عبيدات يحاضر عن الاصلاح في الاردن

المدينة نيوز - خاص - انتقد رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات الاسلوب التي تتعامل به الحكومة من اجل تحقيق الاصلاح الشامل في الوطن مؤكدا إن الإصلاح ضرورة لأي دولة وهو أكسير الاستمرار فيها وإذا تحقق فهو الضمانة الحقيقية للحكم والشرعية الدستورية وهو استجابة لحق الشعب في التقدم والمشاركة في صنع القرار وتأكيد لسيادة الشعب الذي هو مصدر السلطات .

وأضاف في محاضرة ألقاها ليل الاربعاء في مجمع النقابات المهنية بمحافظة الكرك بعنوان "مسار الإصلاح السياسي في الأردن إلى أين "إن هناك اقصاءا مقصودا لكل من يروج للإصلاح والخوف من أن تنتقل البلاد من تداول الإصلاح بالطريقة السلمية إلى طريقة العنف ونريد أن يجير كل الانتماء للوطن لان في ذلك قوة ومنعة له .
ولفت إلى اتساع الفجوة بين الخطاب الرسمي والواقع في ظل سياسات حكومية مترددة تساهم في الاستمرار بتهميش مؤسسات المجتمع المدني بما فيها الأحزاب والنقابات وتغييب لدور الآخر الذي يجب أن يكون موجودا في نسيج الدولة الأردنية للحفاظ على التوازن الايجابي .

وأشار إلى أن الإصلاح يجب أن يهدف إلى وضع سياسات تنموية ومالية وتعليمية متوازنة تبعث الحياة في الطبقة الوسطى التي تحمل الإصلاح على أكتافها لافتا إلى إن عملية الإصلاح تعتمد على عدة مرتكزات أهمها الدستور الأردني وثوابت الميثاق الوطني وحقوق المواطن وواجباته وقناعة الشعب الأردني بجدية الإصلاح والجهات القائمة عليه كذلك ضمان تطبيقات وتشريعات رشيدة مقنعة للناس تعبر عن مصالحهم ولا يتمردوا عليها وتطبيق هذه التشريعات لتنتظم الحياة السياسية .

وأكد عبيدات على ضرورة احترام مبدأ التلازم بين السلطة والمسئولية الذي يعتبر من أهم مميزات تحقيق العدالة في الحكم موضحا انه في حال غياب هذا المبدأ فان العدالة في الحكم ستكون منقوصة معربا عن مخاوفه من عدم قدرة الدولة على صهر المجتمع الأردني بكافة فئاته في بوتقة الوطن الواحد .

وعرض عبيدات محطات متأخرة من تاريخ الأردن وخاصة بعد عام 1989 حين قرر الملك حسين رحمه الله استئناف الحياة النيابية مشيرا إلى إن الانتخابات التي جرت آنذاك كانت نزيهة إلى حد ما وكان المجلس عونا حقيقيا للانفراج السياسي كما إن الميثاق الوطني المميز الذي أنجز في تلك الفترة كان تمهيدا لعملية الإصلاح الشامل .

وزاد إن هذه الانجازات السياسية تلاشت بعد مؤتمر مدريد ومعاهدة أوسلو وصولا إلى اتفاقية وادي عربه وقانون انتخاب الصوت الواحد الذي افرز مجالس نيابية كانت كارثية على الوطن غيب دورها وأصبحت مطية للسلطتين التنفيذية والقضائية ما ساهم في اكتمال عملية تدمير السلطات الثلاث .

وأشار عبيدات إلى استقالة وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة مشيدا بهذه الخطوة التي حملت الحكومة مهمة جسيمة ودلت على عدم جديتها في الإصلاح وقدرتها على تحمل مسئولياتها تجاه القضايا المصيرية منتقدا إحالة بعض القوانين على الدورة الاستثنائية لمجلس النواب لمناقشتها .

وقال إننا أصبحنا أمام حالة ميئوس منها والإصلاح بدأ يفرض نفسه خاصة بعد التحولات التي بدأت بعد الثورات العربية وبدأت رياح التغيير تهب وفرض الشارع نفسه مؤكدا إن الأردن يجب إن يبدأ بالإصلاحات الجدية للحفاظ على الاستقرار والأمن التي ينعم به الوطن .