صدقية النوايا ومصداقية المشروع

تم نشره الخميس 24 حزيران / يونيو 2021 12:34 صباحاً
صدقية النوايا ومصداقية المشروع
جميل النمري

ثلاثة ارباع الحوار حول اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية يدور حول صدقية النوايا وثلاثة ارباع المداخلات تدور حول مصداقية المشروع وحقيقة ما يريد القائمون عليه. ويتم تركيز كل الجهد لإثبات عدم جديته وهدم أي أمل فيه مع حشد من الحجج والبراهين ابتداء من تجارب سابقة لمشاريع اصلاح انتهت بلا نتيجة وصولا الى الوقت الحاضر وملابسات تشكيل هذه اللجنة وتركيبتها.
لا اجد جدوى من الانخراط في هذا السجال فلا احد يستطيع تغيير القناعات المسبقة بالحجج والبراهين وثمّة دائما ما يقابلها وينقضها، والمواقف تتشكل في الواقع على خلفية معقدة من التجارب يتداخل فيها العام والخاص وتصنع شتّى النزعات التفاؤلية أو التشاؤمية، البنّاءة أوالعدمية، المرنة أو المتصلبة، الواضحة واليقينية أو المترددة والضبابية، وأنا محسوب على المتفائلين الذين لا تردعهم الإحباطات بغض النظر عن عضويتي في هذه اللجنة. ويشفع لي أن هذا نهجي الذي لم يتغير بالبحث دوما عن بصيص أمل مهما ادلهم الظلام وأتخاذ موقف ايجابي من كل مبادرة معلنة للاصلاح حتى عندما اكون معارضا وانتقاديا جدا لما يقدم فلا اقبل المعارضة السلبية بل اقدم البديل أو التعديل الذي أراه صحيحا.
لقد كنت عضوا في لجان سابقة انتهت الى لا شيء مثل الأردن أولا وكلنا الاردن وبالمقابل لم أكن عضوا في لجان اخرى لكنني واكبت عملها وانخرطت في الجهد المبذول كأنني فيها واكثر محاولا دفع الأمور بإتجاه ما اعتقده الأفضل. حدث هذا مع لجنة الأجندة الوطنية عام 2004 ولجنة الحوار الوطني عام 2011 وقد كنت نائبا في البرلمان فلم أكن عضوا فيها لكن تم اشراكي بصفة مستشار وخبير بالشأن الانتخابي وأثّرت على مخرجاتها التي انتهت الى لا شيء. وبالطبع فالسؤال البديهي الذي يتكرر الآن هو: لما سيختلف الأمر هذه المرة ؟!
لن احشد اي حجج تبرهن ان الأمر سيكون مختلفا. بل سأعرض احساسا طاغيا انها الكارثة اذا تكشف مشروع اللجنة عن مجرد مشاغلة لا تضمر نيّة جدّية لانجاز الاصلاح ( أو التحديث ) المنصوص عليه حرفيا في كتاب التكليف للجنة. الأمر يختلف الآن ولا أتخيل أحدا ينوي هذه المغامرة أو يريدها ولا اعتقد ان الموقف يحتملها. لنفكر فقط في معنى ووقع الفشل – لا سمح الله – على الرأي العام وعلى الدولة والمجتمع !؟ لا اقول انهيار رصيد االثقة المستنزف أصلا بل القطيعة النهائية معه ومع الخطاب الرسمي وتحول قطاعات اجتماعية من الاحتجاج الى الرفض ومن المعارضة الى المقاطعة وأحيانا العصيان. سنذهب الى تمزق اجتماعي وتدهور مؤسسي يقترب بنا من نموذج الدولة الفاشلة. وسيفقد التيار الاصلاحي مكانه وستفقد نظرية المشاركة والتأثير من اجل التغيير صدقيتها وكذلك مفهوم الاصلاح بخطوات متدرجة في النور بدل قفزات في الظلام. تيار الاعتدال الاصلاحي سينسحق في فالق بين صفيحتين زلزاليتين.
أستطيع ان الاحظ ان ما نطلق عليه قوى الشدّ العكسي والأمر الواقع والمصالح القديمة تعي وتقدر اليوم اننا دخلنا في منطقة الخطر وأن مصلحة النظام السياسي بعد الأزمات الأخيرة ما عادت تحتمل الا الانفتاح على مشروع الاصلاح والالتقاء معه في منتصف الطريق، ولهذا ترجمة معينة في قوانين الأحزاب والأنتخاب.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات