لعناية وزير الداخلية ومدير الأمن الوطني

تم نشره الإثنين 22nd شباط / فبراير 2021 12:43 صباحاً
لعناية وزير الداخلية ومدير الأمن الوطني
ابراهيم عبدالمجيد القيسي

مع كل التقدير لشخصيكما ووظيفتيكما، وقبل أن أضع هذه الملاحظة بين أيديكما، أرجو أن تعلما بأن نصف عملي في مهنتي ينصبّ على القانون والأمن ورجالهما، وليس ذلك من باب التقرب لجهة أو لأحد، بل لقناعتي بأن خير هذه البلاد حين يتطلب الأمر رجالا وطنيين طيبين، يكون في العسكر ورجال الأمن والقانون، وأزعم بأن الناس لو تفهموا القانون والتزموا به لكانت مملكتنا أفضل من كل الديمقراطيات التي نتغنى بها، ونحاول الاستشهاد بمواقف شعوبها التي تنم عن الوعي والولاء لها، فتاج الديمقراطية هو سيادة القانون، ولو عرف كل مواطن ما له وما عليه، لتجاوزنا الكثير من القضايا والأزمات، التي تحول بيننا وبين الإصلاح الشامل، الذي لا ينفك رأس الدولة يدعو له في كل مناسبة.

الملاحظة التي أتحدث عنها نابعة من شعور بالازدواجية في متابعة بعض القضايا المتعلقة بخلافات الناس، حيث تمنح هذه الازدواجية هامشا واسعا للمتنمرين على الآخرين، للاستيلاء على حقوقهم، وتفريخ سلاسل من المشاكل والأزمات بين الناس، وسوف أذكر جزئية واحدة تبين ما أعتبره إزدواجية في المرجعيات الأمنية والقانونية المتعلقة بإدارة الدولة للشؤون العامة، الواقعة ضمن اختصاص وزارة الداخلية من جهة الحكام الإداريين، واختصاص الأمن العام من جهة المراكز الأمنية.

حين يعجز الناس عن خلافاتهم يلجأوون للقانون ومؤسساته الرسمية المعنية بتطبيقه، فخلاف بين جيران أو سكان في عمارة، حول شؤون العمارة وحقوق ساكنيها، يقع ضمن مسؤولية الحاكم الإداري، وحين يباشر المحافظ أو المتصرف او من يقوم مقامهما باتخاذ إجراءات قانونية لحل خلاف أو نزاع، فإن الأطراف المتضررة من حكم القانون المتنمرة على الآخرين والمستولية على حقوقهم تقوم بتقديم شكاوى كيديه، ضد الطرف الذي لجأ أصلا للمحافظ أو المتصرف، حيث يبرع بعضهم في تقديم فنون من الكيديّات وافتعال الجرائم، فيتوجهون تارة للحاكم الإداري وأخرى للمركز الأمني، ويشرعون في تقديم تظلمات وشكاوى، تهدف بالدرجة الأولى للتأثير على خصمهم في القضية المنظورة من قبل الحاكم الإداري، وابتزازه للتراجع عن طلب حقوقه!.

لدي أكثر من ملاحظة موثقة، لقيام اشخاص مطلوب توديعهم للحاكم الاداري على خلفية قضية ونزاع هم أطراف فيها، بالتوجه الى المراكز الأمنية، وتقديم شكاوى بحق الطرف الذي اشتكى عليهم أساسا عند الحاكم الاداري، وأصبحوا مطلوبين لديوانه، بينما هم يقومون بكل حرية بتقديم شكاوى جديدة ومتعددة، من خلال لجوئهم الى المراكز الأمنية، وكلها شكاوى تتعلق بجزئيات في القضية الرئيسية المنظورة من قبل الحاكم الإداري!.

أنا أعلم تماما حجم الضغط الواقع على رجال الأمن وعلى الحكام الإداريين، وأجزم أن مقدارا كبيرا من هذا الضغط المتمثل بكثرة الشكاوى من قبل المواطنين على بعضهم البعض، ناجم عن هذه الازدواجية، فلماذا لا تحدد وزارة الداخلية من خلال الحكام الإداريين، ومديرية الأمن العام من خلال مراكزها الأمنية، إجراءات وعقوبات وغرامات أيضا، على كل من يشغلهم بجزئيات من قضايا منظورة من قبل إحدى الجهتين، فهي فوق الضغط الذي تشكله على الوزارة والأمن العام، تفاقم الازمات والمشاكل بين الناس، وتفتح هامشا كبيرا للمعتدين على حقوق الآخرين بأن يتنمروا على الناس ويبتزونهم بحقوقهم، من خلال توريطهم بقضايا مفتعلة او كيدية، لا يحق أن يتم النظر فيها او الحكم عليها من قبل جهتين رسميتين؟!.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات