واشنطن بوست: الصهيونية لا تفضي إلى سلام عادل

تم نشره السبت 22nd أيّار / مايو 2021 10:17 مساءً
واشنطن بوست: الصهيونية لا تفضي إلى سلام عادل
مستوطن

المدينة نيوز :- أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن "الصهيونية لا تفضي إلى سلام عادل، وأن الضغط الخارجي وحده القادر على إنهاء الفصل العنصري الإسرائيلي".

وقال الكاتب رفائيل ميمون، "نشأت في منزل صهيوني، وقضيت 12 عاما في حركة شبابية صهيونية، وعشت 4 سنوات في إسرائيل، ولدي أصدقاء وأفراد من عائلتي خدموا في جيشها، فعندما يكون هذا هو عالمك، فمن الصعب أن ترى الفصل العنصري الذي يحدث أمامك".

وذكر ميمون، في مقال نشرته الصحيفة الجمعة، أنه "ولد في مدينة بوردو الفرنسية، وعاش ودرس في إسرائيل، ويقيم الآن في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، حيث يعمل مع ناشطين حقوقيين في أنحاء العالم".

وأضاف: "في المجتمع اليهودي الذي نشأت به، كان الحب والدعم غير المشروط لإسرائيل هو القاعدة، فقد تم القضاء على اليهود تقريبا بسبب المذابح والمحارق المتكررة، وكانت الدولة اليهودية هي السبيل الوحيد للحفاظ على سلامتنا".

ووصف الكاتب الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية بأنه نظام "أبارتيد" (فصل عنصري)، وهو ما يعني "تطبيق نظامين قانونيين لجماعتين عرقيتين؛ فلو ارتكب يهودي وعربي الجريمة نفسها بالضفة الغربية، فسيواجه الأول محكمة مدنية، أما الثاني فسيقف أمام محكمة عسكرية".

واستدرك: "إلا أن معظم الإسرائيليين لا يعتبرون هذا ظلما، ويرفضون وصفهم بمصطلح أبارتيد، لأنهم يعتقدون بصدق أن التمييز أمر مشروع، وجزء من الدفاع عن النفس".

وتابع: "لقد تم تغذية مجتمعي اليهودي بسرد تاريخي منفصل عن الواقع، وهو أن فلسطين كانت إلى حد كبير صحراء غير مأهولة بالسكان قبل أن نستقر بها، وهو ما نسميه: حرب الاستقلال الإسرائيلية. فلم تطرد المليشيات اليهودية الفلسطينيين، ولكنهم تركوا منازلهم برغبتهم؛ لإفساح المجال أمام الجيوش العربية للتخلص من اليهود ورميهم في البحر، أمواتا أو أحياء، فلم يهتم القادة العرب أبدا بالمساومة، ورفضوا عروض السلام من إسرائيل والولايات المتحدة واحدا تلو الآخر، والقائمة تطول".

وأوضح أن "هذه الادعاءات تم دحضها على مر السنين، وعلى سبيل المثال ما رواه رئيس وزراء إسرائيلي سابق (لم يسمه) عن دوره في طرد الفلسطينيين خلال حرب 1948، كما أكد العديد من المؤرخين أن معظم الأراضي في فلسطين كان يزرعها عرب قبل الهجرة الصهيونية".

واستطرد: "عندما يتبنى العالم بأسره هذه الرواية (اليهودية)، وكذلك وسائل الإعلام، والمنظمات التي ينضم إليها الشباب، وإذا نشأت في إسرائيل فإن نظامك التعليمي أيضا يتبناها، فسيكون هذا هو الواقع، لكنها رواية خاطئة ومنفصلة عن الحقائق التاريخية"، مؤكدا أن "الصهيونية لا تفضي إلى سلام عادل".

ولفت الكاتب إلى أن "الصراع المستمر عبر السنوات ساهم في تفاقم الأزمة، وعزز الرواية البديلة للواقع، حيث أصبح الفلسطينيون في نظر اليهود الإسرائيليين مجردين من إنسانيتهم".

و"عندما قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، وقتل أعدادا كبيرة من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، اعتبر الإسرائيليون أنه يجب على الفلسطينيين لوم أنفسهم؛ لأنهم لم يقبلوا عروض السلام السابقة، ونقول لأنفسنا إن إسرائيل تدافع عن نفسها فقط"، يتابع الكاتب.

وأضاف: "هذه هي نفس طريقة التفكير لتبرير حصار غزة، ونقاط التفتيش العسكرية في الضفة الغربية، والجدار العازل، وهدم المنازل الفلسطينية، حيث يعتبر الإسرائيليون أن ألم الفلسطينيين إما زائف أو مما كسبت أيديهم، فهو ليس حقيقيا مثل ألمنا".

وأوضح أن "بعض الإسرائيليين يرفضون هذه الروايات، ويطلقون حملات نشطة من أجل تحرير فلسطين، لكنهم أقلية".

وصرح بأن "الحالة الوحيدة التي يمكن أن تحقق الحرية لفلسطين، هي أن تفوق تكلفة الاحتلال فوائده لإسرائيل، وهو ما يتطلب ضغطا خارجيا هائلا، كما حدث في حالات الفصل العنصري والاحتلال الأخرى".

واستشهد الكاتب بما حدث في جنوب إفريقيا، حيث أدت العقوبات الدولية، وحظر الأسلحة، والمقاطعة العالمية إلى انهيار النظام العنصري، وكذلك ما حدث في تيمور الشرقية حيث انتهى احتلالها من قبل إندونيسيا بحركة تضامن عالمية وضغط دولي.

ولفت إلى أن "هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساهم في إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، منها مقاطعة المستهلكين والشركات للبضائع والتكنولوجيا الإسرائيلية، وفرض عقوبات عليها من قبل شركائها التجاريين والداعمين السياسيين، وهما الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي".

واختتم ميمون مقاله بالقول إن: "دولة الفصل العنصري لن تغير نفسها عن طيب خاطر، فالإجراءات الدولية هي الوحيدة التي يمكن أن تدفع إسرائيل نحو إنهاء الاحتلال".

الاناضول 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات