تطهير 3000 متر مربع من الالغام شمالي الاردن

المدينة نيوز - نظمت بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن امس زيارة الى مشروع إزالة الألغام من الحدود الأردنية السورية الذي يموله الاتحاد.
ويعمل المشروع على اربع مراحل: المرحلة اليدوية التي يتم العمل فيها بكاشفات الالغام وإزالتها يدويا، ثم المرحلة الميكانيكية باستخدام الكاسحات، والثالثة باستخدام الكلاب، اما المرحلة الرابعة فهي مرحلة التحقق الكامل من الخلو من الالغام بالعودة مرة اخرى الى الطريقة اليدوية.
واستطاع المشروع بعد عدة سنوات على البدء به ان يجعل كل العاملين في الإزالة من الاردنيين باستثناء مدرب فريق الكلاب الذي يحمل الجنسية البوسنية.
ويغطي هذا المشروع الذي تنفذه اللجنة الوطنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل وجمعية المساعدات الشعبية النرويجية المنطقة الوحيدة التي ما تزال مزروعة بالألغام في الأردن وهي شريط حدودي طوله 103 كيلومترات تم تقسيمها حسب مدير العمليات في الجمعية النرويجية ياسر العكور الى ثلاث مناطق حسب طبيعة المنطقة.
واضاف العكور ان الهدف هو تسليم المنطقة خالية من الالغام مع انتهاء المشروع في عام 2013، حيث قامت الجمعية بتسليم نحو 3 آلاف متر مربع من المنطقة الى اللجنة الوطنية لإزالة الالغام حتى نهاية الشهر الماضي.
واستطاع المشروع إزالة اكثر من 92 ألف لغم ضد الافراد والدبابات من مجموع 136 ألف لغم زرعت في المنطقة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي حسب الاحصائيات والخرائط التي حصل عليها من الجيش.
ويعمل في المشروع حاليا 190 أردنيا، معظمهم من القرى المجاورة، حيث يحصلون على تأمين على الحياة وتأمين صحي واشتراك في الضمان الاجتماعي، إضافة الى الراتب وإتاحة الفرصة لمن يعملون في نزع الالغام للعمل في الخارج كمدربين عند انتهاء المشروع.
وقال نائب مدير عام اللجنة الوطنية محمد ابو دلو ان سبعة ملايين متر مربع من الأراضي منزوعة الالغام سيعاد استخدامها في الزراعة ورعي الماشية بسبب خصوبتها.
واوضح ان عدد الالغام التي زرعت على مدى عقود في الاردن بلغ 306 آلاف لغم ضد الافراد والدبابات.
وشكر ابو دلو الدعم الاوروبي لمشروع إزالة الالغام قائلا "ان الاتحاد قدم الدعم لمشروعين لإزالة الألغام احدهما في الشونة الشمالية الذي أدارته اللجنة الوطنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل ونفذه سلاح الهندسة الملكي.
واضاف ان هذا المشروع طهر مليونا ونصف مليون متر مربع من الأراضي الصالحة للزراعة لاستخدامها في الإنتاج والحد من خطر حوادث الألغام لسكان المنطقة الذين يزيد عددهم على خمسين الف شخص.
كما ساعد المشروع في وضع النسخة الأولى من المعايير الوطنية للأعمال المتعلقة بالألغام وتأسيس وحدة إدارة الجودة في اللجنة الوطنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل.
واكد انه بفضل نجاح هذا المشروع ازداد اهتمام وثقة الاتحاد الأوروبي والمانحين الآخرين في برنامج إزالة الألغام في الأردن.
من جانبها قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الأردن يؤانا فرونيتسكا ان الأثر الإيجابي لإزالة الألغام مهم لانه يزيل تهديدا دائما على الحياة والتنمية في المناطق المزروعة بالالغام.
واضافت ان الاتحاد الأوروبي دعم مشروعين لإزالة الألغام في الأردن لأن هذا يتماشى مع استراتيجيات الحكومة الأردنية وخططها لرفع مستوى معيشة الأردنيين، وتحقيق أهدافها التنموية ومن خلال تمويل إزالة الألغام في الأردن يساهم الاتحاد الأوروبي في هذه العملية.
وقال مدير جمعية المساعدات الشعبية النرويجية في الأردن مايكل بولد ان الاردن سيكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي تلبي التزاماتها بموجب اتفاقية اوتاوا للالغام ومن المحتمل ان يعلن الاردن خاليا من الالغام بحلول شهر ايار من العام المقبل .
وقال بولد ان تكاليف هذا البرنامج بلغت 18 مليون دولار حتى تاريخه وان المشروع ما يزال بحاجة لبضعة ملايين من الدولارات حتى نستطيع انهاء المشروع بنجاح.
وكانت الجمعية النرويجية أنجزت عام 2006 مسحا تقنيا للألغام الأرضية، وأجرت تقييما لآثارها على المجتمعات المحلية، وجمعت وسجلت بيانات عملياتية عن كل حقول الألغام.
وفي عام 2008 أنجزت الجمعية مشروع وادي عربة/ العقبة، حيث تمت إزالة أكثر من 52 ألف لغم من جميع حقول الألغام التي كانت موجودة بين البحر الميت والبحر الأحمر في ميناء العقبة. وفي نيسان 2008، بدأت بإزالة الألغام على الحدود الأردنية الشمالية مع سوريا، وهو المشروع الذي من شأنه أن يضمن وفاء الأردن تماما بالتزاماته المنقحة بموجب معاهدة حظر الألغام.
(بترا)