ثقافة القفز وديكور الجسور

تم نشره الخميس 28 كانون الثّاني / يناير 2021 01:04 صباحاً
ثقافة القفز وديكور الجسور
رمزي الغزوي

ليست فقط ديكوراً أو إكسسواراً يزيّن شوارعنا الهادرة كأنهار من السيارات. جسور المشاة منصات إعلانية للوحات وبوسترات وصور عريضة، ومرتع للقطط السائبة، وملاذ آمن للمشردين. جسور المشاة لدينا أقرب ما تكون شبهاً بغرف الضيوف الواسعة المؤثثة في غالبية بيوتنا: لا يطرقها زائر في السنة إلا مرة أو مرتين.

لا أريد أن أقترح على أمانة عمان وباقي البلديات أن يستخدموا الجسور لتنشيف الملوخية والنعنع والمريمية والبرغل، كما هو الاستخدام الاستراتيجي لغالبية غرف ضيوفنا. بل أريد أن يعاد النظر في وجود هذه المنشآت المكلفة في ظل العزوف عن ارتيادها، وشيوع ثقافة القفز عن الأسيجة الحديدية في قطع الشوارع.

أحد الأصدقاء يرى أن المواطن البسيط يعجبه أن يقفز فوق السياج حتى ولو كان هذا خطرا، لأنه يشعر أن هذا هو المكان الوحيد الذي يستطيع أن يمارس فيه القفز بكل حرية واطمئنان. وهو يشعر بالنشوة والانتصار باختصار المسافات، وتوفير عناء صعود أدراج جسر المشاة المرهقة.

مع أن مثلنا الشعبي يحثنا على أن نمشي دهراً ولا نقطع نهراً، إلا أن قلة قليلة من مشاتنا يستخدمون الجسور لعبور الشوارع بأمان. والأكثرية يفضلون أن قطع نهر سيارات الهدّار من أي مكان هم فيه، حتى تلك الأماكن التي يتوفر فيها جسر فوقهم.

الأسبوع الماضي تعرضت شابتان للدهس في شارع المدينة المنورة الغاص بالسيارات والمطاعم والمولات. والمؤلم أن هذا الشارع تتباطئ فيه حركة السيارات بفعل عشوائية قطع الشوارع من قبل المشاة. ولولا لطف الله لكان لدينا عشرات حالات الدهس يوميا.

المحزن أن المطاعم الكبيرة ومحلات الحلويات التي بسببها يتهافت الناس إلى هذا الشارع لم تفكر يوما في تحمل مسؤوليتها الاجتماعية والمساهمة بإنشاء جسور كهربائية فوق هذا الشارع قد تكون حلا طيبا يخفف من هذه الظاهرة.

البعض يرى البعض أن الجسور لا تتلاءم مع كثير من الناس خاصة كبار السن. وأن الأنفاق ربما تكون أنسب. ولكن الأنفاق الموجودة لدينا تعاني ذات الهجران الذي تعانيه الجسور. المشكلة فينا كمشاة إذن، وفي هندسة الشوارع التي لا تفرض كثيرا من مناطق المعابر الآمن لنا.

أحدهم يعلق أن في قانون السير ما يجيز مخالفة المواطن الماشي إذا ما قطع الشارع في غير الموضع المخصص. ولكن العرف السائد فينا أن الحق دوما على السائق. حتى ولو رمى مواطن نفسه من عمارة، وسقط على سيارتك فالحق عليك.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات