الفكر المتطرف

تم نشره الخميس 01st تمّوز / يوليو 2021 12:43 صباحاً
الفكر المتطرف
عبد اللطيف العواملة

ها نحن نضمد جراح العقد الماضي الاسود و الذي ضرب منطقتنا، و العالم، بقتل عبثي، و تشريد للناس، و هدر للموارد. و يعود اقليمنا الى الهدوء و السلام بحمد الله، و تعود البوصلة الى فلسطين قضيتنا المركزية.

لا شك ان الدول العربية، و على رأسها الاردن، نجحت في التعامل الامني مع الارهابيين. و لكن السؤال المحوري هو كيف نقيم و نتعامل مع تداعيات الارهاب الاجتماعية والنفسية و السياسية على المديين المنظور و البعيد؟ ما هي انعكاسات ما جرى خلال عقد من الزمن على مجتمعاتنا و كيف نستفيد من الدروس الماضية؟ كيف ستتعامل الدول العربية مع العائدين من داعش واخواتها؟ ماذا تعلمنا من تجربة الافغان العرب؟ التاريخ يعيد نفسه فقط اذا لم نتعلم منه.

الفكر المتطرف قد يكون اليوم هادئا و لكنه ليس غائبا. الاجهزة الامنية في دولنا لديها الخطط و الخبرات الملائمة للتعامل مع هذا التحدي، و لكن ما الذي اعدته الجهات غير الامنية لمواجهة الفكر المتطرف الان و مستقبلا. عالميا، و خصوصا في المجتمعات الاسلامية، تفاوتت استراتيجيات التعامل مع الافكار المتطرفة ما بين الانكار لوجودها الى مواجهتها مباشرة.

احدى التحديات الكبرى هي ان استراتيجييات الارشاد و التوجيه و الاعلام تعاني من رتابة و روتين لا يجذب الشباب. اللغة انشائية و الاسلوب خطابي. فالخطاب الذي يبتعد عن الواقعية و الموضوعية يكتسب القليل من المصداقية. من المتفق عليه ان التطرف والغلو دخيلان على مجتمعاتنا، ولكنهما لا يجابهان بعناوين عامة مكررة او بافكار جامدة من الصعب ان تكون مقنعة.

على المجتمعات العربية و الاسلامية ان تعيد كسب الشباب حتى لا يقعوا مرة اخرى فريسة افكار متطرفة في المستقبل، و نعود الى دائرة العنف مرة اخرى، لا سمح الله، بعد عقد او عقدين من الزمن. و كسب الشباب لا يكون فقط بالتربية او بالخطاب العام، بل بدمجهم في المجتمع عن طريق التعليم السليم الذي ينتج مهارات عملية، و في ايجاد البيئة الملائمة لتوظيف هذا المهارات، و في اشراكهم سياسا.

نحن بحاجة ماسة و سريعة الى منظومة متكاملة تواجه من الان الموجات المحتملة القادمة من التطرف في الفكر و المنهج. ليس من الحكمة الاعتماد الكامل على المواجهة الامنية، على ضرورتها، بل لا بد من صياغة رؤية تنمية شاملة للمجتمعات عمادها تمكين الشباب.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات