مصير الملف النووي و العقوبات على ايران

تم نشره الأحد 21st شباط / فبراير 2021 12:08 صباحاً
مصير الملف النووي و العقوبات على ايران
د. فطين البداد

لا ينتظر العارفون بكواليس ما يجري من تفاوض غير مرئي وبالانابة بين واشنطن وطهران إلا أن تفضي المفاوضات بين الطرفين إلى رفع العقوبات ، ولا ينتظر أن يتم ذلك دفعة واحدة لاستحالة الأمر وتعقيدات الملف وموقف اسرائيل ، ولكن ربما يتوصل الطرفان لرفع جزئي خلال الاسابيع القليلة المقبلة وبوساطة الاوروبيين .

بايدن الذي قال أمام مؤتمر ميونخ للأمن الخميس إنه يتابع انشطة ايران المخلة بالاستقرار ، حدد مسارا للمفاوضات بأن تعود ايران لالتزاماتها النووية أولا ، وربما كان من ثمرة جهود الوساطة زيارة رئيس هيئة الطاقة الذرية لطهران التي اعلنت بأنها ستفاوض الهيئة بالتزاماتها حول مسألة حظر الانتشار النووي وليس حول ملفها النووي ذاته ، ولكن بايدن يدرك بأن تنازلا متزامنا ستقابله طهران بتنازل متناسب معه في الحجم ومتوافق معه في الأهمية ، أي أن الشروط الامريكية التي كانت إدارة الرئيس الجديد تضعها لم تعد موجودة في الأساس عقب طلب بايدن من مجلس الأمن في الرسالة الاخيرة سحب الطلب الذي قدمه ترمب لفرض عقوبات أممية على ايران ، وهو ما قابلته الأخيرة بقولها إنه غير كاف مستندة إلى وقائع جديدة تقوم باستغلالها لإعادة هيمنتها على الملف دون اي تنازل حقيقي سواء في ما يتعلق بالصواريخ البالستية، أو تدخلاتها الاقليمية التي اعلن المرشد بأنه لا يمكن التنازل عنها .

لقد بدأ الانفتاح الأمريكي ، والتنازل الأمريكي ، وليس من زمن سوى اسابيع معدودة ، إلا ونرى أمريكا وطهران جالستين إلى نفس الطاولة بوسطاء او بدون ، ليس لإعادة التفاوض على اتفاق نووي جديد ، كما يتوهم المتوهمون ، بل لتطبيق الاتفاق السابق الذي هو في حقيقته التسليم بقدرات ايران وحقها في الهيمنة ، ولتذهب علاقات واشنطن بأصدقائها إلى الجحيم .

المنهمكون بالملف الايراني في عهد بايدن هم أنفسهم في عهد أوباما ،ذات الاسماء وذات الوجوه ، والمفارقة أن العودة للاتفاق ستكون أيضا في عهد روحاني ووزير خارجيته ظريف ، أي أن كل تلك السنوات التي اهدرها ترامب كأنها لم تكن ، وليس مستبعدا أن تتلقى ايران تعويضات عن سنوات الحظر الاقتصادي ، طالما أنها تلقت مئات المليارات " كاش " في عهد بايدن ، نائب الرئيس سابقا ، والرئيس الآن.

لن يصدق المكابرون بأن هناك إعجابا ما يربط ادارة بايدن بالملالي ، ومن شواهده اعلان واشنطن بأن أهم ملف لديها في سياستها الخارجية هو الملف اليمني ، مع يقينها بأن الحوثيين ليسوا سوى ذراع ايراني خالص ، ما يعتبر فرصة للايرانيين لتكريس احتلالهم لليمن وفرض شروطهم في وقت يمنع فيه السلاح عن السعودية .

ستعود تلك المرارات التي شهدتها اسابيع اوباما الأخيرة ، وسيظل العرب هم الخاسرين في غياب معادلة القوة ، وما أدراك ما القوة في العلاقات الدولية .

جى بي سي نيوز



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات