«الصفعة «..وما لا نحبه

تم نشره الأربعاء 16 حزيران / يونيو 2021 12:52 صباحاً
«الصفعة «..وما لا نحبه
محمد سلامة

«الصفعة «..هي إحدى العلامات الفارقة ما بين حضارة الغرب والشرق اليوم، وما لا نحبه هو العنصرية اليمينية، فلو كان الصافع من غير الفرنسيين فإن التهمة التي ستوجه له حتما ستكون مرتبطة بالكراهية (الإرهاب) وما نحبه هو طريقة التعاطي مع الحادثة والتندر على قلة حيلة الرئيس ووقاحة الصافع الذي اشهرته الصفعة ليس في فرنسا وحدها وبل وعلى مستوى العالم.

بداية..الصافع فرنسي ينتمي إلى منظمة الستر الصفراء، والمصفوع هو الرئيس مانويل ماكرون الذي تفاجأ بالصفعة مباشرة على الهواء، والتهمة التي وجهت للصافع هي الاعتداء على موظف عام، وقد جرى التحقيق معه وإطلاق سراحه وهو الآن يتجول بحرية في شوارع باريس دون خوف من الشرطة أو قبيلة ماكرون أو أي جهة أخرى،لكن ماذا لو كان الصافع فرنسي مسلم، فإن القصة حتما ستاخذ منحا آخر له توصيفات أخرى مرتبطة بالكراهية والإرهاب (العنصرية اليمينية)،وحتما فإن الإعلام الغربي سوف يسوقنا إلى متاهات تشوه ثقافتنا وحضارتنا الشرقية.

ما لا نحبه في حضارة الغرب عنصر الكراهيه ليس ضد المسلمين بل وضد السود أيضا والملونين الذين يعانون الأمرين في أمريكا وأوروبا، ولا يمكن نسيان حادثة اقتحام الكونغرس من اليمين الأمريكي الترامبي وقتل الشرطة لجورج فلويد الأسود والكراهية الشعبوية المتجذرة في ثقافة العرق الأبيض وهناك قصص وحوادث كثيرة، ولا تجدها في حضارة وثقافة الشرق العربي نهائيا.

العلامة الفارقة ما بين حضارتنا والغرب مرتبطة بالثقافة والعادات والتربية والدين وو..الخ، ففي بعض دول المشرق العربي اليوم عندما هتف بعض الشباب ينادون بالحرية دخلنا في دوامات من الفوضى والحروب وتدخلت القوى الكبرى دون جدوى لوقف نزيف الدماء والعيب ليس في الشعوب وثقافتها بل بالمحاكم الطاغية،وهذا أيضا لا يعني أننا متخلفون أو غير قادرين على النهوض من جديد ،بل يعني أن شعوبنا تواقة للحاق بالحضارة الغربية في جوانبها المضيئة دون عنصر الكراهيه والكيل بمكيالين.

ما لا نحبه في الحضارة الغربية هو الشوفينية اليمينية التي تنظر إلى الآخر على أنه مستباح بماله وفكره وحتى بجسده، فقبل أيام تعرضت عائلة مسلمة في كندا إلى الدهس على يد شاب يميني وقبل سنوات كلنا يتذكر مذبحة جامع في نيوزيلندا، الحوادث تتكرر ،كما أن الغرب بثقافته الشوفينية يرى في نهب ثروات العالم أمرا مباحا، والامثلة عديدة على عربدة فرنسا ودول أوروبية أخرى على دول القارة الأفريقية وعلى دولنا، وما لا نحبه في الغرب أيضا نفاقه ودعمه الأعمى لإسرائيل،ومثل هكذا ثقافة وحضارة لا تجدها عندنا نحن في المشرق العربي والإسلامي.

ما لا نحبه في حضارة الغرب هو الديمقراطية الإباحية، وما نحبه ونبتهر به هو العدالة والمساواة والاستقرار والديمقراطية المنضبطة، ونرى بأننا ذاهبون إلى قلب العالم من جديد لأن جيناتنا الثقافية والحضارية لا يوجد بها عنصرية شوفينية ضد الآخر سواء أكان غير مسلم أو حتى بلا دين وعلينا أن نتذكر دائما أن تقدم وازدهار الحضارة الغربية هو بما كسبته عن حضاراتنا الممتدة في جذور العالم منذ آلاف السنين وأن قصة الصافع والمصفوع ما هي إلا صورة ناصعة لثقافتنا وحضارتنا دون عنصرية يمينية أو يسارية ودون الكيل بمكيالين.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات