الاستخلاص ذاته مرة ثانية وثالثة

تم نشره الثلاثاء 08 حزيران / يونيو 2021 12:44 صباحاً
الاستخلاص ذاته مرة ثانية وثالثة
جميل النمري

تتابعت الأزمات خلال الشهور القليلة الماضية وبالكاد توفر الوقت لألتقاط الأنفاس بعد كل ازمة لتداهمنا أخرى تخطف الإهتمام وتسلط الأضواء على أوجه القصور أو الفشل أو الإشكالات في واقع البلد وتتكاثر الدعوات للمراجعة والإصلاح في ذاك المجال. وهذا بعد أن كان حديث الاصلاح السياسي قد عاد الى الصدارة بعد مقابلة جلالة الملك مع وكالة الأنباء الأردنية – بترا - نهاية كانون الثاني الماضي عن اعادة النظر في قانون الانتخاب.
بقينا مع كل أزمة نعود الى نفس الاستخلاص أن الاصلاح السياسي هو الوعاء والغطاء والرافعة لكل مسارات الاصلاح الاداري والاقتصادي والاجتماعي. وأخشى أنني أجد نفسي مضطرا لتجديد الاستخلاص إياه مع آخر أزمة، أقصد قضية أسامة العجارمة الذي قرر مجلس النواب فصله من عضويته أول أمس.
قبل قرار المجلس بتجميد النائب لم آخذ قضيته على محمل الجدّ فقد كان واضحا لي انه شاب غير مسيّس مندفع بذات متضخمة كما يظهر من طريقته في تقديم نفسه، يطرح خطابا إعتراضيا مشوشا يعتمد خليطا شعبويا من العصبية العشائرية والوطنية والجهوية ويستعير مفردات خارج الزمان والمكان غير ذات صلة بالواقع لكنها مع ذلك لفتت الانتباه وصنعت له شعبية. وحتى عندما اطلق تلك العبارة النابية المكونة من حرفين بحق المجلس ونظامه الداخلي استكثرت ان يعقد المجلس جلسه خاصّة للموضوع ويأخذ قرارا بتجميد عضويته عاما مما حوله الى ظاهرة وطنية وزاد شعبيته في دائرته الانتخابية ويبدو ان هذا ادار رأسه بل افقده صوابه كما يمكن ان يحدث لشاب يفتقر للثقافة والنضج والخبرة السياسية، ودع عنك الاستعراض بالسيف وعبارات التحدّي وتهديد « العملاء بالتصفية!!» فما جاء في آخر فيديو كان سيئا جدا وتجاوز كل الحدود بعبارات خطيرة وغير مسؤولة تدينه أمام كل مواطن قبل ان تدينه أمام القانون.
لكن كيف أمكن لهذه الظاهرة أن تحدث؟ ولهذا الخطاب التفاخري المشوش أن يحظى بهذا الحضور؟ والجواب انه مباشرة توجه بلغة الاعتراض والتحدي لرأس النظام فالهجوم على الحكومات يقوم به «مرّاق الطريق» ليس فيه بطولة ولا يلفت انتباه أحد. وهذا الأسلوب بالتوجه مباشرة لمخاطبة رأس الدولة اصبح نهجا مألوفا لتحقيق قوة التأثير وللنجومية والبروز أمام الرأي العام. الرأي العام الذي لا يعرف ولا يتعرف الا على مركز واحد وأخير للسلطة والقرار فوق الحكومات والمؤسسات والموظفين.
لو كان لدينا حياة سياسية مزدهرة وبرلمانات قوية واغلبيات نيابية تنشىء الحكومات وتسقطها فأي مكان وأي قيمة لخطاب وظاهرة مثل تلك التي مثلها الشاب أسامة وشغلت الناس وأوقفتها على رؤوس الأصابع؟! النائب والمسؤول وكل شخص يتصدى للعمل العام عليه ان يصارع ويقارع في ساحات معروفة خصومه وانداده من السياسيين والمسؤولين ويظاهر الحجّة بالحجة لإقناع الرأي العام والعين دائما على صناديق الاقتراع لتحقيق اغلبية برلمانية وقبل ذلك الفوز بتمثيل التيار الذي ينتمي اليه. لذلك نعتذر اذا كنا نعود بكم الى الاستخلاص إياه .. الاصلاح السياسي هو الحلّ.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات