3 ملايين و300 ألف لم ينتخبوا لن يذهبوا إلى أي مكان!

تم نشره الأحد 22nd تشرين الثّاني / نوفمبر 2020 12:32 صباحاً
3 ملايين و300 ألف لم ينتخبوا لن يذهبوا إلى أي مكان!
علي سعاده

عندما يتغيب نحو 3 ملايين و300 ألف ناخب من أصل 4 ملايين و640 ألفا ناخب عن المشاركة في "العرس الوطني"، فإن على المسؤولين في الدولة من كافة المستويات أن يشعلوا الضوء الأحمر، وأن يعرفوا تماما أن هؤلاء الناخبين غير المشاركين لن يذهبوا إلى أي مكان، وسيبقون هنا ينظرون إلى مجلس النواب بالعبدلي بوصفه جهة غير ذي صلة بهم وبقضاياهم.

على الدولة ألا تتجاهل الحقيقة وتدير ظهرها للغالبية، وتنظر إلى الأقلية التي شارك غالبيتها (29.9 %) لأسباب لا علاقة لها بممارسة حقهم بالتصويت الذي كفله الدستور، وكان لكل شخص منهم حجته في الذهاب إلى صندوق الاقتراع.

يجب ألا يبهرها ربع الكأس الممتلئ، وعليها أن تتساءل: أين ذهب ثلثا الماء في الكأس؟ ولماذا تسرب من بين أصابعها في غفلة من هذا؟ عليها أن تكشف الغطاء عن الحجة والسبب وراء تغيب الغالبية!

لم تترك الدولة وسيلة إلا واستخدمتها لتشجيع الناخبين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع، عبر الصحافة ووسائل الإعلام على اختلاف أشكالها وخطها التحريري، وعبر ومواقع التواصل الاجتماعي، والإعلانات الخارجية على الطرقات، وعبر المؤسسات الدينية على اختلاف مسمياتها ووظائفها.

كل ذلك لم يقدم ولم يؤخر فبقيت الغالبية تنظر بعين الشك والريبة والتوجس أحيانا، وبعين عدم الاكتراث واللامبالاة أحيانا أخرى.

كانت أزمة الحكومات مع الغالبية الصامتة في نقطة أساسية هي عدم الثقة، وعدم تصديق كل ما تقوله الحكومة، واعتباره كلامًا فارغًا يقال لملء الفراغ والوقت، وتمضية أطول مدة ممكنة في السلطة، لم يكن لما تقوله الحكومات وأجهزتها أي وقع على آذان وأفئدة المواطنين، كأنها في أكنة!

ما حدث في الانتخابات سبق أن حدث في موضع "كوفيد- 19"، فرغم خطورة المرض وانتشاره ما يزال المواطنون في غالبيتهم يشككون في أرقام الحكومة والهدف من ورائها، ورغم أن الغالبية ملتزمة بالكمامة والتباعد وكل ما يتعلق بالبروتوكول الصحي، إلا أنها تواصل الإنكار بسبب سياسات الحكومة في الإغلاق العشوائي، وإغلاق بعض القطاعات وتوقيف الدراسة الثانوية والأساسية والجامعية دون خطة واضحة لعودتها حتى ولو بنصف طاقتها.

داء انتصار سنغافورة وتايون ونيوزلندا وألمانيا وحتى إيطاليا على كورونا بعد أن أمن الجميع أن محاربة الوباء تكون بالتكافل والتضامن والمسؤولية الشخصية لأن الجميع أمام عدو غير مرئي يعيش بيننا رغمًا عنا.

في الانتخابات حدث نفس الشيء، المواطن لم يؤمن بها في ظل ماكر يتنقل بيننا بكل رشاقة وثقة، لم يؤمن بجدوى انتخاب مجلس لن يكون أفضل من سابقه في ظل قانون انتخاب هجين، لا تعرف له مثيلًا في العالم. ولم تؤمن بعدالة الانتخابات حيث كان المال الأسود والفاسد يتنقل بين الأيدي والجيوب تمامًا مثل فيروس كورونا.

السؤال ليس ما قاله ويليام شكسبير "أكون أو لا أكون" في مسرحية "هاملت"، وإنما لماذا لا تثق الغالبية بما تقوله الحكومات وأجهزتها؟! هذا هو السؤال الذي يجب أن نجد له إجابة، وليس "هاملت".

السبيل 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات