القدس لنا

تم نشره الإثنين 10 أيّار / مايو 2021 12:14 صباحاً
القدس لنا
ابراهيم عبدالمجيد القيسي

مهما تكبرت وتجبرت قوى العدوان ضد العرب والمسلمين، فهي ونحن نعلم بأنها لن تجعل الأبيض أسود، ولن تقلب الحق باطل، وهذا منطق وفطرة العدالة الالهية التي أودعها الخالق في كل البشر، ووفق كل قواعد العلم والمنطق(فلا يصح الا الصحيح).
تقسو الظروف على الشعوب، ويتم الاعتداء عليها وعلى حقوقها الطبيعية في الحياة، ويتراءى لنا بأن هذه الحقوق ضاعت، لكن الشعوب الحية تتجاوز كل عوامل الضعف، ودوما، هي تعود الى المطالبة بحقوقها، وتحرير نفسها وأوطانها من قبضة الاحتلالات الشيطانية، ولدينا نحن العرب الف حكاية تحرر واستقلال، كما لدينا الف قصة استعمار واحتلال.
للمرة الألف؛ نقول القدس هي كلمة السر الحاسمة في صراعات العرب مع كل المحتلين، وقد تم تحرير القدس من قبضة المجرمين والغزاة أكثر من مرة، وفي كل العصور، ولن تختلف هذه القاعدة مع الكيان الاسرائيلي الغاصب، المجرم، مهما اعتقد هذا المحتل المجرم أو اعتقد العميل الخائن لنفسه أن الأمر انتهى، ومات العرب والأحرار، فهم بالذات لن يموتوا وفيهم هذه الرسالات الالهية العادلة، واعني بها العقيدتين الإسلامية والمسيحية، فهما أساسيتان في الصراع ضد المحتل الاسرائيلي المجرم، الذي يوجه الصراع الى العقائد، ورموزها وتاريخها وروحها، اعتقادا منه بأن الحق والعدل والحرية جميعها قد ماتت في نفوس الأحرار والعرب والفلسطينيين ، أصحاب الأرض.
الشعب الفلسطيني شعب يستحق الحياة، ويستحق كل التبجيل، ويجب ان نقولها دوما، هو ليس بشعب ضعيف، بل هو أقوى الشعوب العربية اليوم لأنه صاحب حق وصاحب قضية عادلة، ما خانها ولا باعها.
القدس؛ رمز السلام والحرية والعدالة، ومنارة الحرية في قلوب كل البشر، بسبب تاريخها مع الصراعات والاحتلالات المختلفة، وفي كل مرة تنتهي الحملات ضدها عندها، في قلبها وعلى اسوارها العظيمة، ونحن اليوم نلمس هذه الحقيقة التي لا يراد لها الظهور، فالأمل والحل والعدل والسلام كلها تنبع من القدس، لهذا هي استحقت بجدارة أن تكون كلمة السر في كل صراعاتنا مع الغزاة والمعتدين.
في الأيام القليلة الماضية سطر الفلسطينيون من جديد، قصة أخرى مضيئة من تاريخهم المشرف، فهم الشعب الذي تضافرت ضده وتحالفت جهود دول وامبراطوريات لابتلاع حقه في الحياة في أرضه، ولو اعتمدنا على همة وضمير النظام العالمي بما فيه النظام العربي، لسلمنا بأن فلسطين والقدس وكل حق أصبح غير موجود، لكن الفلسطينيين يفعلونها دوما، ويشعلون الأمل في نفوس العرب وفي نفوس كل الأحرار حول العالم، ويثبتوا للجميع بأنهم لن يفرطوا بوطنهم..
النظريات السياسية والديبلوماسيات بمختلف أشكالها، سواء على صعيد قطري او دولي أو أممي، ومهما تواطأت مع المجرم المحتل وفق أحكام وقوانين اللعبة السياسية، فهي لن تتمكن من تغييب الحق الفلسطيني، أو منحه لعدو مجرم معتدي، حتى لو انتهى الفلسطينيون كلهم، فالقدس هي رمز لضمير وكرامة وعزة العرب المسلمين والمسيحيين، ولن يتنازلوا عنها مهما طال الزمان.
أمس؛ شاهدت فيديو تم خلاله حرق علم المجرمين الاسرائيليين (اليهود) فوق سفارتهم في باريس، حين احتشد الشباب من أصول عربية جزائرية وتونسية، مسلمين ومسيحيين، في مظاهرة ضد ممارسات الكيان الاسرائيلي المجرم التي يقوم بها ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية وضد حقوق الفلسطينيين في القدس، وكانت هذه المظاهرة وما نجم عنها من حرق علم الدولة المجرمة التي تحتل اراضي الفلسطينيين ومقدسات المسلمين والمسيحيين..كانت أهم من كل المعارك الخاسرة التي خاضتها الدول العربية لمنع المجرمين من احتلال فلسطين، ولا يساورني ذرة شك، بأن هكذا ستكون نهاية المجرمين الاسرائيليين ونهاية عصابتهم ولو طال الزمن.. فالعرب من كل منابعهم ومنابتهم وعقائدهم، كما كل الأحرار في كل الدنيا، لن يقبلوا بوجود مثل هذا الكيان المجرم في كل الكوكب وليس فقط في فلسطين والقدس.
ضعف الأنظمة العربية وتواطؤها وتطبيعها مع المجرم، هو في حقيقته سبب إضافي لتحفيز الفلسطينيين وسائر العرب وكل المسلمين لمقاومة ومجابهة دولة الاحتلال الاسرائيلي المجرمة.
عاشت فلسطين وعاشت القدس حرة عربية، هذا ليس مجرد شعار، هذه حقيقة نعرفها جميعا.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات