الغاء تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة ارهابية .. لماذا ؟

تم نشره الأحد 24 كانون الثّاني / يناير 2021 12:23 صباحاً
الغاء تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة ارهابية .. لماذا ؟
د. فطين البداد

كما كان متوقعا ، فإن الأمم المتحدة رسميا وعلى لسان أعلى مسؤوليها وكذلك منظماتها العاملة في اليمن " دبت الصوت " رافضة تصنيف الولايات المتحدة لجماعة الحوثي كمنظمة ارهابية ، بزعم أن من شأن ذلك أن يؤثر على ايصال المساعدات للشعب اليمني .

إدارة بايدن ،من جهتها ، أعلنت أنها ستراجع هذا التصنيف ، وكذلك قال وزير الخارجية الأمريكي الجديد ، ما يعني عودة ذات السياسة التي انتهجتها إدارة أوباما  .

قلنا في مقالات سابقة ، ومنذ سنوات ، بأن هناك  مؤامرة دولية على اليمن ، وبأن تواطؤا  واضحا  تم تسجيله بين مبعوثي الأمم المتحدة إلى هذا البلد ، ومن  يراجع تصريحات مارتن غريفيت عند تصنيف الحوثيين الأخير ورفضه القاطع له وزعمه بأن المجاعة ستتسع في اليمن يدرك بأن المبعوث الأممي  الذي منع تحرير الحديدة عندما كانت على وشك السقوط بيد المقامة اليمنية  وقوات التحالف العربي آنذاك ، يقف مع الحوثيين  رغم كل ما قيل عن انتقادات هنا وهناك ،  مع أن المنظمات الانسانية التابعة للأمم المتحدة   سبق وأعلنت اكثر من مرة بأن جماعة الحوثي يسرقون المساعدات الانسانية   لدعم ما يسمونه المجهود الحربي .

 موقف غريفت فضح حجم التآمر الذي يتعرض له اليمن ، والذي لا يراد  له أبدا ان يتحرر من الاحتلال الايراني  لأسباب سياسية واقتصادية ومصالح دولية  متقاطعة  وكل حسب أهدافه ومراميه ، وعما  قليل سيرفع بايدن تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة ارهابية كما وعد ..

 ولكي لا أعيد ما قلته مرارا عن هذه العصابة الاجرامية وعن تواطؤ مارتن غريفت هذا مع الحوثيين ضد الحكومة اليمنية   وضد قوات التحالف العربي اعيد نشر مقال  نشره موقع جي بي سي  بتاريخ 13 يناير - كانون ثاني من عام 2019 لعلي فيه أكون قد وضعت  بعض النقاط على الرفض الأممي المريب لتصنيف الحوثي كجماعة ارهابية : 

 

اليمن وغريفيت .. ذاب الثلج وبان المرج 

لا يخفى على كل مراقب حجم الاستغباء الذي ينتهجه مبعوث الامم المتحدة الى اليمن البريطاني مارتن غريفت ( عينه انطونيو غوتيريس مبعوثا أمميا بتاريخ 13 - 2 - 2018 ووافق عليه مجلس الامن بعد يومين من تعيينه) والذي جاء يبيع الماء في حارة السقائين كما علق صحفي يمني يتبع الحكومة الشرعية .

الرجل لا يريد ان يعترف بخرق الحوثيين للهدنة في الحديدة التي يتمترس بها مئات المرات في مهمته المستحيلة ، ونراه يحاول الهروب من كل استحقاق بالحديث عن التزام الطرفين " الشرعيين " متناسيا بأن هناك طرفا واحدا شرعيا اسمه الدولة اليمنية ، والمقاومة اليمنية التي تتبع لها ومن يؤازرها من قوى مختلفة ، وبأن الحوثيين فصيل لا يتعدى 1 % من مجموع الشعب اليمني ، وبرغم ذلك يصر على عدم تسمية الأشياء بمسمياتها ونراه يطلق على الحوثيين " انصار الله " في إطراء خبيث يصدر لأول مرة من مبعوث يمثل أمين عام النظام الدولي .

هو لا يريد التدخل في اليمن من اية جهة ، بمن فيها تلك التي استنجدت بها الحكومة اليمنية الشرعية ، ونراه يغفل ملالي ايران الذين يقفون وراء الأزمة وكل هذا الخراب والدمار الذي أصاب اليمن غير السعيد بفضل الفصيل الامامي المتخلف ، وبجهد هكذا مبعوثين وهكذا أمم متحدة متحاملة ومتواطئة .

لا يختلف غريفت عن غيره من مبعوثين سبقوه سواء بن عمر إياه ، أو خليفته ولد الشيخ أحمد ، وإذا كانت اختلفت الوجوه ، فإن الأغراض والغايات لم تختلف ، بل زادت توسعا من خلال تأزيم القضية اليمنية وتدويلها بكل معنى الكلمة .

هو لا يعترف مثلا بخرق الحوثيين للهدنة قبل عودة وفدهم من ستوكهولم سواء في الميناء او المدينة من خلال أماكن الانتشار ، ومؤخرا بانفجار الطائرة المسيرة في لحج خلال العرض العسكري ، ويصر على أن الهدنة تتعلق فقط بالحديدة ، وعندما يوجه إليه سؤال عن الخرق الحوثي للإتفاقات نراه يحمل " الطرفين " المسؤولية ويطلب منهما معا الإلتزام وكأنه يتوسط بين دولتين .

هو يرغب كما صرح شخصيا بتعميم تجرية الحديدة على مناطق اخرى ، ولكن هذه الحديدة التي يريد النجاح فيها ، أو بالأحرى تنفيذ أوامر أسياده بشأنها فضحت كل الألاعيب والمؤامرات التي يقودها قادة المركز الدولي الساعون لإطالة أمد الحرب في اليمن ، بغية جني المزيد من الحصاد المالي ، وإلا فأين هي قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، قبل أن تستفحل الأزمة ويختزل اليمن بمدينة شاطئية لا يرغب الغرب المتواطئ مع ايران بتحريرها من قبل القوة الشرعية ومن التحالف العربي ؟.

اتفاق السويد إياه ، كان واضحا واشترط تسليم الميناء لموظفي الدولة فتم تسليمه لموظفين يتبعون الحوثيين ويرتدون الزي الحكومي ، ناهيك عن تفسيرات وتعقيدات في الإتفاق انطلت على كثيرين .

يقول المبعوث المذكور : إنه يسعى لبناء الثقة بين اليمنيين ، وإنه لا يشجع أجراء انتخابات في البلد ولو بإشراف دولي ، ويقر بمصالح روسيا وغيرها وبأن القضية اليمنية لم تعد محصورة بأطرافها ، اي ان الرجل يريد ان يقول : إن اليمن بات مربطا دوليا كالمربط السوري ، وإنه لا مجال لحل الأزمة الا باتفاق العالم .

إذا كان ذلك كذلك ، فلماذا يأتي إذن ويعرض بضاعة كاسدة من الأصل لولا أنه ينفذ مخططا بدأت تتضح خطوطه وترتسم ملامحه الكريهة والخطيرة والبشعة ؟؟ .

باختصار : إنهم لا يريدون لليمن أن ينتصر ، ولا للتحالف العربي أن يحسم المعركة ، ومواقف غريفت الأخيرة من خروق الحوثي دليل صارخ على أنه وبلا جدل : ذاب الثلج وبان المرج !.

لقراءة المقال الاصلي اتبع هذا الرابط

جى بي سي نيوز  



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات