حرب إسرائيل على غزة.. ماذا يعني وقف إطلاق النار وما الفرق بينه وبين الهدنة؟

تم نشره الجمعة 21st أيّار / مايو 2021 05:54 مساءً
حرب إسرائيل على غزة.. ماذا يعني وقف إطلاق النار وما الفرق بينه وبين الهدنة؟
خبراء عسكريون اعتبروا أن وقف إطلاق النار من جانب واحد بمثابة هزيمة لإسرائيل

المدينة نيوز :- بإعلان مصر رسميًّا، فجر اليوم الجمعة، عن اتفاق لوقف إطلاق نار متزامن بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، برز السؤال عن الفرق بين وقف إطلاق النار والهدنة، أو وقف إطلاق النار من جانب واحد؟

توجهت الجزيرة نت بهذا السؤال إلى الخبير العسكري والمحلل الإستراتيجي اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات، الذي قال إن الهدنة ووقف إطلاق النار من ناحية المضمون هي ذاتها، توقف المعركة وإنهاء العمليات القتالية، ولكن المهم هو مدى الالتزام بشروط إنهاء القتال.

القوي من يفرض شروطه
في الحالة الإسرائيلية -حسب عريقات- التي أعلنت في البداية وقف إطلاق نار من جانب واحد يعني عدة أمور، وهي أنها مهزومة وغير قادرة على الاستمرار، وتريد أن تسوّق نفسها إعلاميا أنها حققت إنجازات، وكأنها تقول "أنا القوي، وأنا من أوقف القتال"، ولكن في الحقيقة من يوقف إطلاق النار هو المهزوم، والقوي هو الذي يفرض شروطه.

ويؤكد عريقات، في حديثه للجزيرة نت، أن القوي في هذه المعركة هي المقاومة، ويضيف "يبدو واضحا أن اسرائيل قبلت بشروط المقاومة والتي سيتم اعتمادها خلال 48 ساعة".

ويشير إلى أن "الفلسطيني ينظر إلى الصراع مع الإسرائيلي على أنه هو القوي بإرادته وصموده، وكذلك التفافه حول مقاومته، والشعور بالقوة يعطي انطباعا من هو القوي أيضا، لأن إسرائيل كانت تعتقد أنها بحصار غزة ومحاولة عزل الفلسطينيين عن بعضهم وتجزئتهم في الضفة والقدس ومناطق 1948 وقطاع غزة والشتات، تستطيع كسر صمودهم، ولكن الحقيقة أن هذه المعركة وحّدتهم، واصطفوا جميعا خلف المقاومة".

ويضيف عريقات أن خروج الغزي بعد قصف بيته هاتفا للمقاومة يعتبر تحديا كبيرا للعدو، كما أن هناك معادلة ثبتت نفسها اليوم، أن الفلسطيني بصموده استطاع كسر إرادة الإسرائيلي في القدس وفي الشيخ جراح وفي الأقصى وداخل الخط الأخضر، "وعسكريا المقاومة في غزة كسرت قوة الردع من خلال المقاومة المسلحة والصواريخ".

النتائج وليس الأرقام
وردا على سؤال الجزيرة نت حول المقارنة بين خسائر الطرفين، اعتبر عريقات أن وضع الفلسطيني هو ذاته في السلم أو الحرب.

ويشرح "في أوقات الهدوء يُعتقل ويُقتل، وإسرائيل كانت تضغط على الفلسطيني أينما وجد، لذلك فإن الأفضل له القتال والمقاومة، وفي الحسابات الأخرى فإن المقاومة غيرت نظرة العالم بأسره إلى الشعب الفلسطيني".

وزاد "الخسائر لا تُقاس بالأرقام وإنما بالنتائج، والنتيجة هنا أن إرادة الإسرائيلي انكسرت، ووعيه انكسر أيضا، بأنه صاحب الأرض وبدأ يستعد للرحيل عنها، إضافة إلى أن كلمة فلسطين عادت إلى الشارع العربي والعالمي، وهذا التضامن أعطى قوة للفلسطينيين، وهذه القوة أصبحت عزة وكرامة لهم".

وقف إطلاق النار من جانب واحد
وفي الإطار ذاته، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي، أن إسرائيل أوقفت إطلاق النار من جانبها لأنها لم تستطع فرض شروطها، وهي أصلا اليوم غير قادرة على إنهاء المعركة، وذلك واضح من خلال ذهاب نتنياهو بسرعة لوقف إطلاق النار، رغم أنه لم يحقق أهدافه التي أعلن عنها، المتمثلة في القضاء على سلاح المقاومة وإعادة الهدوء للمستوطنين، عدا عن الضغوط الميدانية والدولية عليه والتي أجبرته على الهروب إلى الأمام.

ويتابع البرغوثي للجزيرة نت "ما جرى في الكواليس وجعل المقاومة توقف القتال، ما يزال مخفيا، ولكن يبدو أن هناك شروطًا وافق عليها نتنياهو، ويبدو أنه طلب عدم الكشف عنها، لأنه منذ ما قبل انتهاء القتال، وهو يُهاجم من قبل شركائه، عدا أن بعض المحللين الإسرائيليين يرون أن نتنياهو خاض المعركة لمصلحته الشخصية وإسقاط لابيد وبينت" المكلفين حاليا بتشكيل حكومة إسرائيلية.

وبرأيه فإن ما حصل هو هزيمة لإسرائيل على عدة مستويات، منها العسكرية، من خلال إفلاس الجيش واستهدافه للمدنيين الآمنين وهدم بيوتهم، وهذا واضح من خلال تدخل الرئيس الأميركي جو بايدن وضغطه على نتنياهو، إضافة إلى خسائر إسرائيلية اقتصادية بالملايين إن لم تكن بالمليارات.

ومن الخسائر الإسرائيلية -حسب البرغوثي- أنه لأول مرة يتم التصويت في الكونغرس الأميركي على تسليح إسرائيل وإن لم تنجح هذه المحاولة، إلا أن "مجرد وجود تصويت يعني أن الكونغرس الأميركي الذي كان مدافعا عن إسرائيل أصبح مستعدا لإعادة نظره في هذا الدفاع، وهو ما يعتبر هزيمة لإسرائيل".

ويلفت البرغوثي إلى ما قاله المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال "رونان مانيليس" من أن إسرائيل خسرت أيضا في صفحات التواصل الاجتماعي، وما سمّاها بمعركة "الهاشتاغ" التي قال إن نتائجها كانت صفرا لإسرائيل.

المصدر : الجزيرة



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات