القاهرة ما بعد "قمة العلا" الخليجية: إلى أين؟

تم نشره الأربعاء 06 كانون الثّاني / يناير 2021 12:31 صباحاً
القاهرة ما بعد "قمة العلا" الخليجية: إلى أين؟
حازم عياد

أنهت قمة العلا الخليجية الخلاف الخليجي الأخطر في أعقاب فرض دول الرباعية العربية (مصر والامارات والبحرين والسعودية) حصارًا على دولة قطر. النهاية السعيدة لأزمة الحصار لم تكن نتاج التزام بشروط الرباعية بل نتيجة جهود امريكية وكويتية لإنهاء الأزمة الى جانب تحولات إقليمية ودولية كان ابرزها خسارة ترمب الانتخابات الرئاسية.

تحولات من الممكن ان تقود الى المزيد من المصالحات وعمليات الانفتاح، خصوصا السعودي على عدد من القوى الإقليمية وعلى رأسها تركيا في المرحلة المقبلة، فهل تسير القاهرة على خط الرياض أم إنها ستحافظ على مسافة كبيرة بينها وبين السياسية الخارجية السعودية ترسم فيه مسارا جديدا يتجاوز التحالف التقليدي الذي نشأ في احضان الربيع العربي وثورته المضادة.

في الظاهر تبدو القاهرة أقل حماسًا للانفتاح على الدوحة، خصوصًا أن اتفاق المصالحة لم يكن نتاجًا لاستجابة الدوحة لشروط الرباعية، ولعله الموقف ذاته غير المعلن لأبو ظبي، غير أن القاهرة وخلال الأشهر القليلة الماضية خطت مسارًا أكثر استقلالية بدورها عن دول الرباعية، وعلى رأسها ابو ظبي والرياض؛ بتبني سياسة أكثر انفتاحًا للتعامل مع الازمة الليبية، قادتها الى تخفيف التوتر مع أنقرة خلال الاسابيع القليلة الماضية.

القاهرة تضاربت مصالحها في العديد من الملفات خلال العامين الفائتين مع شركائها في الخليج العربي؛ اذ لم تكن متحمسة للحملة العسكرية التي قادها حفتر على طرابلس الغرب بدعم فرنسي اماراتي بشكل أساس.
كما تعارضت مصالحها مع الدول الداعمة إسقاط البشير في الخرطوم قبل عام، وبرز قدر من الجفوة ومساحة أوسع من الفجوة بين موقف القاهرة المتعاطف مع تمرد التيغري في إثيوبيا، وموقف أبوظبي الداعم حكومة أديس أبابا. بل إن القاهرة دخلت في سباق على النفوذ في الخرطوم مع عدد من الدول الخليجية الطامحة إلى تكرار تجربتها في اليمن والصومال، والأهم أن مصالحها الحيوية في فلسطين المحتلة تعرضت لتهديد مباشر من خلال موجة التطبيع التي قادتها ابو ظبي في المنطقة العربية مع الكيان الاسرائيلي، فاتحة ثغرة خطيرة لنشاطاته المشبوهة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا.

القاهرة ورغم مشاركتها في قمة العلا، وتوقيع وزير خارجيتها سامح شكري على البيان الختامي للقمة، وسرعة مغادرته بعد ذلك، باتت على الارجح مقتنعة بضرورة رسم معالم سياسة أكثر استقلالًا عن حلفائها في الخليج العربي، تراعي مصالحها الحيوية في فلسطين وسوريا والعراق ووادي النيل وشرق إفريقيا وليبيا والساحل والصحراء والبحرين المتوسط والاحمر. سياسة تقودها الى مصالحات وانفتاح لا على أنقرة فقط بل على طهران أيضًا؛ فالقاهرة بعد قمة العلا باتت أكثر تحررا وانفتاحا على الارجح مما هي عليه قبل قمة العلا الخليجية. 

السبيل 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات