خفايا وعروض مذهلة للقاءات ترامب بزعيم كوريا الشمالية
المدينة نيوز :- كشفت هيئة الإذاعة البريطانية، عن تفاصيل جديدة، تتعلق بخفايا لقاءات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بزعماء العالم، والعروض التي كان يقدمها لبعضهم بصورة كان تثير ذهول أعضاء في إدارته.
وأشارت إلى أن ترامب قدم عرضا مذهلا للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، رغم انسحابه من المفاوضات على البرنامج النووي الكوري، في قمة فيتنام، وتمثل في أنه عرض على كيم توصيله إلى بيونغ يانغ، على متن الطائرة الرئاسية.
وأشار ماثيو بوتنغر، أبرز الخبراء في شؤون آسيا في مجلس الأمن القومي خلال عهد ترامب إلى أن الأخير كان يعرف أن كيم وصل إلى القمة في رحلة بالقطار استغرقت أيام ومرت عبر الصين وصولاً إلى هانوي فقال له: أستطيع أن أوصلك إلى موطنك في غضون ساعتين إذا أردت ذلك. لكن كيم رفض".
وقال إن عرض التوصيل إلى البيت كان واحداً من بين العديد من المفاجآت في العلاقة الوثيقة غير المتوقعة بين الرجلين التي بدأت في سنغافورة عندما اعتقد ترامب، كما أخبرنا مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، "أن لديه صديقاً حميماً جديداً".
وهنا، قام ترامب بلفتة أخرى صعقت فريقه، عندما وافق على طلب كيم بإلغاء المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ، وفق "عربي21" .
وقال بولتون إن إلغاء المناورات العسكرية كان "تنازلاً لم نحصل على شيء منه في المقابل".
وأضاف بولتون: "اشتكى كيم جونغ أون، كما فعل في مرات كثيرة في السابق، من المناورات المشتركة الكبيرة بين قوات من كوريا الجنوبية وقوات أمريكية، والتي تُجرى في شبه الجزيرة الكورية منذ ما يزيد عن 60 عاماً."
وتابع: " قال ترامب، بشكل غير متوقع، أنا سألغي الألعاب الحربية (كما وصفها). لا حاجة لها، فهي مكلفة جداً وستجعلك سعيداً. لم أستطع أن أصدق ما سمعت."
وقال بولتون "وزير الخارجية بومبيو، ورئيس موظفي البيت الأبيض كيلي وأنا كنا جالسين هناك في الغرفة مع ترامب ولم يستشرنا في هذا الأمر. لقد جاء الأمر ببساطة من دماغ ترامب. لقد كان خطاً غير مقصود، وكان تنازلاً لم نحصل على شيء في مقابله."
وقالت "بي بي سي" قبل اللقاء بأشهر فقط، كان ترامب يصف كيم بـ "الرجل الصاروخي" ويهدد كوريا الشمالية بـ "النار والغضب".
ووصف مسؤول بارز في الأمم المتحدة هو جيف فيلتمان كيف أنه، في أوج الأزمة، نقل رسالة سرية من ترامب إلى كيم يعرض عليه فيها أن يلتقيان.
أخبرنا فيلتمان قائلاً: "كانوا يقارنون الملاحظات حول ما كان يحدث، وما الذي يمكن أن يحدث، ومدى خطورة الوضع، وفرص حدوث استجابة عسكرية، وكل هذه الأمور. فقال الأمين العام غوتيريش للرئيس ترامب: جيف فيلتمان تلقى هذه الدعوة الغريبة لزيارة بيونغ يانغ وقيادة حوار سياسي مع الكوريين الشماليين."
ومضى فيلتمان يقول: " فمال ترامب ناحيته وقال: على جيف فيلتمان أن يذهب إلى بيونغ يانغ وعليه أن يبلغ الكوريين الشماليين بأنني مستعد للجلوس مع كيم جونغ أون."
عندما ذهب فيلتمان إلى بيونغ يانغ، أكد على خطورة الوضع للكوريين الشماليين. وقال لنا: "الرسالة الرئيسية التي حاولت إيصالها، وكان ذلك رداً على حججهم حول الحاجة لوجود وسيلة ردع، هي أنه ما يرونه كرادع يمكنه أن يتسبب في الحرب نفسها التي يعتقدون بأنهم يردعونها."
طلب المسؤول الأممي عقد لقاء مع وزير الخارجية في كوريا الشمالية على انفراد ليسلمه الرسالة السرية من ترامب.
ويتذكر تلك اللحظة قائلاً: "ساد صمت قصير قبل أن يقول وزير الخارجية: لا أصدقك، لماذا عليّ أن أصدقك. فقلت له: انظر إلي، أنا لا أطلب منك أن تصدقني. ما أخبرك به هو أن الأمم المتحدة ائتمنت على رسالة من الرئيس ترامب، وأنا ناقل لتلك الرسالة."
وأضاف قائلا: "ذهبت إلى بيونغ يانغ وأنا قلق للغاية بالنظر إلى الشعور بأن الحرب وشيكة. وغادرت بيونغ يانغ مرعوباً من أن ما نخاطر به حقاً هو حرب عرضية."
لم يرد كيم مباشرة على رسالة ترامب ولكن بعد أشهر أبلغ الكوريين الجنوبيين بأنه مستعد للقاء الرئيس الأمريكي. أسرع مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية إلى البيت الأبيض لإيصال الخبر.
يصف مستشار الأمن القومي الأمريكي في حينه أتش آر ماكماستر تلك اللحظة التي قال فيها ترامب "نعم" للقاء، بالقول: "أوشك السفير تشونغ أن يسقط عن كرسيه لأنه اعتقد أن الأمر سيكون من الصعب ترويجه."
وعلى غرار الكثيرين في البيت الأبيض، كان لدى ماكماستر تحفظاته الجدية حيال اللقاء مع كيم، ولكن وكما هو الحال مع الجانب الأكبر من السياسة الخارجية لترامب، فإن الرئيس كان سيفعل الأمر بطريقته الخاصة.
ويقول ماكماستر: "شعرت أنه سيكون من الأفضل أن ندع كيم جونغ أون يشعر بالضغط لفترة أطول قليلاً. لكن، بالطبع لم يكن الرئيس ليقاوم هذه الفرصة."