية التحلي بمكارم الأخلاق، "وإنك لعلى خلق عظيم"، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم صاحب أدب رفيع وخلق فاضل كريم، وعلم وحلم وشدة حياء، فضلاً عن كثرة العبادة والسخاء والصبر والشكر والتواضع والزهد والرحمة والشفقة وحسن المعاشرة، وكثير من الخصال والأخلاق الرفيعة، مستشهداً بما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم : "كان خلقه القرآن".

ولفت الخصاونة إلى أنه وفي بعثة الرسول الكريم أشرقت الأرض بنور الله سبحانه وتعالى، وصدحت الرسالة الربانية في الأرض خيراً وعدلاً وتسامحاً ورحمة، وأخرجت الناس من الظلمات إلى النور والهداية، ومن الجهل إلى العلم والحق.

وفي تذكير حول مقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم للإساءة بالحسنة، قال سماحة المفتي إن المشركين من قريش اضطهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، غير أن الرسول الكريم وصحبه صبروا على ذلك، فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم: "أتصبرون عند البلاء؟ قالوا: نعم، قال: أتشكرون عند الرخاء؟ قالوا: نعم، قال: أتثبتون عند اللقاء والحرب؟ قالوا: نعم، فقال صلى الله عليه وسلم: مؤمنون ورب الكعبة".

وتابع سماحته: "هذه صورة تبيّن القليل من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام قبل الهجرة إلى المدينة، وتعكس الأخلاق الفاضلة التي هي بمثابة مدرسة حياتية تقوم على الحق والواجب والإيمان".

وكانت دائرة الافتاء العام استنكرت قبل أيام الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدة "أنها لا تقبل الإساءة لأنبياء الله جميعاً، وأن الله عز وجل أرسل أنبياءه صفوة خلقه وأحبهم إليه وأكرمهم عنده؛ هداية للبشرية ورحمة للناس أجمعين؛ وإن المسلمين لا يفرقون بين أحد من المرسلين، وإن الذين أساءوا إلى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يعرفوه حق المعرفة وما ذلك إلا بسبب جهلهم به وعدم اطلاعهم على سيرته العطرة التي تدعو الى التسامح والتآخي والتعارف والتآلف".

وقالت الدائرة: "إن المسيئين لو اطلعوا على سيرة النبي محمد المباركة وعرفوا حياته وصفاته الكريمة لوجدوا فيها أنموذجاً للقدوة الحسنة، والأخلاق العالية، والصفات الحميدة، والقيادة الفذة، ما يجعلهم يقفون إجلالاً واحتراماً لهذا النبي العظيم"، مؤكدة أن "استمرار نشر الصحيفة الفرنسية من الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم دليل على توافر القصد لتأجيج الكراهية والفتنة في العالم أجمع، فينبغي البعد عن العنف والإرهاب والسب والشتم الذي لا يؤدي إلا إلى الكراهية والحقد بين الشعوب ما يوجب الوقوف ضده بكل حزم وإصرار".

بدوره، قال عميد كلية الشريعة السابق وأستاذ العقيدة والأديان في الجامعة الأردنية الدكتور محمد الخطيب: إن احتفالنا بذكرى المولد النبي الشريف يتخطى الشعارات بل هو التزام ديني ينبع من أصل العقيدة الإسلامية وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، هي ذكرى تعزز في سلوكياتنا السير على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، وتزيد من حبنا لسيرته.
ويشدد في سياق لا ينفصل عما يجري من إساءة "مرفوضة شكلاً وموضوعاً" للرسول صلى الله عليه وسلم، على أهمية التصدي لكل ما من شأنه المس برسول الله وبالدين الإسلامي وذلك عبر الوسائل الحضارية والحجة والمنطق والدعوة إلى الموعظة الحسنة.
أستاذ الحديث النبوي في كلية الشريعة في جامعة آل البيت الدكتور محمد مصلح الزعبي، قال: "اعتدنا في أردن الحشد والرباط أن يكون الاحتفال على هدي النبي الكريم بالاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله تلاوة ومدارسة، والإكثار من الصلاة عليه؛ لنيل الثّواب الجزيل من رب العالمين، فالاحتفال الحقيقي باتباع هديه والتمسك بسنته والسير على منهاجه الذي رسمه لنا، فهو القدوة المطلقة لنا في كل أمور الحياة".
وأشار الزعبي وهو عضو مؤسس في اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب، إلى أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم بمثابة طوق النّجاة من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام، ومدرسة للصابرين، يستلهمون منها قيمة الصبر وبرد اليقين ولذة الابتلاء في سبيل الله تعالى، منوهاً إلى أن أهم سلاح يتسلح به المؤمن في مواجهة الصعاب هو الدعاء واللجوء إلى الله وتفويض الأمر إليه فهو القادر والقاهر فوق عباده.
وأضاف الزعبي أنه وفي هذه الأيام الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية وما تعانيه من المصائب والمحن والابتلاءات فإنها أحوج ما تكون لاستذكار قيم الصبر وأخلاق الرسول التي تعين على تجاوز الأزمات، فحياته صلى الله عليه وسلم خير مثال على الصبر منذ ولادته وحتى وفاته.
وتابع: إن النبي الكريم ولد يتيم الأب وما أن بلغ السادسة حتى ماتت أمه ثم تبعه جده، فمن يتم إلى يتم لكنه لم ييأس ولم يستسلم فرعى الغنم وهو السيد ابن السيد ليضرب أروع الأمثلة في الصبر والتحدي، لينتقل إلى رعاية الأمم، ومنذ اللحظة الأولى لبعثته، وطّن نفسه على الصبر وتحمل الإيذاء والكيد والعداوة، حتى من أقرب الناس إليه.
وأوضح الدكتور الزعبي في إطار الإساءة للرسول الأعظم، أنه بلغ قمة الأذى في الحصار الظالم الذي فرضته عليه قريش لمدة ثلاث سنوات في شعب أبي طالب، وتتوالى عليه الأحزان، فيفقد زوجته خديجة ثم يموت عمه، رغم أنهما من خير أنصاره بعد الله، ثم يهاجر إلى المدينة بعد عدة محاولات لقتله، فيصبر على الظلم، ويعالج ما واجهه من صعوبات معتمداً على الله سبحانه وتعالى، ومتيقنا من رحمته وأن النصر مع الصبر، كما صبر على فراق ستة من أبنائه في حياته، فيما غزواته كانت صفحات مضيئة من صبره وجهاده.
أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة في جامعة اليرموك الدكتور محمد محمود طلافحة، قال: "إن ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أيام الله تعالى، يقول الله تعالى: "وذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّه"، فالواجب على المسلم أن يتذكر نعم الله تعالى عليه بيوم ميلاد سيد الخلق، فهو الرحمة المهداة والنعمة المسداة للعالمين".
وبين أن "ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم - كان وما زال – الفرج بعد الكرب، واليسر بعد العسر؛ ففي العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم كانت حادثة الفيل حين حاول أبرهة الأشرم هدم الكعبة، فأرسل الله تعالى على جيش أبرهة طيرا من أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، كما أنه ببعثته بدّد ظلمات الجاهلية بنور الإسلام ويسره".
أستاذ الحديث النبوي وعلومه في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور شرف القضاة، قال: "إنه ومن واجبنا في هذه المناسبة الاقتداء برسول الله الاعظم، وأن نرسخ القيم التي جاء بها في مجتمعاتنا حتى نفوز بكل خير في الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى {لَّقَد كَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللَّهِ ‌أُسوة ‌حَسَنَة}، فهو الشخصية الإنسانية الكاملة، إذ جمع الله فيه كل صفات الأنبياء والمرسلين في أوضح صورها".
وأضاف القضاة أن الله أخرج عبر نبينا الأمين الأمة من الجاهلية والتخلف إلى الإيمان والتقدم، ومن الذل والتبعية إلى النصر والعزة، فهو الداعية الحريص على هداية الناس إلى الخير، الصابر على ما يلاقيه من الأذى، والمعلم الرفيق والسياسي البارع والقاضي المنصف الذي لا يحابي أحداً، والقائد العسكري المحنك، والمقاتل الشجاع الذي يجاهد في سبيل الله.

بترا 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات