الاقدام على الشراء مزيج بين الرغبة والغريزة

المدينة نيوز - يقول البعض ان الشراء مجرد رغبة في الحصول على مايحتاجه الانسان من بضائع ويقول البعض الآخر ان الشراء هو حب تملك غريزي موجود في الانسان منذ الأزل، ولكن ماهو الفرق بين الرغبة والغريزة في الشراء؟ بحسب تعريف علماء النفس فان الرغبة مستمدة من الغريزة ولكن عدة عوامل تدخلت فيها مع الزمن لتفصلها عن الغريزة بمعناها المعروف.
دراسة أكاديمية لغرفة التجارة العامة لدول أمريكا اللاتينية التي تتخذ من مدينة /ساوباولو/ البرازيلية التي تعتبر أكبر ثالث مدينة في العالم من حيث تعداد السكان والتجارة والانتاج الصناعي سلطت الضوء على موضوع الرغبة والغريزة في الشراء بقولها ان الغريزة هي حب التملك غير العقلاني للأشياء أما الرغبة فهي حب التملك العقلاني للأشياء. واذا أمعنا النظر فيهما فاننا سنجد عاملا مشتركا أساسيا بينهما وهو حب التملك. اذن هناك مايشجعنا على القول بأن الخيط الفاصل بين الرغبة والغريزة في حب تملك الأشياء رفيع جدا.
هل الغريزة اندفاع؟
الجواب على هذا السؤال هو نعم. فالغريزة اندفاع باتجاه الحصول على ماتريده النفس باي ثمن كان. انها القوة الدافعة الخارجة عن نطاق السيطرة في حب تملك الأشياء. ولكن الغريزة، وهنا تركز الدراسة على غريزة حب تملك الأشياء وليس على الغرائز الأخرى الكثيرة الموجودة في الانسان، نابعة عن الحاجة الطبيعية لامتلاك مايحتاجه الانسان من أكل وشرب وملبس. ومن هذه النقطة تحديدا فان مايفرق بين الغريزة والرغبة هو ماأسمته الدراسة بعشوائية حب التملك الغريزي، اي أنه اذا تحركت غريزة الشراء فان بعض النقاط الايجابية تختفي ويأتي على رأس هذه النقاط حسن الاختيار والتدبير وعدم الاكتراث بنواح مرتبطة بالأرقام والكميات.
وأضافت الدراسة بأن التطور الهائل والمتنوع في الانتاج أصاب غريزة الشراء بنوع من الارتباك . فقديما لم تكن هناك خيارات كثيرة أمام غريزة حب التملك ، لكن العالم المعاصر ينتج الجديد تلو الجديد بحيث أن الغريزة التي من المفترض أن لاتتغير لأنها في صلب النفس الانسانية، بدات بالتطور بشكل مربك أحيانا بسبب تطور الحياة وتعدد المنتجات.
هل تحولت غريزة حب التملك الى رغبة في المفهوم العصري؟
هنا أوضحت الدراسة بأن هناك ارتباطا وثيقا بين الرغبة والغريزة منذ الأزل أيضا طالما أن الغريزة هي رغبة جامحة في تملك الأشياء، ولكنها استدركت لتقول بأن الغريزة والرغبة، بالرغم من هذا الارتباط الوثيق ،لايمكن أن تصلا الى حد التطابق التام. وأشارت من ناحية اخرى الى أن التطور في الانتاج قد غذت غريزة حب التملك بقوة دفع لم تكن موجودة قديما. وقالت الدراسة أيضا بأن الغريزة تتطور وتتغير وتتلون تحت تأثير غزارة الانتاج وتنوع البضائع، وماهو مطلوب من الانسان العصري القيام به هو محاولة تحويل غريزة حب التملك الى رغبة عقلانية في اقتناء الأشياء.
ماهي الرغبة في حب التملك اذن؟
الرغبة تقع أحيانا تحت تأثير الغريزة اذا تعددت الخيارات، أي أن الرغبة في الحصول على الأشياء تتوسع لتشمل جوانب غريزية من حيث خروج هذه الرغبة أحيانا خارج نطاق السيطرة. لكن الشيء الذي يفرق بين الرغبة والغريزة هو أن العقلانية مازالت مرتبطة بالرغبة لمنع الفوضوية في الشراء. شيء آخر تطرقت اليه الدراسة بقولها ان للرغبة في الشراء حدودا بينما ليست هناك حدود للغريزة، وبخاصة مايتعلق بناحية حب تملك الأشياء غريزيا. فلو ترك الانسان العنان لغريزته في حب التملك أو استطاع ذلك فانه سيريد امتلاك كل شيء في هذا العالم ووضعه في مخبأ بعيدا عن أعين الآخرين للاستمتاع بما يملك من دون تدخل الآخرين. وقالت الدراسة ان الرغبة في الشراء وغريزة حب التملك تختلفان من حيث أن الانسان يستطيع اظهار رغبته في اقتناء هذا الشيء أو ذاك.
الرغبة والغريزة في الشراء من المولات: أكدت الدراسة بأن المولات الضخمة التي انتشرت في العالم خلال العقدين الماضيين ساهمت في التقريب بين الرغبة والغريزة في حب الشراء وتملك الأشياء ولذلك يقال ان هذه المولات جعلت حب تملك الأشياء والشراء عبارة عن مزيج من الرغبة والغريزة. وقالت الدراسة ان هناك ارتباك حقيقي في هذا الأمر. فعندما يرى الانسان أشياء تعجبه فان الرغبة والغريزة تبرزان ويكاد يختلط الأمران الا أن الرغبة هي التي تسود دائما، والدليل على ذلك هو أنه عندما يدخل الانسان الى محل ما فانه يضع في عربة الشراء عدة خيارات من منتج واحد بشكل غريزي ولكنه في النهاية يختار مايرغبه أكثر مستخدما العقلانية التي تطرقت اليها الدراسة.
(سيدتي)