شعار اليوم العالمي للاتصالات يدعو الى الاهتمام بالمجتمعات الريفية

المدينة نيوز -قال الرئيس التنفيذي بالانابة لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات موفق ابو عاقولة ان خطوة الاتحاد الدولي للاتصالات هذا العام باعتماده شعار "حياة أفضل في المجتمعات الريفية بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات هي دعوة الى صانعي القرار والأطراف المعنية في هذا القطاع الحيوي والمهم الى ايلاء المجتمعات الريفية العناية اللازمة على نحو يرمي إلى سد الفجوة الرقمية وتضييقها بين القادرين على الوصول الى المعلومات وغير القادرين على. واضاف في بيان صحافي اليوم الثلاثاء ان هذا اختيار الشعار يشجعنا الى العمل على تذليل العقبات والصعوبات التي تعتري ايصال التكنولوجيات الحديثة وخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المختلفة الى تلك المجتمعات من جهة وتعزيز ودعم كافة المشاريع والمبادرات والبرامج التي تنتهجها كل من حكومات الدول المختلفة أو تلك المنفذة من قبل قطاع الاعمال والمستثمرين على النحو الذي يكفل اندماج أفراد المجتمعات المحلية الريفية مع أولئك القاطنين في المجتمعات المحلية الحضرية بما تحويه الاخيرة من توفر التكنولوجيات الحديثة والتطبيقات والخدمات المتطورة وبالتالي الوصول الى تجسير الفجوة المعرفية والرقمية بين تلك المجتمعات.

وقال انه بالنظر الى خصوصيات المجتمعات الريفية وما تمتاز به من خصائص مختلفة عن بقية المجتمعات الأخرى، فقد كانت الحاجة ولا تزال ملحة الى ضرورة رسم وتنفيذ سياسات ملائمة تلبي احتياجات هذه المجتمعات وتساهم في ايجاد حالة من التوازن المطلوب فيما بينها وبين المجتمعات الاخرى وتحافظ على كينونة ذلك النسيج الاجتماعي، مشيرا الى اهمية الدور الذي يلعبه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في ايجاد التوازن المطلوب والكفيل بايجاد حياة أفضل من خلال التقريب بين ثقافات المجتمع الواحد، وتوحيد أدوات الوصول للمعلومات والمعارف المتنوعة. وبين ان الأردن كان مدركا للأثر الملموس للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على كافة مناحي الحياة من خلال السعي الى ايجاد بيئة اتصالات وتكنولوجيا معلومات ملائمة قادرة على تلبية رغبات المستفيدين من جميع الخدمات وجاءت المشاريع والبرامج والمبادرات التي اطلقتها الجهات المعنية الحكومية أو الخاصة في هذا القطاع الحيوي المهم لتعكس جدية هذه الجهات واهتمامها في النهوض بهذا القطاع وتطويره بغية تأمين حياة أفضل ومجتمع يتسم أفراده بالقدرة على استيعاب التقنيات الحديثة والتعامل مع استخداماتها بكل يسر وسهولة.

  واكد ابو عاقولة ان هيئة تنظيم قطاع الاتصالات عملت عبر السنوات الماضية على ايجاد وتوفير بيئة تنظيمية داعمة وملائمة للاستثمار والمنافسة ولانتشار التقنيات الحديثة في المجتمعات المختلفة، ومنها المجتمعات الريفية.

وساهمت هذه الجهود بشكل ملموس في زيادة انتشار خدمات الاتصالات وبشكل خاص خدمات الانترنت للوصول الى نسبة انتشار تبلغ50% مع نهاية العام2012 وفقاً لما تطلبته وثيقة السياسة العامة للحكومة في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبريد2007، حيث وصلت نسبة انتشار الانترنت في نهاية عام2010 الى38% شكل الانترنت عريض النطاق حوالي85% من عدد مستخدمي الانترنت. وقال انه إدراك من الحكومة لأهمية ايصال خدمات الانترنت عريض النطاق للمجتمعات الريفية فقد تم اخيراً إعفاء الشركات المرخصة لتقديم خدمات الاتصالات اللاسلكية الثابتة بالحزم العريضة من الرسوم السنوية للترددات والرسوم الجمركية على الأجهزة والمعدات التي تدخل في صلب البنية التحتية لتلك الشركات ضمن نسب ومدد محددة إضافة إلى تخفيض وتوحيد نسبة ضريبة المبيعات المفروضة على خدمات الانترنت بغض النظر عن التكنولوجيا المستخدمة الى نسبة8% وذلك لتمكين الشركات المقدمة لخدمات الانترنت من زيادة مستوى التغطية في جميع محافظات المملكة، وتخفيض اسعار الخدمة المقدمة للمواطنين في هذه المحافظات لتصبح في متناول جميع شرائح المجتمع.

وقال انه كان لهذه المبادرات التي كان لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئة تنظيم قطاع الاتصالات دورا فاعلا فيها، انعكاس ايجابي كبير على مستويات انتشار الانترنت واسعار خدمات الانترنت عريض النطاق في محافظات المملكة، ويتوقع ان يكون لها انعكاس اكبر في السنوات القليلة المقبلة.

واضاف ان ترخيص ترددات الجيل الثالث من قبل هيئة تنظيم قطاع الاتصالات لاثنين من المشغلين (اورانج موبايل وزين) قد ساهم في زيادة انتشار خدمات الهواتف المتنقلة بشكل عام لتصل الى حوالي108% مع نهاية عام2010 وفي نشر خدمات الانترنت عريض النطاق بشكل خاص وتوفير سرعات عالية في كافة المحافظات وتوسيع خيارات المستهلك في الحصول على خدمات متنوعة وبأسعار معقولة، الامر الذي انعكس ايجابا على تجسير الفجوة بين المجتمعات الحضرية والريفية في المملكة، ولتكون نواة لتقديم خدمات تعليمية وصحية وحكومية افضل في تلك المجتمعات مستقبلا.

وقال ابو عاقولة ان التوسع في تقديم خدمات الاتصالات الثابتة السلكية واللاسلكية وطرح العروض المتنوعة الهادفة الى توسيع قاعدة الاشتراك وخاصة في محافظات المملكة هو دليل نحو الاهتمام بتلك المجتمعات، والمساهمة في ادخال تقنيات حديثة تسهم في زيادة التواصل والتقارب فيما بين كافة شرائح المجتمعات، حيث بدأ المواطن (أينما وجد في الريف او البادية او المدينة) يدرك أهمية استخدام التقنيات الحديثة في كافة نواحي الحياة ما دام ذلك ممكناً، فأصبح يكتسب المعرفة من خلال التعليم والتدريب واكتساب المهارة على اختلاف انواعها والتي توفرها تكنولوجيا الاتصالات المتنوعة.

واشار الى الانتشار الواسع لمحطات المعرفة التي أصبحت معلماً حضارياً في البوادي والقرى والمدن الأردنية حيث اتاحت الفرصة للمواطن الاردني في هذه المجتمعات لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة فاعلة لخدمة المجتمع المحلي بمختلف فئاته بهدف تجسير الفجوة الرقمية بين المجتمعات الحضرية والريفية.

وقال انه لا يزال هنالك الكثير من الطموحات المطلوب تحقيقها والتي لا تتأتى الا من خلال الشراكة وتضافر جهود جميع المعنيين من القطاعين العام والخاص، مشيرا الى ان الطلب المتزايد على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتنوعه والتطور المتسارع للتكنولوجيا يضع الجميع امام تحديات كبيرة تتطلب المزيد من الجهد والتعاون بين جميع الاطراف والعمل الدؤوب لتلبية هذا الطلب المتزايد والمتنوع ومواكبة هذه التطورات وتذليل العقبات والصعوبات، لضمان استغلال أمثل لفوائد الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جميع مناطق المملكة وتعزيز مساهمة هذا القطاع الحيوي في الاقتصاد الوطني لتحقيق حياة افضل في المجتمعات الريفية، وليبقى هذا القطاع كما كان على الدوام القوة الدافعة والمحركة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة وتحقيق رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بالتحول الى الاقتصاد الرقمي والمعرفي.(بترا)