الــــقــرار يقتـــرب

تم نشره الثلاثاء 01st حزيران / يونيو 2021 12:52 صباحاً
الــــقــرار يقتـــرب
جميل النمري

إصلاح عميق وشامل هو الحل. لا خيارات أخرى ولا مجال للتأجيل أو التسويف. وان بقي من ينكر فها هي أحداث الأيام الأخيرة تبين عمق المأزق الذي انتهينا إليه. وأتحدث خصوصا عن قضية النائب أسامة العجارمة بكل ما رافقها من ظواهر صادمة.

مراوغة الاصلاح السياسي ترك فراغا تملأه بالضرورة الشعبوية والخطاب المنفلت من المعايير العقلانية المسؤولة والبرامج والحلول البنّاءة. تغييب الاصلاح الهادف الى تطوير سياسي جوهري للتمثيل النيابي والمشاركة في الشأن العام. ترك الرأي العام لأبطال لم يتمرسوا بالعمل العام لكنهم يحملون طموحا قياديا ويعرفون الغرائز البدائية فيخاطبونها ويستنفرونها فيجمع الخطاب المتناقضات بصورة عجيبة من العشائرية المتطرفة والإستقواء القبلي الذي يضرب عرض الحائط بسلطة القانون ومؤسسات الدولة المدنية الى الوطنية المتطرفة في مواجهة اعداء ومتآمرين مجهولين الى التشدد في مناهضة إسرائيل والتطبيع واعلان صيحات الحرب والزحف المسلح. وكل واحدة من هذه تخدم هدفا شعبويا عند فئة ما وليس مهما غياب الانسجام والمنهج في هذا الخط الذي يؤدي الى لا مكان. وكما رأينا في مجالس سابقة ليس غريبا ان يسيطر هؤلاء على المشهد في ظلّ الفراغ السياسي المملوء فقط بأعداد تصلح للتصويت المنقاد داخل المجلس لكنها اعجز من ان تقف ندا في مواجهة الخطاب العدمي ولا مخاطبة الرأي العام الذي يسقطهم من الاعتبار كنواب خدمات ومصالح شخصية وتملق وتسحيج يضمن عودتهم مجددا.

الشعبوية – لنعترف – تستولي على قلوب فئات واسعة من الشعب وتذكي روح التمرد والمجاهرة بالفئوية والإستقواء على الدولة. كل مسيس واع يعرف ان الشعبوية في النهاية نزعة عقيمة بلا برنامج ولا مستقبل وتقذف بالوعي العام أميالا الى الوراء، لكن ما العمل والأمر الواقع الموجود مأزوم وعاجز وفاشل يفسح لها صدارة المشهد؟! لا نحتاج الى مزيد من الاثباتات والشواهد على الحاجة للتغيير. وقد سمعت هذا الاستخلاص من عدد كاف من أناس في اعلى مواقع المسؤولية حتى استطيع القول اننا وصلنا الى حالة اجماع وطني حول الاصلاح ومحتواه معروف وموصوف من زمان وعلى الأقل مقدم تفصيلا في الأوراق النقاشية الملكية.

أرجح ان أوساط القرار لم تصل بعد الى تصور نهائي يمكن الاعلان عنه، وما زالت في مرحلة تقليب الرأي حول الشكل والمحتوى، ولذلك لا يصدر شيء حتى الساعة عن جلالة الملك لأن شيئا محددا وأخيرا لم يتقرر. لكن ارجح ايضا ان الأمر يقترب وسيصدر شيء ما قريبا.

المصدر : الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات