نريد أن نسمع الرئيس

تم نشره الخميس 28 كانون الثّاني / يناير 2021 12:58 صباحاً
نريد أن نسمع الرئيس
حسين الرواشدة

على الرغم من مرور اكثر من مائة يوم على تكليفه بتشكيل الحكومة، لم يخرج الرئيس الخصاونة في اية مقابلة إعلامية حصرية لمخاطبة الرأي العام وشرح ما لديه من أفكار او توجيهات، كما ان جولاته المفترضة للقاء المواطنين في الأطراف لم تبدأ بعد، لا بأس، فالرئيس على ما يبدو كان مشغولاً في الفترة الأخيرة بمناقشات مع مجلس النواب، لكن في تقديري ان افصاح الرئيس في حوار تلفزيوني او صحفي طويل عن برامج حكومته وترتيب لقاءات مع المواطنين خارج العاصمة، هو في صميم الأولويات التي يفترض ان يبدأ بها.

صحيح ان الرئيس أطل في عدد من اللقاءات الصحفية من خلال مداخلات سريعة وموجزة عن قرارات «الدفاع»، كما انه قدم رد الحكومة في بيان الحصول على الثقة امام مجلس النواب، لكن يبقى لدى الاعلام الذي يفترض ان يمثل الضمير العام للمجتمع أسئلة بحاجة الى إجابات، وهذه فرصة «للرئيس» لكي يقدم نفسه للرأي العام ويكشف عن «اجندة» الحكومة في المرحلة القادمة، وهي فرصة يفترض ان «تستثمر» في اطار مدروس، لكي تكون صورة الرئيس ورسالته واضحة، وليس كما حصل مع «رؤساء» سابقين حين صبت مقابلاتهم مع الاعلام بعكس ما يتوقعون.

أعرف ان لدى الرئيس الخصاونة القدرة والكفاءة السياسية للتعامل مع أسئلة الاعلام، كما اعرف ان لديه من «الملفات» ما يكفي لمصارحة الرأي العام، واقناعهم بخط سير الحكومة، لكن المهم ايضاً هو ان خروج الرئيس الى الفضاء العام، بعد ان ظل على امتداد خدمته في السلك الدبلوماسي وفي موقع المستشار لجلالة الملك بعيداً عن الأضواء، سيكون ضرورياً للاشتباك مع قضايا الناس وهومهم، والرد على اسئلتهم بشكل مباشر، فمن حق الجمهور ان يعرف ما يفكر به الرئيس وأن يسمعه، وأن يقرأ في ملامحه واشارته ما يمكن ان يطمئنه على ان حركة الحكومة في المرحلة القادمة ستكون أفضل مما يتوقعه، وانها تستحق الثقة فعلاً.

بقى لدي ملاحظتان، الأولى هي ان « التعرض الإعلامي» من قبل أي مسؤول، لا سيما في اللقاءات والحوارات المباشرة، يحتاج الى خبرة وحكمة ايضاً، كما ان تكرار هذا التعرض بشكل غير مدروس ينعكس بشكل سلبي على الرسالة الإعلامية، وقد أصاب رئيس الحكومة حين «ضبط» عملية الظهور الإعلامي للوزراء، وخاصة على صعيد تناول موضوع «الوباء» .

اما الملاحظة الثانية فهي ان أداء بعض الوزراء عند مواجهة الاعلام، لا سيما حين يخرجون معاً، لم يكن موفقاً احياناً، مما يترك انطباعاً عاماً لا يصب في مصلحة الحكومة، وربما فراغاً بحاجة لمن يملأه بخطاب اكثر تواضعاً وتوازناً، ومن هنا تبدو مواجهة الرئيس بنفسه للإعلام في أوقات مدروسة ومحدودة مسألة ضرورية، ليس فقط لأنها فرصة لتصحيح «انطباعات» الرأي العام عن صورة الحكومة التي تشكلت من خلال خطاب بعض الوزراء، وانما لأنها تشكل الإطار العام لرسم الصورة عن أداء الحكومة من مصدرها الأصلي، باعتبار الرئيس هنا هو القائم بالاتصال، وباعتبار الرسالة التي صدرت منه هي الأصل، وبالتالي سيكون استقبالها من قبل الرأي العام اسهل وأوضح، وسيكون أثرها ايضاً أفضل وأكبر.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات