مجلس النواب الجديد / 2

تم نشره الخميس 19 تشرين الثّاني / نوفمبر 2020 12:37 صباحاً
مجلس النواب الجديد / 2
جميل النمري

كيف نرى مجلس النواب الجديد؟ يتوجب ان ننتظر قليلا لنحكم عليه! لكن ما الذي ننتظره؟ لا اتوقع ان أحدا يتأمل شيئا مختلفا أو افضل مما اعتدنا عليه! ثم ان حدود صلاحيات مجلس النواب الدستورية معروفة وهي تنحصر في وظائفه الرقابية والتشريعية التي لا تسمح بظهور تمايز جوهري بين مجلس وآخر. وعلى كل حال يجب ان نسمع توقعات ايجابية محددة اليوم حتى نقبل الاستماع الى خيبات أمل من الاداء غدا.

الحقيقة ما ننتظر ان يتكشف لنا هو أمر شخصي بحت يتعلق بشخصية كل واحد من النواب الجدد ونوعيته وميوله وانحيازاته. وأقصى ما يمكن ان يحصل كما في المرة الماضية أن تظهر الى جانب المعارضة الاسلامية اصوات معارضة أكثر حدة وشراسة وبدون لون سياسي وفكري ومنهجية وحسب علمنا حتى الساعة لم تظهر اختراقات من هذا النوع.  لكن نحن نتحدث عن مئة نائب جديد وهي ربما اعلى نسبة تغيير في عمر المجالس النيابية.

الذي يحدث بالعادة ان نوابا جددا يتعلمون العادات السيئة أكثر من الجيدة وقلما يجدون الوقت والحوافز لتكوين ثقافة ومعرفة سياسية وبرلمانية قويمة في غمرة المنافسة على المناصب والمصالح والمنافع وسباق الواسطات والخدمات التي يغرق بها النائب بسرعة ويجب ان يتعلم ويتقن مقتضياتها بما يضع العمل البرلماني الحقيقي بآخر مرتبة واهتمام.

أول ما يواجه النائب الجديد هي الانتخابات الداخلية لمجلس النواب ( رئاسة المجلس والمكتب الدائم واللجان)  وهنا تبدأ عمليات الاستقطاب اللامبدئي والمصلحي ويترافق مع هذه العملية وعلى خلفيتها الاستقطاب للكتل ويلعب النواب القدامى دورا رئيسا في الاستقطاب دون اي اساس سياسي باستثناء كتلة الاصلاح الاسلامية التي لا تملك هذه المرة النصاب لتشكيل كتلة (لديهم 10 نواب من اصل 13 وهو الحد الادنى للكتلة) الا اذا تمكنوا من استقطاب ثلاثة آخرين أو أكثر. وستبرز مظاهر الاستزلام ومقايضة الدعم والشللية. وحالما تنتهي انتخابات المكتب الدائم وقد تركت دروسها وندوبها تبدأ معركة اللجان بما فيها من تصفية حسابات وردّ معروف ووفاء بوعود او نقضها. وعضوية اللجان هي عملية تحشيد بحتة فالأغلبية تذهب تحت ضغط زملاء لهم الى هذه اللجنة او تلك كصوت انتخابي وقلة تذهب بسبب التخصص وبذلك تكون البداية الخاطئة في تشكيل اللجان والكتل وتوزيع المناصب ويبدأ المجلس أول خطواته في المنحدر الغلط الذي لا تراجع عنه.هذا السيناريو هو السائد وعندما تبدأ مطالبات الاصلاح يكون النهج الرديء قد تكرس وتجذر ولا احد يرغب او يهتم بتغييره.

في أواخر عمر المجلس الماضي قلت إن المجلس لو اراد ان يقدم خدمة ثمينة للبلد قبل ان يغادر فعليه ان يجري تعديلات جوهرية على نظامه الداخلي حتى يأتي المجلس الجديد ويباشر عمله بطريقة مختلفة ترسي ثقافة وتقاليد جديدة. وليس سرا ان التنفيع والمال السياسي كان قد نخر عظام مجالس سابقة.

نأمل ان تختلف الأمور هذه المرّة ويا ليت لو تعقد جلسات نقاش وتثقيف وتفكير وتمرين مكثفة قبل بدء اعمال المجلس للتعارف بين النواب والتعرف على أول المهمات وكيف يمكن اداؤها بافضل طريقة ابتداء بتشكيل الكتل ثم الانتخابات الداخلية وتشكيل اللجان.  

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات