مثقفون واعلاميون يدعون الى تعزيز الشراكة بين المؤسسات الاعلامية والمبدع الاردني

تم نشره السبت 18 حزيران / يونيو 2011 02:20 مساءً
مثقفون واعلاميون يدعون الى تعزيز الشراكة بين المؤسسات الاعلامية والمبدع الاردني

 المدينة نيوز- نادى مثقفون واعلاميون بتعزيز الشراكة بين المؤسسات الاعلامية والمبدع الاردني بغية تفعيل الحراك الثقافي المحلي والارتقاء بقيمة منتوجه كرافد للابداع الانساني .

وأكدوا في ندوة عقدتها وكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ادارها رئيس القسم الثقافي في الوكالة الزميل حازم الخالدي وشارك فيها مشرفون على الصفحات الثقافية في العديد من الصحف والدوريات المحلية على اهمية تنوع الاراء والقضايا الثقافية والفنية التي غدت اليوم بفعل التطور التكنولوجي تفتح افاقا واسعة من الرؤى والافكار .

وقال مدير الدائرة الثقافية في صحيفة الدستور الشاعر موسى الحوامدة ان الصحافة الثقافية الاردنية اليوم قطعت اشواطا لا بأس بها على طريق ترسيخ الحالة الثقافية وغدت تشكل أولوية بالنسبة للدولة الاردنية بعد ان ظلت لفترات طويلة على هامش العمل الصحافي .

واضاف ان الصحافة الثقافية ساعدت ايضا على تنشيط المشروعات الثقافية على أرض الواقع واضطلعت بدور يوازي أدوار المؤسسات الثقافية الراسخة ونجحت في التعبير عن مجمل المشهد الاردني والعربي والانساني.

واستعاد الحوامدة مرحلة حقبة الستينيات من القرن الماضي لافتا الى ان الصحافة الاردنية من خلال مجلة الافق الجديد وجريدة المنار اهتمتا مبكرا في تخصيص زوايا وملاحق ثقافية في الوقت الذي كان فيه القائمون على ادارات في بعض الصحف والمجلات يرون ان الثقافة ليست ذات جدوى مادية .

ويأمل الحوامدة ان تاخذ الصفحات الثقافية مكانتها وان تكون الثقافة ضمن اولوياتها لان الثقافة تعطي قيمة للصحيفة وهوية تحصن الامة من أي اخطار وهي اداة تسعى للتنوير والتغيير.

وتمنى الحوامدة على الكتاب الشباب عدم الاستعجال في نشر ابداعاتهم مبينا ان الصحافة تعمل على تكريس تعاقب الاجيال بحيث ياخذ كل مبدع حقه دون انكار لجهود المبدعين الذين رسخوا اسماءهم في موروث الثقافة في المملكة .

ولخص الحوامدة الهموم التي تعاني منها الصحافة الثقافية بأنها تفتقد احيانا لحرية النقد والتحليل مع ان النقد هو اساس التطور في الفعل الابداعي.

ودعا الى ايلاء الشأن الثقافي الاهتمام الكافي من المؤسسات التي تعنى بهذا الحقل في القطاعين العام والخاص والنظر الى الثقافة كنشاط وفعل حضاري.

وأنحى باللائمة على العملية التعليمية التي لم تهتم بالفعل الثقافي ولم تعمل على ترسيخها كنشاط ابداعي حيث لا يجري فيها تعريف الطالب بامهات الكتب وقامات الثقافة والابداع الانساني دون التقليل من دور الاسرة في توسيع ثقافة الابناء .

وشدد على ضرورة تشكيل جماعات ضاغطة في المجتمع للاعلاء من الشان الثقافي والتاثير على المجتمع لتكون الثقافة من اهم اولوياته مشيدا بمشروع مكتبة الاسرة الذي فقد بريقه في السنوات الاخيرة بعد ان اغفل امهات الكتب.

وبين حوامدة ان كثيرا من الفنانين الاردنيين والمبدعين كانت لهم بصماتهم عبر مسيرة الثقافة في الاردن ولكنهم لم ينصفوا مثل عبده موسى واسماعيل خضر وروحي الصفدي ونجوم اخرين مشيرا الى عجز الصحافة الثقافية في صناعة النجم نتيجة لعدد من حالات الضيق والتنافس السلبي في اوساط المبدعين.

واقر بوجود قامات حقيقية على مستوى الشعر والقصة وغيرها من الفنون ولكن يجري التعامل معهم باستحياء لافتا الى ان اعاقة العمل تأتي غالبا من داخل الساحة الثقافية نفسها .

وبين مدير الدائرة الثقافية في صحيفة (الرأي) حسين نشوان ان الثقافة ظهرت أهميتها في الوقت الراهن وأصبحت الحاجة اليها أكثر من ذي قبل باعتبارها اداة تغيير وتطوير في المجتمعات العربية وبداية لتحقيق نهضة جديدة .

ويعتقد بان هناك مشكلة تتمثل بغياب الخطاب الثقافي نظرا لوجود اهمال من المؤسسات الرسمية وعدم اكتراث الهيئات الثقافية بتطوير العمل الثقافي.

وأكد نشوان ان حالة التيه والغياب في الفعل الثقافي يتحمل مسؤوليتها جميع الاطراف في المعادلة الثقافية وهم الذين يستطيعون ان يساهموا في عملية التغيير .

كما اكد نشوان على ضرورة ان ينأى الاعلام الثقافي عن المشكلات التي تشهدها الساحة الثقافية وابعاده عن العيوب وخاصة بعد ان اصبح الاعلام جزءا من المجتمع يتفاعل مع ما يجري بداخله سلبا أو ايجابا .

وفيما يتعلق بالملاحق الثقافية اشار الى ان الصحافة اليومية تتعامل مع الخبر بينما الملاحق تتعامل مع المشهد الابداعي الاردني عامة ، الذي يمكنه ان يصنع نجوما ومبدعين .

وأبدى مسؤول القسم الثقافي في صحيفة العرب اليوم محمود منير وجهة نظر مغايرة لما هو سائد متطلعا الى الصحافة العربية التي يمكن أن يقتدى بها نظرا لمساحة انتشارها وقوتها اذ اعتبر ان المشروع الثقافي في المملكة لا يحظى بالاهتمام الا اذا كتب عنه في الصحافة العربية داعيا المثقفين والصحفيين الى البحث عن العوائق والمشكلات التي تعاني منها الصحافة الثقافية .

ورأى منير ان الحديث عن الثقافة في الاردن موجع حتى ان من ينظر الى الصحافة الثقافية من الخارج يشعر بان الصحافة الاردنية جامدة ثابتة وغير متحركة ولا تغري القارئ بينما الصحافة العربية يمكنها ان تخدم المثقف الاردني بطريقة افضل حتى عندما ينشر مادته هناك فانها تاخذ صدى اوسع .

ويحدد منير "بعض المشكلات التي تعاني منها الصحافة الثقافية في الأردن وهي أنها لا تخوض معركة التنوير الا في حالات فردية حيث تجامل على حساب الموضوعية والمهنية كما انها تجامل الرداءة ،كما نجد هناك حالات من الشللية وتبادل المنافع والرغبة في التكسب من الصحافة الثقافية على حساب المضمون والقيمة الابداعية وهناك فساد ثقافي ، وشللية وتبادل منافع وعلى حساب اشياء اخرى" .

واكد على ضرورة تحديد الوجع الذي تعاني منه الصحافة الثقافية حتى تجري عملية مراجعة ومناقشة الامور من اجل وضع الحلول اللازمة لتلك التحديات التي اخذت تعيق المشهد الثقافي الأردني.

واعتبر رئيس القسم الثقافي في صحيفة الغد نادر الرنتيسي ان الساحة الثقافية في الاردن تعاني من أمراض عديدة حيث تطغى فيها العلاقات الاجتماعية على العملية الابداعية بسبب المجاملات التي تبرز مثقفين على حساب اخرين ما يؤدي الى ابتعاد الصحفي عن الحقائق وعن النقد الموضوعي .

ورأى ان الصحافة الثقافية هي الحلقة الاضعف من بين فروع الصحافة الاخرى وتتورط احيانا في الامراض الموجودة داخل الجسم الثقافي كما انها تقحم نفسها في انشطة ثقافية لا تليق بالمستوى المهني واحيانا تشارك المؤسسات التي تنظم احتفاليات لكتابات انشائية تفتقد لابسط شروط الابداع.

وبين الرنتيسي ان البرامج الثقافية التي تطرحها الحكومات في بياناتها مغيبة وغير موجودة وان وجدت فانها تأتي خجولة ما يدل على ان الثقافة لا تحظى بالاولويات ضمن برامج الحكومة .

ودعت مديرة تحرير مجلة اقلام جديدة الصادرة عن الجامعة الاردنية هيا الحوراني الى الحديث عن الفعل الثقافي قبل الحديث عن الثقافة بعمومياتها مشيرة الى ان هناك العديد من الانشطة والفعاليات في الساحة الثقافية الاردنية لا تجري متابعتها وتغطيتها اعلاميا بشكل متوازن خاصة انشطة الابداع الثقافي للشباب رغم اهمية نتاج البعض منها وانفتاحه على تيارات الثقافة الجديدة بالعالم.

وأكدت الحوراني على ضرورة دعم الصحافة الثقافية للعملية الابداعية بغض النظر عن التفاوت بين الاجيال اذ لا يجوز ازاحة جيل لحساب جيل اخر , انما يجب ان يكون هناك انصاف في عملية النشر ومن دون اي تمايز شرط توفر مواصفات الابداع . ( بترا ) 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات