آباء يضرّون أبناءهم

تم نشره الأحد 01st تشرين الثّاني / نوفمبر 2020 12:58 صباحاً
آباء يضرّون أبناءهم
عزت جرادات

اقتضت الملصلحة العامة أن يُعلّق التعليم بالتمدرس (أي في البيئة المدرسية) للفصل الدراسي الأول (20/21)، وثمة قبول مجتمعي وتربوي على أن البديل هو التعليم الالكتروني / أو التواصل السريع/ عبر الانترنت من المنازل، وأن هذا البديل أصبح ضرورة مُلّحِة لأستمرار عملية (التعلّم والتعليم) في ضروف تفترض التباعد الجسدي في مختلف مناشط الحياة في المجتمع، ولا يستثنى التعليم من ذلك.

*وقد أشبع المتخصصون هذا النمط التعليمي-التعلمي بحثاً وتنظيراً، مع إبراز متطلبات نجاحه، وأدوار الأطراف المعنية به وهم الرباعي: المعلم والإدارة المدرسيةوأولياء الأمور (الأسرة) والطالب المتعلم نفسه- لتحقيق أهدافه المرجوة.

* يدرك القائمون على المؤسسة التربوية الصعوبات والمعيقات التي تَحدّ من فعالية هذا النمط التعليمي- التعلمي، مثل الفجوة بين من يمتلك الأمكانات ومن يفتقر اليها.... حيث يتمتع الطلبة في (مجتمعات الوفرة) بما لا يتاح للطلبة في (مجتمعات الحاجة)، ومثل امتلاك المهارات الفنية والإدارية والتواصلية لدى فئة ودون أخرى في المؤسسات التعليمية، وغير من الصعوبات المتعلقة بالبيئة التحتية وشبكات الاتصالات...

* وهذا الادراك يشكل نصف المشكلة، فأذا ما عرفت المشكلة، فأن التغلب عليها مقدور عليه، وذلك من خلال أدوار الأطراف المعنية المذكورة آنفاً، وهي أدوار متكاملة، فأي خلل في أي منها يؤدي إلى نتائج سلبية...

* ولدى متابعتي المستمرة لما ينشر عن التعليم وأحواله، بقدر الأمكان، محلياً وعالمياً، فقد عبرت في أكثر من مقالة عن ضرورة التكيف مع هذا النمط التعليمي- التعلمي الذي فرضه (عصر كورونا)،واقترحت أن نطرح مشروعاً مجتمعياً –وطنياً بعنوان (لاب توب لكل طالب) كاداة لتمكين الطلبة من التعايش مع هذا الجهاز واستخدامه على أفضل وجه ممكن.

*ومن أهم ما اطلعت عليه تصريح معالي الأخ وزير التربية والتعليم (أ.د تيسير النعيمي)، وهو يؤكد أن التعليم عن بعد ليس بديلاً للتعليم الوجاهي (أي التمدرس-ممارسة التعلّم والتعليم في البيئة المدرسية) بل هو معزز وبديل في حالة الضرورة... ونحن الأن في مرحلة الضرورة.

* ولكن الأخطر ما ذكره معاليه (أن الوزارة تدرك سلوك بعض أولياء وأمور الطلبة (بحل إجابات الأمتحانات عن أبنائهم)... ولكن حجم هذه الظاهرة غير معروف).

أن هذه المعلومة خطيرة ومزعجة:

-فهذا السلوك يتنافي مع مفهوم الرعاية الأسرية للأبناء، وهو تيسير عملية التعلّم والتعليم إيجابياً.

- وهذا السلوك يؤدي إلى تقبل الأبناء لعملية (الغش)- في التمدرس وفي الحياة المستقبلية، فضلاًعن تنافي الأمية، وفقدان الدافعية للتعلّم لديهم.

* ما هكذا تورد (الأبل أيها الأباء وايتها الأمهات)ـ فأنتم تضرون ابنائنا الطلبة.

* إن بامكان الوزارة اذا ما رأت (غلوا في العلاقات) أن ترجع إلى علامات الطالب أما قبل كورونا، لتحديد حجم هذه الظاهرة ومعالجتها... لمصلحة أبنائنا وبناتنا اذا لم يدركها الآباء وأمهات، وآمل أن تنتهي هذه الظاهرة.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات