لماذا وصل العداء بين ماكرون وأردوغان إلى هذا المستوى الخطير غير المسبوق؟

تم نشره الخميس 29 تشرين الأوّل / أكتوبر 2020 07:59 مساءً
لماذا وصل العداء بين ماكرون وأردوغان إلى هذا المستوى الخطير غير المسبوق؟
ماركون واردوغان

المدينة نيوز :- وصلت العلاقات التركية الفرنسية عهد الرئيسين رجب طيب أردوغان وإيمانويل ماكرون إلى مستوى خطير غير مسبوق على خلفية الجدل الأخيرة حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول وما رافق ذلك من هجمات كلامية حادة واستدعاء للسفراء ودعوات للمقاطعة الاقتصادية.

لكن الخلاف الأخير لم يكن سوى حلقة جديدة في مسلسل الخلافات المتراكمة بين البلدين في السنوات الأخيرة والتي جاءت على شكل خلافات سياسية وعسكرية واقتصادية وأخذ بعضها أبعاداً استراتيجية وصولاً إلى مستوى التنافس على الصعيد الدولي في أعقد الملفات المشتعلة حول العالم في نزاع يكشف عن مستوى التنافس الاستراتيجي بين البلدين على القوة والنفوذ.

فمن الخلاف بين البلدين حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط، إلى دعم أطراف القتال المختلفة في إقليم قره باغ في أذربيجان مروراً بالتنافس الاستراتيجي في القارة الإفريقية، وصولاً إلى تنافس الزعامة وتصدر المشهد الدولي القائم بين الرئيسين وهو ما حول المشهد في بعض الأحيان وكأنه نزاع شخصي بين زعيمين.

 سوريا وليبيا

في عهد ماكرون، وصلت الخلافات التركية الفرنسية إلى خطر الاشتباك العسكري، حيث دعمت فرنسا الوحدات الكردية في شمالي سوريا بشكل مباشر، واتهمتها تركيا بتقديم الدعم العسكري المباشر للوحدات الكردية وتنظيم بي كا كا الإرهابي، وهو ما تعتبره تركيا تهديداً مباشراً على أمنها القومي.

وعندما نفذت تركيا عملياتها العسكرية المتتالية شمالي سوريا، اضطرت القوات الفرنسية إلى التراجع من بعض المناطق التي هاجمتها تركيا وبشكل خاص خلال عملية “نبع السلام”، ووجهت تركيا ضربة لمشروع إقامة كيان انفصالي شمالي سوريا من قبل الوحدات الكردية التي ترى فيها فرنسا حليفاً استراتيجياً لتعزيز نفوذها في سوريا والمنطقة بشكل عام.

وفي ليبيا، دعمت فرنسا مليشيات خليفة حفتر التي كانت على أبواب طرابلس وعولت عليها باريس في إحكام سيطرتها على ليبيا، قبل أن توقع تركيا اتفاقاً للتعاون العسكري مع حكومة الوفاق وتتمكن من قلب موازين القوى العسكري لصالح حكومة الوفاق التي نجحت في دحر مليشيات حفتر عن محيط العاصمة وتقدمت نحو الشرق تدريجياً وصولاً لحدود سرت والجفرة، وهو ما اعتبر بمثابة ضربة كبيرة للمشروع الفرنسي في ليبيا.

شرق المتوسط والناتو

وفي خضم هذه التطورات، وقعت تركيا وليبيا على اتفاق لترسيم الحدود البحرية، وهو ما أتاح لتركيا نفوذ أوسع في البحر المتوسط وهو ما رأت فيه فرنسا تهديداً لنفوذها في المنطقة وقدمت دعماً سياسياً وعسكرياً واسعاً لليونان في نزاعها البحري مع تركيا ووصلت الأمور إلى خطر الاشتباك العسكري بين البلدين عقب حصول حوادث احتكاك بين السفن الحربية للبلدين التي انتشرت على نطاق واسع في البحر المتوسط.

وتحول هذا النزاع إلى محل خلاف كبير بين تركيا وفرنسا في أطر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، حيث فشلت فرنسا حتى الآن في جر الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات “مؤثرة” على تركيا، كما فشلت في تحريض الناتو من أجل فرض عقوبات على تركيا بسبب ما قالت إنه احتكاك سفن حربية تركية بسفن فرنسية في شرق المتوسط.

أذربيجان

وفي خضم تصاعد الخلافات حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط، اندلعت الحرب بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم قره باغ، وبينما تدعم تركيا بشكل صريح أذربيجان من أجل استعادة الإقليم، تقدم فرنسا كافة أشكال الدعم لأرمينيا وهو ما اعتبر بمثابة ساحة نزاع جديدة بين البلدين.

وفي ظل التقدم الأذربيجاني عسكرياً على حساب أرمينيا فإن ماكرون رأى في الساحة الجديدة محاولة من أردوغان لتحقيق انتصار على فرنسا ولو بشكل غير مباشر، وهو ما زاد من حدة الغضب الفرنسي من تركيا والخشية من تزايد قوتها ونفوذها الإقليمي والدولي.

افريقيا

واستراتيجياً، باتت افريقيا ساحة تنافس ناعم بين فرنسا صاحبة النفوذ التاريخي في القارة السمراء، وبين تركيا التي تعمل منذ سنوات بكل قوتها من أجل تعزيز نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي في القارة، حيث رفعت تركيا عدد سفاراتها في القارة إلى 43 وبنت علاقات سياسية متقدمة مع العديد من الدول هناك.

وإلى جانب النفوذ الدبلوماسي، بنت تركيا قاعدة عسكرية في الصومال، وعززت تواجدها العسكري في ليبيا، ووقعت على اتفاقيات عسكرية مع العديد من دول القارة، وسط تنامي للعلاقات الاقتصادية وتزايد مضطرد في حجم التبادل التجاري وهو ما ترى فيه فرنسا خطراً على نفوذها التاريخي هناك.

المصدر  : القدس العربي  



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات