الملك جبّ القضية.. فماذا عن باسم عوض الله؟

تم نشره الأحد 25 نيسان / أبريل 2021 02:04 مساءً
الملك جبّ القضية.. فماذا عن باسم عوض الله؟
فايز الفايز

أصدر جلالة الملك عبدلله الثاني توجيهات للمعنيين بإيجاد آلية لإخراج من تورطوا بعلم أو دون علم بتلك القضية وإعادتهم إلى بيوتهم وأطفالهم، كان هذا الأمر متوقعا وهو أحد سيناريوهات تفريق الأضداد للوصول للنتيجة النهائية بعد التحقيقات الأولية التي كانت في ميزان السلطات الأمنية، الملك للعلم كان يعتزم فكفكة أضلاع المثلث حتى لا يوضع الجميع في سلّة واحدة، وكان بالنسبة له حماية حقوق المعتقلين وتحديدا الستة عشر من أي ظلم أو حيف يقع عليهم هو معيار التقاضي، وبناء عليه فقد أضمر الملك القرار حتى يعلنه في الوقت المناسب، وهذا ما فعله صدعا لشواهد التاريخ الهاشمي ولحساسية الموقف الذي لم تشهده أجيالنا، وبذلك استحق جلالة الملك الشكر أنه جبّ كل الأوامر التقييدية .

الملك عندما يفتتح بالكلمات المشفرة بقوله أنه يشعر بالألم، فإنه يدرك دون أي توضيح أن الألم مصدره خيانة من كان موضع ثقته لسنوات حاز فيها على قصب السبق في كل صراع مع الجهاز البيروقراطي والمسؤولين المعاندين، وهو يمتلك من التفاصيل الكثيرة عن الأردن الوطن والأردن القيادة والأردن المكون الشعبي واقتصاد الأردن وحاجاته وتحدياته وهو أحد أهم راسمي صورة المستقبل التي نراها اليوم، لذلك يشعر جلالته بالألم من هؤلاء الذين شقوا عصا الطاعة، أما إخواننا المفرج عنهم فإن الملك كان يدرك أنهم أخوة وأبناء كما هو الضلع الأول في مثلث الأزمة، أخ وعاد الشبل الى عرين الأسد، انتهينا
أما في عالم السياسة فليس سهلا فكفكة بعض القضايا التي يلفها الغموض، ورغم الكم من المعلومات التي نحملها ولا ننقلها فإن الحقيقة الأكيدة التي بين أيدينا أن العنصر الأهم في القضية هو باسم عوض الله، وهو الضلع الأقوى في المثلث، ووزير اقتصاد الدولة ورئيس الديوان الملكي الأسبق، والذي شهد الأردن زمن وصوله سدة الوزارة تغيرات اقتصادية وجراحات مفصلية لكافة حواضن اقتصاد الدولة، لم ينتج عنها سوى المزيد من التراجع،
لهذا وبناء على تقييم وزن القضية وما يتعلق بباسم عوض الله وبشريكه حسن بن زيد فقد ثبت أن الوقت مبكرا على انتهاء جمع المتبقيات من معلومات الهامة جدا والتي"قد" تكشف عما هو أكبر من مجرد خطر سياسي عابر، إذا يمكن القول أن المؤشرات تدل على التضخم الذي وصل له الرجل من حجم العلاقات السياسية وعلى أعلى مستويات خصوصا مع الجانب الأميركي والحلفاء ما رسمت شخصيته الهادئة والمتوازنة في الوضع العادي والتي تخفي بذات الوقت امتلاكه لقوة سيطرة تدعمه للاستحواذ على عقول الكبار واللعب معهم عبر ضفتي نهر الأردن.
في مقالة لهيئة التحرير صحيفة "معاريف" الاسرايلية حملت عنوان "الملك عبدالله يقود الأردن على طريق دولة معادية لنا" وشن كاتبهم ،هاتزني، هجوما على سياسة الإدارة الإسرائيلية الصامتة عن الضغوطات التي يمارسها الأردن والاستفزازات والإتهامات التي وجهتها مصادر أردنية لإسرائيل بالتدخل في قضية الفتنة ،ولكن المثير في الأمر كان الحديث عن باسم عوض الله الذي وصفه بأنه "ملياردير" وأن لديه علاقات جيدة مع إسرائيل وأنه كان يقضي أوقاته في فندق "الأمريكان كونيالي"العريق بالقدس الشرقية، وبالمناسبة فذلك الفندق التاريخي عمره اكثر من مئة عام وارتاده العديد من الزعماء التاريخيين، كونستون تشيرشل وميخائيل غورباتشوف وتوني بلير،ولورنس العرب الذي مات وصور العشق لصحراء العرب تملأ كوخه والصورة الرئيسة للملك فيصل.
من هنا نرى كيف لقائد يمكنه أن يحفظ وطنه وينفخ الروح بدولته، فيما يأتي شخص ليهدم كل ما بناه،ثم يخونوا عهد الملح والخبز.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات