العودات: المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية التغاضي عن جرائم الاحتلال

تم نشره الإثنين 17 أيّار / مايو 2021 11:41 صباحاً
العودات: المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية التغاضي عن جرائم الاحتلال
رئيس مجلس النواب عبدالمنعم العودات

المدينة نيوز :- أكد رئيس مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات، أهمية وحدة الصف الفلسطيني وإعادة صياغة مواقف جميع القوى الفلسطينية، من أجل تدعيم صمود الشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال وذلك بناءً على المعطيات التي فرضت نفسها على مجمل الأحداث في الأيام الأخيرة.

 

وأضاف العودات في مقابلة مع تلفزيون فلسطين، نوجه أصدق مشاعر التضامن الأخوي لأهلنا في فلسطين، وأحيي صمودهم ونضالهم في وجه الاحتلال والقمع الإسرائيلي، وأنا على يقين أن هذا الاحتلال البغيض سينتهي، وأن الشعب الفلسطيني الشقيق سيقيم دولته المستقلة على أرضه وأن القدس ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية بإذن الله .

 

وتابع العودات: تعرفون الأردن وسلطاته التشريعية والتنفيذية والقضائية لا تتعامل مع القضية الفلسطينية على أنها ضمن السياسة الخارجية للدولة، وإنما هي جزء لا يتجزأ من وحدة الهدف والمصير المشترك، ولستُ بحاجة إلى شرح مسألة راسخة في ضمير ووجدان الأردنيين والفلسطينيين على حد سواء، لافتاً الى أن مجلس النواب بطبيعة الحال يعبر عن إرادة الشعب الأردني الذي رأيتم كيف يتضامن في جميع مدن وقرى وبوادي ومخيمات المملكة ، مع توأمه الفلسطيني، ولا شك أن الفعاليات التي أقيمت على الحدود المشتركة، وحملات التبرع من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية والإمدادات العاجلة للمستشفيات الميدانية هي نوع من التعبير الدائم عن طبيعة العلاقة التي تجمع وستجمع بيننا دائما بإذن الله.

 

وأكد العودات أن هنالك موقف واضح لمجلس النواب يتمسك به في كل المحافل البرلمانية العربية والإسلامية والدولية، وغيرها من التجمعات البرلمانية على مستوى المجموعات والقارات، يقوم على أن إسرائيل يجب أن تغادر جميع الأراضي التي احتلتها عام 1967 وفق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن عليها احترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات العلاقة بمسؤوليات الدولة القائمة بالاحتلال، والتي يتوجب عليها كذلك عدم اتخاذ إجراءات من جانب واحد فيما يخص مصير تلك الأراضي.

 

وقال إن الفكرة التي ننطلق منها تقوم أيضا على تحميل المجتمع الدولي المسؤولية على تغاضيه عن تحدي إسرائيل لإرادته، وكل ما ترتكبه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، وما تمارسه من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها .

 

وشدد على أننا وأخواننا في دولة فلسطين على توافق تام حول كيفية التحرك تجاه المجموعات البرلمانية، وندفع في اتجاه تحميل المجالس البرلمانية واجباتها لتشجيع الحكومات على اتخاذ مواقف حازمة للضغط على الجانب الإسرائيلي المعتدي، وفرض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بقوة القانون الدولي، لافتاً الى أن المجلس قام بتكثيف هذه الجهود منذ بداية أحداث المسجد الأقصى المبارك ومحيط الحرم القدسي الشريف ، وحي الشيخ جراح ، وحذر من أن الممارسات الهمجية للمستوطنين والمنظمات اليهودية وسلطات الاحتلال ستواجه حتما من الشعب الفلسطيني، ويمكن أن تتطور إلى الحالة التي نشهدها اليوم، وإلى أبعد من ذلك إذا استمرت هذه الممارسات، و على إسرائيل أن تدرك أنها مهما بلغت من قوة فسوف تخرج من الأراضي الفلسطينية في نهاية المطاف.

 

وحول التحرك في الاتحاد البرلماني العربي، قال العودات: نتابع من خلال لجنة خاصة - في حالة انعقاد دائم – كل التطورات وتوجد لدينا قناعة بضرورة التحرك بصورة مختلفة عن الماضي ، وأنا قلت في الاجتماع الطارئ إنه ليس المطلوب اصدار بيانات التنديد بالعدوان الاسرائيلي، وبيانات التعاطف مع الشعب الفلسطيني، ولكن المطلوب هو استخلاص موقف حاسم يفصل بين سنوات طويلة من التسويف والمماطلة والتزوير، وبين مرحلة جديدة من صراع يفتعله الكيان الصهيوني، ويتحدى بطبيعته الشيطانية والعدوانية والاستيطانية الأمتين العربية والإسلامية، بما يستوجب تفعيل كل عناصر الردع الصارم لهذا الكيان.

 

وحول الموقف الأردني، قال العودات: بالنسبة لدور الأردن في مجريات الوضع الراهن أريد أن أوضح بعض الحقائق الهامة التي أرجو أن تكون راسخة في وعي الشعبين الفلسطيني والأردني بشكل خاص، فجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين رفض صفقة القرن جملة وتفصيلا، ووقف في وجه الإدارة الأمريكية السابقة حين اتخذ ترامب قرار ضم القدس، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وربما يكون الوحيد الذي قال لهم إن هذا النوع من التعامل مع القضية الفلسطينية هو خطأ تاريخي وقانوني، سيدفع المتطرفين اليهود إلى الاعتقاد بأن بإمكانهم الاستيلاء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وأن هذه الحماقة ستعزز لدى المنظمات اليهودية فكرة إقامة الهيكل المزعوم، وأن ذلك سيدفع الجميع إلى صراع من نوع جديد.

 

وتابع العودات إن التركيز الآن في وسائل الإعلام على موضوع الاتصالات مع ما يسمونه طرفي النزاع من أجل التهدئة، وتعرفون أن جلالة الملك أرسل قبل عدة أيام وزير الخارجية السيد أيمن الصفدي للتباحث مع الإدارة الأمريكية على أمل أن يتطور موقفها في اتجاه حل الدولتين الذي يمنح الشعب الفلسطيني دولته بعاصمتها القدس، وليس حصر الجهود في تسوية وضع يمكن أن يتجدد بين حين وحين آخر.

 

وختم العودات بالقول إن البرلمان والحكومة وجميع القوى الوطنية والحزبية والنقابية والشبابية الأردنية في حالة انسجام تام مع المواقف والجهود التي يبذلها جلالة الملك لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وتاليا نص كلمة العودات  :

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والأخوة الأعزاء
نبدأ هذه الجلسة الخاصة بقراءة الفاتحة على شهداء الشعب الفلسطيني الشقيق وقوفا .
أيها الأخوة والأخوات
منذ اللحظات الأولى لتدهور الأوضاع في القدس ، وفي المسجد الأقصى المبارك ومحيط الحرم القدسي الشريف ، وحي الشيخ جراح ، ومجلس النواب الأردني يتابع بكل مسؤولية وإهتمام كل التطورات المأساوية والاعتداءات الهمجية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في القدس وفي قطاع غزة ، وبقية مدن الضفة الغربية ، ومدن فلسطين التاريخية .
لقد قامت رئاسة المجلس ، ولجنة فلسطين النيابية بالتنسيق مع الأخوة الفلسطينيين بحملة اتصالات واسعة النطاق على مستوى الاتحاد البرلماني العربي ، والاتحاد البرلماني لدول منظمة التعاون الإسلامي ، ومع العديد من المجموعات البرلمانية على المستوى الدولي ، من أجل لفت الانتباه إلى خطورة هذه التطورات على حياة ومستقبل الشعب الفلسطيني ، وعلى أمن واستقرار المنطقة كلها .
لقد حققنا على هذا الصعيد خطوات مهمة في اتجاه التركيز على الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ، وعلى المسؤولية القانونية والأخلاقية للمجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته في إلزام ذلك الكيان المتمرد على القوانين الدولية ومحاسبته ، والتنديد بسلوكه العنصري ، وممارساته اللإنسانية ، وتهديده الدائم للسلام العالمي ، برفضه الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومنها إقامة دولته المستقلة على أرضه بعاصمتها القدس الشريف .
بالأمس تشرفت أنا وعدد من رؤساء لجان المجلس بلقاء جلالة قائدنا الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه الذي أكد من جديد على العلاقة الخاصة التي تجمع بين الأردنيين والفلسطينيين ، وقال بشكل صارم لا يوجد دولة تدعم الفلسطينيين أكثر من الأردن ، وأننا لن نغير موقفنا أبدا فيما يخص هذه الحقوق ، وكذلك بالنسبة للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية .
ما أريد التأكيد عليه اليوم أن الاتصالات التي أجراها جلالة الملك تركزت على ضرورة العمل على حل جوهر الصراع ، إلى جانب الجهود المبذولة لوقف الغارات الوحشية على غزة ، لأن ما يجري حاليا هو نتيجة للمارسات الإسرائيلية ، وبالتالي لا بد من حل الصراع من أساسه وإلا فإن الوضع سيظل يتفجر على هذا النحو من وقت لآخر .
إن وحدة موقف الدولة الأردنية في هذه الظروف العصيبة هو من أولى الأولويات ، وجميعنا على قلب رجل واحد فيما يتعلق بالقدس وفلسطين ، وفي كل شأن يتعلق بالقضية الفلسطينية ومصالح بلدنا وأمنه واستقراره .
الأخوات والأخوة الأعزاء سنبدأ الآن بالاستماع إلى مداخلاتكم وفق الآلية المتبعة ، راجيا الالتزام بالوقت المقرر حتى نتمكن بعد ذلك من صياغة البيان الذي سيصدر عن هذه الجلسة متضمنا موقف المجلس وتوصياته إلى الحكومة .

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات