حماس بعد «سيف القدس»: في الطريق لقيادة النظام الفلسطيني

تم نشره السبت 22nd أيّار / مايو 2021 12:42 صباحاً
حماس بعد «سيف القدس»: في الطريق لقيادة النظام الفلسطيني
عريب الرنتاوي

حين تعلن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، أن الوقت قد حان للبدء في حوار «غير مباشر» مع حركة حماس، فمعنى ذلك أن الوقت بالنسبة لدول غربية أخرى، ربما يكون قد نضح لإجراء «حوار مباشر» مع الحركة ... ومعنى ذلك أيضاً، أن الباب قد فُتح موارباً، لحوار مباشر لاحق، ستجريه الدول «المترددة» مع حماس في قادمات الأيام.

التصريح الألماني مشبع بالدلالة، فألمانيا تقف بقوة خلف إسرائيل، وهي تتخذ مواقف متشددة حيال حركات الإسلام السياسي، الإخواني بعامة، وحماس بصفة خاصة، وألمانيا فوق هذا وذاك، لديها «حساسية مفرطة» حيل كل ما يتعلق بأمن إسرائيل ووجودها، متأسسة على إرث «الهولوكوست» وعقده.

الموقف الألماني الجديد، جاء مبكراً، وحتى قبل أن تضح الحرب الإسرائيلية على غزة أوزارها، وقد تزامن مع تصريحات أمريكية تستعجل إمداد قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية وتتحدث عن إعادة إعماره، وتقر بحق الفلسطينيين والإسرائيليين (بالقدر ذاته) من الحرية والرفاه ... هذا تطور في الموقف الغربي عموماً، يعكس اقتراباً من لحظة التوازن، لم يبلغها بعد، على أنه سائر في الطريق نحوها.

صورة إسرائيل ومكانتها تتضعضع في الغرب، ليس بفعل انتهاكاتها المنهجية المنظمة لحقوق الانسان الفلسطيني، وتكشّف بعض صور نظامها العنصري المفروض على الشعب الفلسطيني فحسب، بل ولتآكل قدرتها الردعية، وخبو صور «الجيش الذي لا يُقهر» و»الدولة التي لا تعرف سوى الانتصارات الخاطفة» ... هذا كله بات من الماضي، وإسرائيل اليوم، وتحديداً بعد انتفاضة القدس وسيفها، لم تعد هي إسرائيل ذاتها، وتلكم حقيقة أولى.

في المقابل، لقد بدأ العالم يقتنع على ما يبدو، باختلال توازنات القوى الفلسطينية الداخلية ... حماس اليوم، وليس السلطة، هي عنوان الفلسطينيين الذي كرسه الصمود الإسطوري لشعب فلسطين بقيادتها ... الغرب، راقب بكل قلق، الأداء الهزيل للسلطة الفلسطينية، وتصدّر حماس للمشهد ... الغرب يراقب انتقال مركز ثقل القرار الفلسطيني من رام الله إلى غزة، وربما لهذا السبب بالذات، تحولت المنامة، «حاضنة حماس في الخارج»، إلى محور الاتصالات الدولية حول الأزمة الأخيرة.

ويبدو واضحاً لكل أعمى وبصير، أن عملية «سيف القدس»، التي اخترقت «الأسوار» وتخطت «حارسها»، إنما ينسب الفضل الأول والرئيس في نتائجها إلى حركة حماس أساساً ... اما خروج الشعب الفلسطيني بمئات الآلوف، ومن مختلف المدن الفلسطينية، داخل الخط الأخضر وفي القدس والضفة والقطاع، وبعفوية تامة، للاحتفال بانتصاره، إنما كان تصويتاً لصالح حماس، وعلى حساب خصومها ومجادليها على الساحة الفلسطينية، وتلكم حقيقة ثانية.

بالطبع، ستعمل عواصم القرار الإقليمي والدولي النافذة، على محورين اثنين في المرحلة القادمة: الأول؛ تعويم السلطة واستنقاذها، لأن لا مصلحة لأحد في دفعها للسقوط والانهيار، أقله في المدى القريب والفوري .... والثاني؛ تأهيل حماس للانخراط في النظام الفلسطيني، توطئه لقيادته، وتلكم مهمة سيقع الجزء الأكبر منها، على كاهل كل من قطر وتركيا، تماماً مثلما حصل في أفغانستان، حيث باتت طالبان هي المحاور الرئيس لواشنطن، وتحولت حكومة أشرف غني إلى «شاهد ما شفش حاجة».

وسيستخدم الغرب، في مسعاه، أدوات عدة من أهمها «ملف إعادة الإعمار» و»الحالة الانسانية» في غزة، وسيتكئ على حلفائه الذين لن يتورعوا في تقديم الخدمة، وعلى المحورين: تأهيل حماس، وإبقاء السلطة في «غرفة الانعاش» ... لكنه هذه المرة، سيكون أكثر تخففاً من ثقل الشروط و»الفيتوات» الإسرائيلية، بعد أن فقدت تل أبيب، الكثير من عناصر تفوقها المعنوية والأخلاقية في حواضنها الغربية.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات