هل سيبيع بايدن دول المنطقة " الجمل بما حمل " ؟

تم نشره الأحد 15 تشرين الثّاني / نوفمبر 2020 12:10 صباحاً
هل سيبيع بايدن دول المنطقة " الجمل بما حمل " ؟
د . فطين البداد

حالة من الارباك والارتباك يعيشها كثير من زعماء المنطقة بخصوص الملفات التي سيعنى بها جوزيف بايدن وفيما إذا كانت هي نفسها التي يهتمون بها أم لا .

فمثلا ، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، بدأت قيادة السلطة تبعث برسائل مختلفة للأدارة الجديدة عن أنها مستعدة للدخول في مفاوضات سلام من جديد مشفعة ذلك بالبدء بخطوات من شأنها تعزيز الثقة بينها وبين هذه الادارة على رأسها - مثلا - الموافقة على التعاطي المالي مع اسرائيل بعد ذلك " الحرد " الذي تسببت به ما عرف بمخصصات الأسرى ، بالاضافة ، وهذا هو الأهم ، إعادة التنسيق الأمني معها و مع الولايات المتحدة بشأن كامل ملف القضية .

ثم إن هناك مسألة التطبيع ، حيث إن كثيرا من الدول تريد أن تعرف تماما كيف ينظر بايدن لهذه المسألة ، وهل تحظى عنده بالأولوية كما كان عليه الشأن في إدارة ترمب ، وأيضا كيف سيفعل بانسحاب الرئيس الانتقالي من الاتفاق النووي ، وكيف سيتعامل مع ما استجد عليه بشأن الصواريخ الباليستية ، في حين تترقب بعض الدول كيف ستتعاطى الادارة الجديدة مع ما يعرف بقضايا حقوق الانسان وحروب المنطقة وغيرها .

كل ذلك مشروع في قلق هذه الدول ، ومن حق كل دولة أن تزيح النار إلى قرصها كما يقال ، ولكن هذه القضايا ، كما يفهمها الفاهمون ، ليست قضايا منعزلة إذا اخذنا بالاعتبار أن القوى العظمي تتدخل في الصغيرة والكبيرة فما بالك بملفات ساخنة ذات امتداد دولي ؟؟ .

كل المعطيات تقول بأن بايدن لن يكون معنيا بكل ما ذكر أعلاه ،خلال السنة الأولى أو السنتين الأوليين من فترة حكمه، إذ إن أهم القضايا التي يطلع بها الرئيس الجديد ستنحصر حكما في الهم الداخلي ، وعلى رأسه الآن كورونا ، كما قال هو نفسه ، وقضايا التأمين الصحي ، والمناخ والتجارة مع الصين ، والأهم ، بل والأخطر بالنسبة إليه هي معالجة " تركة ترامب الثقيلة " وما افرزته من انقسام بالاضافة إلى مشاكله المنتظرة مع مجلس الشيوخ الذي يعتقد بأنه سيكون جمهوريا ، ومع مجلس النواب " الديمقراطي " أيضا حيث سيواجه يساريين من حزبه ، وهذه الألغام وغيرها ، لن تمكن بايدن من أن يمرر بسهولة حتى الحكومة التي سيختارها ، دون أن نغفل بأن ملفات المنطقة التي نحن بصددها ، ستحظى في الفترة المذكورة برعاية مسؤولين أقل مستوى لن يكونوا قادرين - بالمحصلة - على الاحاطة بها دون عناية مباشرة من البيت الأبيض .

باختصار : بايدن " مش فاضي " للمنطقة الآن ، ولا خلال أول سنة أو ربما سنتين ، وما على دول المنطقة إلا تخييط جروحها بيديها في المديين القريب والمتوسط ، فليستعد الجميع للتيه القادم في صحراء الديمقراطيين ورئيس لن يكون - كما سبق وقلنا - سوى نسخة طبق الاصل عن أوباما الذي اختتم ولايته الثانية ببيع كل دول المنطقة على طريقة "الجمل بما حمل " وربنا يستر .

جى بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات