الاردن يشارك غدا الامتين العربية والاسلامية الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج

المدينة نيوز- يشارك الاردن غدا الاربعاء الامتين العربية والاسلامية الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج الشريفين التي توافق السابع والعشرين من رجب في كل عام .
تلك الليلة التي اسري فيها بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ، ثم عرج به إلى السماوات العلى ، عند سدرة المنتهى ، وعاد عليه الصلاة والسلام في الليلة ذاتها في حادثة تجاوزت حدود الزمان والمكان .
وهذه الحادثة اذ تذكر المسلمين في جميع انحاء العالم بمكانة المسجد الاقصى الدينية العزيزة على قلب كل مسلم، لتعزز الشعور الديني لديهم بمكانة هذه البقعة المقدسة التي بارك الله تعالى حولها كما جاء في محكم تنزيله في الاية الاولى من سورة الاسراء .
وفي ظلال هذه الذكرى العطرة قال سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة ان الله تعالى جعل للمسجد الأقصى مكانة مميزة في قلوب المسلمين، هي مكانة دينية تنبع من صميم عقيدتهم، وكفى بمعجزة الإسراء والمعراج تشريفا وتعظيما قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَى الْمَسْجِدِ الاَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .
واضاف لوكالة الانباء الاردنية (بترا ) ان الإسراء: هو الانتقال بالرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس ، والمعراج: هو الصعود إلى السماوات العلى من المسجد الأقصى إلى باب السماء المسامت لبيت المقدس، لأن السماء لها أبواب كثيرة، وتكريما للمسجد الأقصى عُرج بالرسول صلى الله عليه وسلم منه إلى السماء.
وبين سماحته ان مكانة المسجد الأقصى الدينية تبعث في نفوس المسلمين الاعتزاز بدينهم، والتمسّك بحقوقهم، والثقة بربهم عز وجل الذي يطلق أرواحهم إلى عوالم الكون الواسع فترتاد منها ما يبعث الشوق إلى الملأ الأعلى .
فمنه عُرج بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى ، ثم إلى سدرة المنتهى، التي ينتهي عندها علم الخلائق، ولا يتجاوزها أحد من الملائكة فضلاً عن البشر، وفي المعراج رأى الرسول الكريم عجائب وغرائب في ملكوت الله الواسع مما يدهش العقول ويحيّر الألباب .
وبيّن الرسول عليه الصلاة والسلام للناس ما يجب عليهم من الإيمان والتصديق وعدم المجادلة والمماراة في مواضع الغيب والوحي واكدها قوله تعالى في سورة النجم/11-17: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} .
واوضح انه في ليلة المعراج رأى محمد صلى الله عليه وسلم عجائب ملكوت الله تعالى ، رأى البيت المعمور، وسدرة المنتهى، وعندها جنة المأوى التي تأوي إليها الملائكة وأرواح الشهداء والصالحين، ورأى جبريل عليه السلام في صورته التي يكون عليها في السماوات.
واستعرض سماحة المفتى العام ميزات المسجد الأقصى الكثيرة ومنها: انه تمت فيه البيعة، اذ اجتمع الأنبياء عليهم السلام في بيت المقدس، ولم يجتمعوا في مكان آخر سواه ، وأمَّهم النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، ورحب كل نبي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأثنى على رسالته، وتمت له البيعة، وتسلم القيادة، فكان لقاء ربانيا تتعانق فيه قيم الأنبياء جميعا، كما ورد في الحديث الشريف: (مَثَلِى وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَرَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا، إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ ، وَيَقُولُونَ لَوْلاَ مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ) متفق عليه .
واشار الى ان الله تعالى ذكر هذه البيعة في كتابه العزيز فقال جل وعلا : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} آل عمران/81.
كما امتاز المسجد الاقصى وفقا للشيخ الخصاونة انه قبلة المسلمين الأولى: القبلة هي الجهة التي يولي المسلم وجهه شطرها عند الصلاة وعبادة ربّه ويدعوه رغباً ورهباً مستمداً منه العزيمة والقوة والمنعة، وهل يوجد عند المسلم أعزّ وأقدس وأفضل من القبلة التي يتجه إليها في صلاته وفي طاعته لربه؟، قال الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 144].
واشار الى ان المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى صلى إليه النبي صلى الله عليه وسلم ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً حتى نزل الأمر من الله تعالى بالتوجه إلى الكعبة المشرفة.
ومن ميزات المسجد الاقصى ايضا انه ثاني مسجد بني في الأرض بعد المسجد الحرام، وثالث الحرمين الشريفين في القدسية بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، قال صلى الله عليه وسلم: (لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَمَسْجِدِ الأَقْصَى) متفق عليه.
وقال سماحته ان النبي صلى الله عليه وسلم قرنه بالحرم المكي والحرم المدني، وجعل الثلاثة أقدس مساجد المسلمين، أما بقية المساجد فهي مقدسة ومعظمة لأنها بيوت الله تعالى { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} الجن: 18، لكنها لا تصل إلى مرتبة المساجد الثلاثة، ولما كانت هذه المساجد الثلاثة بهذه المرتبة العظيمة، فإن المؤمن يشتاق إليها ويحب أن يكثر من التردد عليها، والترحال إليها، والمحافظة على صلاة الجماعة فيها .
وبيّن صلى الله عليه وسلم أن من يكثر التردد على المساجد والترحال إليها فإن قلبه يتعلق بها، ففي الحديث: سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ... وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ ، متفق عليه.
ومن المزايا للمسجد الاقصى ان أرضه وما حولها مباركة: قال تعالى: {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} الإسراء/1. وبلاد الشام أرض مباركة أي: (الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين) وبركتها من بركة المسجد الأقصى.
والبركة حسية ومعنوية، بالثمار والأنهار التي خص بها بلاد الشام، فالمسجد الأقصى مقر الأنبياء ومهبط الملائكة الأطهار.
وقال سماحته ان من بركة المسجد الأقصى وعظم شأنه عند الله تعالى، أنه تتضاعف به الحسنات أضعافاً كثيرة، روى الطبراني والبزار، قال صلى الله عليه وسلم: فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة ، وفي مسجدي ألف صلاة ، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة . رواه البيهقي في شعب الإيمان.
واشار الى ان المؤمن همّه في الدنيا أن يزداد من الحسنات، لأنها زاده في آخرته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فالقلوب المؤمنة الموقنة بلقاء الله تعالى تتعلق بما ينفعها في آخرتها، لتتحقق لها السعادة الأخروية.
ومن الميزات كذلك ان بيت المقدس مقام الطائفة المؤمنة المنصورة إلى قيام الساعة، حتى يقاتل آخرهم الدجال.
أخرج مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ .
وهذه الطائفة مؤلفة من أنواع المؤمنين، منهم شجعان، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون ومنهم زهاد، وغير ذلك ولا يلزم كونهم من قطر واحد.
قال النووي: وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة فإن هذا الوصف ما زال بحمد الله تعالى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن ولا يزال حتى يأتي أمر الله المذكور في هذا الحديث.
وبين ان تلك الأسباب ربطت المسلمين جميعاً في المسجد الأقصى ربطاً عقائدياً، لا يتغير بتغير الأشخاص والأزمنة، لهذا توجه أبو عبيدة عامر ابن الجراح رضي الله عنه لفتح بيت المقدس وفتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأذن بلال رضي الله عنه في بيت المقدس، وللمحافظة على بيت المقدس بذل الصحابة رضي الله عنهم والمسلمون من بعدهم دماءهم وأموالهم في سبيلها، ففي غور الأردن دفن أكثر من عشرين ألف صحابي، لا تزال جثامينهم شاهدة على ذلك، ثم استمرت المعارك الدامية إلى يومنا هذا، كمعركة اليرموك وحطين وعين جالوت، وباب الواد واللطرون وجبل المكبر والكرامة.
وقال : لهذه الأسباب شدّ كثير من علماء الإسلام الرحال إلى المسجد الأقصى ودفنوا بالقرب منه ، ولهذه الأسباب أيضاً كانت تضحيات الهاشميين الكبيرة من أجل المسجد الأقصى، فقد بذل الشريف الحسين بن علي رحمه الله نفسه وماله في سبيله وأوصى أن يدفن في رحاب المسجد الأقصى، وما زالت قافلة الهاشميين المباركة تسير على نهج السلف بإعمار المسجد الأقصى والعناية بالقدس الشريف، والدفاع عنهما في كل المحافل الدولية، وأملنا بالله عز وجل أن يقيل عثرتنا ويحقق آمالنا، ويرزقنا النصر والعزة والظفر على أعدائنا، وأن يرد مقدساتنا بقيادة حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الملك عبد الله الثاني ، وما ذلك على الله بعزيز.
وقال مساعد امين عام وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبد الرحمن ابداح ان معجزة الاسراء والمعراج حادثة فريدة اكرم الله تعالى بها نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بعد ان اشتد عليه الاذى والحصار والاضطهاد له ولاتباعه رضى الله تعالى عنهم اجمعين .
واشار الى ان الايذاء بلغ مداه عندما مُنع النبي عليه السلام من دخول مكة المكرمة لدى عودته من الطائف وعندما منع الناس من الاستماع للقرآن الكريم .
وقال ان هذه الحادثة كانت اشارة واضحة لكل عاقل انه اذا ضاقت ابواب الارض فها هي ابواب السماء تفتح لمحمد واذا اعرض الناس عن سماع كلام الله تعالى فهاهم الجن يستمعون للقرآن ويبلغونه الى قومهم .
وقال " وهكذا تكون الجائزة بعد العمل جزاء وفاقا ومن عجب ان بعض الناس يرغب في الحصول على الجوائز والمكرمات قبل العمل وهذا عكس لمنطق الدعوات وفهم غير دقيق لطريق المكرمات " .
واشار الدكتور ابداح الى اننا امام هذه القدرة القادرة والقوة القاهرة لا نملك الا ان نقول سبحان الله الذي يفعل ما يشاء بقدرته ولا يحتاج الى احد من خلقه وهو الصمد الذي يحتاج اليه كل شيء وهو سبحانه لا يحتاج الى شيء .
وبين ان التسبيح هو الثناء على الله تعالى بما هو اهله ، لذا فقد بدأت اية الاسراء بكلمة ( سبحان) وعندما يسلك المرء نفسه في موكب المسبحين فانما هو يؤهل نفسه للاستفادة من معية المولى سبحانه ونصرته .
ولفت الى ان الاسم الموصول في قوله تعالى ( سبحان الذي اسرى بعبده) يذكر ليدل على ان ما بعده سبب لما قبله فالاسراء سبب للتسبيح والامر حقا كذلك ،فليس من قوة على وجه الارض بقادرة على مثل هذا الفعل غير الله سبحانه وتعالى .
وقال ان الاشارة الى مرتبة العبودية في الاية الكريمة واضحة الدلالة على ان تحقق العبودية لله تعالى في اي امرىء ، انما هي سبب اكرام الله تعالى للعبد وحمايته وهي ايضا سبب في العزة والقوة ومنبع للفخر والعلو حتى ان الشاعر عبر عن هذا المعنى بقوله : ومما زادني شرفا وتيها وكدت باخمصي اطأ الثريا وقوعي تحت قولك : يا عبادي وان صيرت احمد لي نبيا وقال قد كانت هذه المعجزة العظيمة ليلا لتحقيق التمحيص والابتلاء ولو كانت نهارا لانتفى هذا المعنى موضحا انه عندما كذبت قريش وجادلت في ذلك قال ابو بكر رضي الله عنه ( اني لاصدقه على ما هو ابعد من ذلك ، اصدقه بخبر السماء ).
واضاف انه في انتقاله عليه السلام من مكة الى بيت المقدس ثم العروج به صلى الله عليه وسلم الى السماوات العلى اشارة واضحة الى الربط بين هذين المسجدين في عقيدة المسلم وفي وجدانه وانهما يجب ان يظلا في خاطره ، وفي هواجس نفسه يرنو اليهما بقلبه ويجتهد في زيارتهما وتعظيمهما ما استطاع .
وبين ان الحركة من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى حركة مباركة تشير الى اهمية التنقل بين هذه البيوت المعظمة للصلاة والذكر والتعلم والتعليم والدعوة الى الله تعالى .
وقال :" ولئن كانت البركة تملأ رحاب المسجد الحرام بكل انواع الخير اذ يقول المولى سبحانه ( ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ) فان البركة في المسجد الاقصى تتجاوز حدود المسجد الى ما حوله من الديار والاقطار لقوله تعالى :( الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ) ونحن نلمح بل نلمس البركات والخيرات تعم المسجدين الشريفين بكل ما لذ وطاب من الثمرات والمنتجات ويفيض الخير على ما حولهما من القرى والمدن منفعة للبلاد والعباد .
وبين ان المسجد الاقصى كان على مدى التاريخ ( وهو القبلة الاولى ) محكا للعزائم يتباين في حمايته والمحافظة عليه صدق الصادقين وارتياب المرتابين وصدق الله تعالى اذ يقول ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) وهذا هو الذي دفع جيل الصحابة رضي الله عنهم الى فتح بيت المقدس مثلما دفع صلاح الدين الايوبي رحمه الله الى مواجهة عشرين دولة اوروبية دفاعا عن بيت المقدس ومسجدها الاقصى.
واشار الى جهود الحكومة الاردنية من خلال الاعمارات الهاشمية المتوالية على صيانة المسجد وملحقاته وساحاته ومرافقه وحمل قضيته الى العالم كله من خلال المنابر الدولية لكشف اي اعتداء على المسجد والتنديد باي اختراق لحرمته او تجاوز لمكانته في قلوب المسلمين في مشارق الارض ومغاربها .
وقال الدكتور ابداح ان حالة الضعف التي يمر بها العالم الاسلامي ليست قدرا مقدورا فلقد يأتي يوم يستيقظ فيه هذا العالم ليأخذ دوره ومكانته من جديد ويحرر اراضيه المحتلة ويفك قيود مسجده الاسير ويسألونك متى هو ؟ قل عسى ان يكون قريبا .
واوضح استاذ اصول الدين في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية الدكتور عطاالله المعايطة انه بعد أن أقفلت جميع الأبواب في وجه النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام وتحالفت قوى الجاهلية لتقضي على دعوته المباركة ، جاء التكريم الرباني له ليفتح عليه أبواب الأمل بنصر دينه وكماله على الوجه الأمثل الذي لم يحدث لدين قبله ، فبعث الله تعالى جبريل ومعه البراق الدابة التي تفوق سرعتها سرعة الطائرات الحديثة ، ليركبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس. وبين انه ولعظم الزائر وعظيم مكانته فقد تجمع كبار الرسل والأنبياء في استقباله حيث صلى بهم وعيونهم ترقب هذا النبي المخلص لهذه البشرية من شقائها الذي جاهدوا من اجل القضاء عليه في أقوامهم ، ثم بعث نبي الرحمة للناس كافة بشيرا ونذيرا :{ وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون } سبأ ، وقال الله فيه :{ وما ارسلناك الا رحمة للعالمين } الأنبياء: .
وقال انه لما تكاملت عناصر الكمال النبوي في شخصه صلى الله عليه وسلم لخلاص البشرية وقف هؤلاء الرسل والأنبياء الذين هم وجهاء البشرية وخيرتها على الإطلاق ،خلفه للصلاة وهو إمامهم في دلالة واضحة على وحدة دعوات الرسل بالدعوة الى توحيد الله تعالى وسياسة البشرية على الشريعة الإلهية التي فيها سعادتها وأمنها واستقرارها قال تعالى:{ الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } الملك: .
واشار الى الجزء الثاني من رحلة النبي الكريم وهي العروج للسماوات العلى كما بينها القرآن الكريم في سورة النجم اذ وقف ملائكة كل سماء في استقباله ومعهم الأنبياء الكرام وفتحت له السماوات حتى ارتقى الى سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى حيث كلمه ربه جل جلاله وفرض عليه أعظم العبادات وهي الصلاة ، ثم رجع في ذات الليلة الى بيته في مكة المكرمة قبل طلوع الشمس .
وبين الدكتور المعايطة ان هذه الرحلة المعجزة الخالدة ما زالت ذكراها عطرة حية في قلوب المسلمين ، لقد تعلقت قلوب المسلمين جميعا بذلك المكان الذي اسري منه وهو المسجد الحرام والمسجد الذي اسري اليه وهو المسجد الاقصى الذي هو سليب محتل بأيدي أعداء الرسل ومحمد عليه الصلاة والسلام , اليهود الغاصبين.
وقال ان هذه الرحلة ذكرى عظيمة نستذكر بها القرآن الكريم وأعظم فرائض الإسلام الصلاة .( بترا )