«خريجو الإعلام» أَولى

تم نشره الخميس 05 آب / أغسطس 2021 12:47 صباحاً
«خريجو الإعلام» أَولى
حسين الرواشدة

فرصة ثمينة جاءتنا على «طبق» التربية الإعلامية ‏التي تقرر إدراجها ضمن مناهج التدريس في مدارسنا (وجامعاتنا أيضا) لحل مشكلة المئات من خريجي الصحافة والإعلام العاطلين عن العمل، لكننا للأسف لم نلتقطها، بل وما زال بعض المسؤولين مصرين على إهدارها، مما يعني أننا سنخسر جودة التجربة مع وجود مدرسين متخصصين في هذا المجال، كما أننا سنخسر توظيف أبنائنا الذين ما زالوا ينتظرون في سوق البطالة أية فرصة للعمل.
‏أضم صوتي – بالطبع - إلى كل الذين طالبوا وزارة التربية والتعليم بفتح ما يلزم من «شواغر» لهؤلاء الخريجين، حتى وإن اعتمدت تدريب بعض المعلمين فيها لتدريس هذا المساق، يمكن هنا جدولة التعيينات لمدة ثلاث او خمس سنوات، بحيث نفتح «كوة» امل لمن يدرس الصحافة بالتوظيف معلما، بعد ان انسدت أمامه فرص العمل في المؤسسات الإعلامية.
‏فكرة التربية الإعلامية تبدو وجيهة، وهي تجربة جديدة أتمنى أن يتم التأسيس لها بشكل مدروس، وأن نتعلم من تجربة التربية الوطنية التي جرى تدريسها بشكل الزامي في جامعاتنا‏، واكتشفنا أننا أخطأنا أحيانا في تقديمها لطلابنا، لا على صعيد إعداد المنهاج المناسب، وإنما أيضا على صعيد من تولى تدريس هذه المادة، ومن قرر أن يحصرها في الإطار النظري، وهي أحوج ما تكون لمختبرات ميدانية تعمق قيمة الوطنية في أذهان طلبتنا.
‏قضية خريجي الصحافة والإعلام تذكرنا بواقع الصحافة والإعلام في بلدنا، وما طرأ على «المهنة» من تحولات واصابات، وعلى المؤسسات الصحفية من تهميش وتراجع في الاهتمام، كما تذكرنا بالدور الذي يجب أن تنهض به نقابة الصحفيين تجاه هؤلاء الخريجين، لا يجوز أبدا أن يُحرَم هؤلاء من الانتساب إلى نقاباتهم باي شكل، حتى لو تم تصنيفهم - قبل أن يكملوا شروط الانتساب - ‏كأعضاء غير عاملين مع ضمان حقوقهم المعنوية والمادية.
‏لدينا ست كليات وأقسام للإعلام والصحافة في جامعاتنا، كما ان لدينا معهدا للدراسات العليا (الماجستير) وهذه تشكل «بيوت» خبرة إعلامية يمكن الاستفادة منها، كما يفترض منها أن تدرس سوق العمل لخريجيها حين تقوم بتصميم مساقاتها التدريسية، وأن تؤهلهم بشكل عملي ومهني وأخلاقي للانخراط في مهنة الإعلام التي ندرك جميعا أنها تعاني من كثير من المشكلات والتحديات.
في موازاة «تربية» أبنائنا الطلبة في مجال الإعلام وتدريبهم على الوسائل والمناهج الصحيحة للتعامل مع ما يضخه من معلومات، وتوجيههم لتجنب الوقوع في «شباك» التضليل والاشاعات، ‏لا بد أيضا أن نسير في مسارين آخرين مهمين، الأول يتعلق بتحرير وسائل اعلامنا (والسوشال ميديا أيضا) من حالة الفوضى والإرتباك التي تعاني منها، ليس بالقوانين فقط، وإنما بإشاعة الوعي وتقديم النموذج الصالح والانفتاح على الناس، اما المسار الآخر فيتعلق بإيجاد قنوات مفتوحة بين الإعلام والمجتمع (الجامعة والمدرسة) وإناطة تدريس ما يتعلق بالإعلام بإعلاميين متخصصين، فدورة اعلامية او اكثر لا يمكن أن تؤهل معلما غير مختص بالإعلام لتدريس مادة «التربية الإعلامية» بحرفية واقتدار.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات