المواجهة بين أميركا والصين ستشتد خلال العشرية القادمة ويجب ألا تصل للحرب

تم نشره الأحد 07 شباط / فبراير 2021 09:29 مساءً
المواجهة بين أميركا والصين ستشتد خلال العشرية القادمة ويجب ألا تصل للحرب
جو بايدن يصافح الرئيس الصيني شي جين بينغ

المدينة نيوز :- قالت مجلة "فورين أفيرز" (Foreign Affairs) الأميركية إن الصراع بين الولايات المتحدة والصين سيدخل خلال العشرية المقبلة "مرحلة مصيرية"، حيث ستشهد حدة التوترات بين البلدين ارتفاعا ملحوظا، كما سيدخلان في منافسة شديدة بغض النظر عن الإستراتيجيات التي ستتبعها كل دولة على حِدة.

وتؤكد المجلة -في تقرير مطول لكيفن رود، رئيس وزراء أستراليا الأسبق ورئيس منتدى "مجتمع آسيا" بنيويورك- أن هذا المصير الصدامي بين الدولتين العظيمتين "مآل لا مفر منه"؛ لكن تطور الأمور لحرب مفتوحة يمكن، على العكس من ذلك تماما، تفاديه.

ويستطيع البلدان -وفق الكاتب- إرساء "حواجز حماية"؛ لمنع انزلاق الأوضاع إلى شفا الكارثة، من خلال وضع إطار عمل يمكن أن يصطلح عليه بإطار "المنافسة الإستراتيجية المُدارة" للتقليل من خطر تصاعد المنافسة بين البلدين إلى صراع مفتوح.

ويتوجب على واشنطن في هذا الإطار أن تقرر وبسرعة كيف يجب عليها أن تتعاطى مع أجندة بكين "الواثقة" سياسيا واقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا، وإذا كانت ستختار مسار الانفصال الاقتصادي والمواجهة، فإن ذلك يعني أن كل دول العالم ستضطر إلى الانحياز إلى أحد الجانبين؛ مما سيزيد خطر وحدة التصعيد.

إطار تفاهم
ويشكك كثيرون -وفق للمجلة- في أن قادة البلدين يمكنهم إيجاد الطريق الصحيح إلى إطار عمل لإدارة علاقاتهما الدبلوماسية وعملياتهما العسكرية وأنشطتهما في الفضاء السيبراني، ضمن معايير متفق عليها؛ لتحقيق أقصى قدر من الاستقرار العالمي وتجنب التصعيد العرضي، وإتاحة الفرصة لقوى التنافس والتعاون في إدارة العلاقة.

وسيحتاج البلدان في هذا الصدد إلى التفكير في شيء يشبه الإجراءات والآليات، التي وضعتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي لتنظيم علاقاتهما بعد "أزمة الصواريخ الكوبية" في أكتوبر/تشرين الأول 1962؛ لكن مع تجنب الاقتراب من حافة الهاوية والانزلاق لحرب مدمرة.

كما قد يتضمن إطار "المنافسة الإستراتيجية المُدارة" وضع حدود صارمة لضبط سياسات وسلوك الدولتين، مع السماح بالمنافسة الكاملة والمفتوحة بينهما في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والأيديولوجية.

وقد يتيح هذا الإطار لواشنطن وبكين أيضا التعاون في مجالات محددة، من خلال ترتيبات ثنائية أو محافل متعددة الأطراف.

ورغم صعوبة بناء سياق لتفاهم من هذا النوع؛ إلا أن التوصل إلى ذلك -وفق المجلة- يبقى ممكنا، لا سيما أن السيناريوهات البديلة كارثية بكل معنى الكلمة.

على صعيد آخر، ترى فورين أفيرز أن في الداخل الأميركي قلائل فقط من اهتموا بدراسة محتوى الدوافع السياسية والاقتصادية المحلية لإستراتيجية الصين الكبرى، أو الأساليب التي اتبعتها بكين لتفعيلها خلال العقود الأخيرة.

معظم الاهتمام في واشنطن انصب حول الخطوات، التي يجب على الولايات المتحدة أن تتخذها لاحتواء صعود التنين الصيني، بدون التفكير مليا فيما إذا كان أي مسار عمل محدد سيؤدي إلى تغييرات حقيقية في نهج بكين الإستراتيجي.

قصر نظر
ومن الأمثلة البارزة على هذا النوع من "قصر النظر" في السياسة الخارجية الأميركية -تضيف المجلة- الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية السابق مايك بومبيو في يوليو/تموز الماضي، والذي دعا فيه فعليا إلى الإطاحة بالحزب الشيوعي الصيني الحاكم حين قال "نحن، الدول المحبة للحرية في العالم، يجب أن نقنع الصين بالتغيير.. بما في ذلك من خلال تمكين الشعب الصيني".

وترى فورين أفيرز أن الشيء الوحيد، الذي يمكن أن يقود الشعب الصيني إلى الانتفاضة ضد "الدولة الحزب"، هو شعوره بالإحباط من الأداء الضعيف للحزب في معالجة البطالة، أو سوء إدارته الفظيع لكارثة طبيعية ما (مثل الوباء)، أو زيادته لحدة القمع السياسي المكثف أصلا في عموم البلاد.

أما التشجيع الخارجي لإثارة هذا النوع من الإحباط الداخلي -خاصة من الولايات المتحدة- فمن غير المرجح أن ينجح؛ بل قد يتسبب على النقيض من ذلك في إعاقة أي تغيير.

وأي تصريحات منمقة مثل التي أدلى بها بومبيو -تختم المجلة- ستأتي بنتائج عكسية تماما؛ لأنها ستقوي موقف الرئيس، شي جين بينغ، في الداخل، وستتيح له الإشارة بأصابع الاتهام إلى خطر الـتآمر الخارجي، لتبرير تطبيق إجراءات أمن داخلية أكثر غلظة وتشددا، وحشد نخب الحزب الشيوعي الساخطة والمتضامنة ضد التهديد القادم من الخارج.

المصدر : فورين أفيرز



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات