بأنعدام الرجولة أنعدمت الأنوثة

المدينة نيوز - كثيراً ما يطمع الرجال في مطالبهم التي يتمنوها في انثى واحدة ، بما يشبة المعادلة الصعبة المستحيلة ، التي لا تتجانس مكوناتها في مركب واحد أبداً .
فالتقية الورعة لا تجيد الرقص والميوعة وحركات فتيات الليل ، ومن تجيد الرقص والميوعة مع انعدام الدين حتماً ستقود شرفه المصون إلي الهاوية .
والذكية الفطنة لن تغمض عينيها عن قصوره الذهني السافر وستناقشه وتناوشه وتعترض علي قراراته الهوجاء وعديمة الرأي مما يجعله يملها ويزهدها ويبحث عن صديقة يبثها همومه وتتجاذب معه أطراف الحديث وربما تتطور الصداقة إلي علاقة غير مشروعة .
والجميلة المدللة ستجلس طوال الليل والنهار أمام المرآة تمشط شعرها وترقق في هذا وتهذب في ذاك وستنفق ما يزيد عن نصف مدخراته من اجل جمالها وزينتها ولن تهتم بالأعمال المنزلية وتربية الأبناء ومن تهتم بالبيت وتربية الأبناء سينتزع هذا من اهتمامها بمظهرها وجمالها ، حقا معادلة صعبة ومستحيلة .
صعوبة هذه المعادلة يرجع لعدة أسباب فربما ان هذه الأنثى لم يكن لها وجود من الأساس وما هي إلا أحلام ، أم أن الرجل أخطأ وقتل أنثاه ثم سار شارداً يبحث عن الكائن الغير موجود والمسفوك دمه بيده هو شخصياً ، أم أن الرجل ليس برجل وبأنعدامه أنعدمت الأنثى ، لذا فهو يدور في دائرة مفرغة ولن يجد ضالته إلا إذا أصبح رجل ، ولن يصبح رجل إلا إذا أدرك انه ليس برجل ، وكرامة الرجل تأبي عليه الاعتراف بذلك ، وغروره الذكوري يُعميه عن رؤية الحقيقة الجلية .
تريدها أنثى في جمال نانسي ورقة اليسا ودلع ودلال هيفا ، فهل وفرت لها عُشر رفاهية نانسي واليسا وهيفا ؟! أم طحنتها عملاً لتأتي بالمال لتعينك علي الحياة الكريمة التي فشلت في توفيرها يا رجل ؟ وأثقلت عليها بهمومك ومشاكلك وبت ساخطاً ناقماً متذمراً وهي تحاول بفرط صبر تهدءتك ومعاونتك علي الاستمرار والتصبر والتحمل ؟
هل فكرت يوماً في رد فعلها الأمثل بالنسبة لك ورد فعلك أيضاً أمام طوفان مشاكلك ، فلو أطلقت زغرودة مدوية وهبت لترقص عشرة بلدي لتسري عنك ستتهمها باللامبالاة وعدم الأحساس ، ولو اهتمت لأمرك وفكرت معك في حلول وأذرفت الدموع الحارة وأكتئبت وأغتمت حزناً لأي مكروه أصابك ستتهمها بالكئابة والسوداوية .
قتلت أنوثتها وأطفأت سعادتها وزدت عليها من الهموم الصاع صاعين فماتت أنوثتها كمداً وحسرة واليوم تأتي لتقول لها أريدك أنثى ؟! وأين رجولتك يا رجل ؟!
فكم مرة تقول فيها الأنثى أريده رجلاً ؟!
أريده رجلاً رحيماً حنوناً كريماً يحتويني ويكون ملاذي ووسادة لجبيني .
أريده رجلاً لا يزيدني من الهموم ولا أتجاوز بجواره الستين وأنا لازلت في ربيع سنيني .
أريده رجلا لا يسألني عن راتبي ولا عن ميراثي من أبي .
أريده رجلا يعلمني من خبراته وحكمته ومن دينه وإذا أخطأت يقومني ولا يؤذيني .
أريده رجلا وأباً يعلم أولاده ويربيهم لا أن يكون ثوراً يصارع أحلامه و طموحاته وينسي أولاده و يناسني .
أريده رجلا إن طلبت الفراق هجرني هجراً جميلاً ولم يقل لي أذهبي للمحاكم فقاضيني أو اخلعيني ، فيضحى بكرامته ولكن لا يخسر مليماً ، بل ويتفنن في سلبي حقوقي .
أريده رجلا وحسب لم اقل غنياً ولا وسيماً ولا ذو حسب ونسب وطين ، ولكن رجلاً تقياً ذو خلق ودين .
فهل هذا الصعب المستحيل ؟!
عزيزي الرجل إذا كنت تريدها أنثى فكن أنت رجلاً !!
(انترنت)