البخيت يؤكد اهمية المعلومة الاحصائية في رسم السياسة وصنع القرار

المدينة نيوز - اكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت أهمية المعلومة الإحصائية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، كونها أصبحت أداة اتصال وتواصل في العلاقات الدولية في عصر يتسم بهيمنة المعرفة وأدواتها المختلفة ومن ضمنها البيانات الإحصائية الدقيقة.
كما اكد رئيس الوزراء في كلمة افتتح بها صباح اليوم اعمال المنتدى الاحصائي العربي الخامس لتعزيز القدرات الاحصائية ايمان الحكومة الأردنية بأهمية الرقم الإحصائي في رسم السياسة وصنع القرار وتوزيع الموارد المادية والبشرية وتنظيم العلاقات بين الدول.
وقال رئيس الوزراء " ومن هذا الإيمان فقد جاء تأسيس دائرة الإحصاءات العامة الأردنية بعد ثلاث سنوات من استقلال الأردن، مما يشير إلى وعي لدى القيادة الهاشمية الحكيمة بأهمية الرقم الإحصائي كأساس للتنمية واتخاذ القرار السليم " .
كما شدد البخيت على ايمان الحكومة باستقلالية إنتاج الأرقام الإحصائية من قبل المتخصصين وهم الأجهزة الإحصائية للدول كونه يصب في مصلحة العملية التنموية الحقيقية لافتا الى ان العصر الذي نعيش فيه هو عصر الانفتاح والعولمة والتكامل بين دول العالم مما يتطلب الوثوق بالأرقام الإحصائية التي تنتجها الدول الأخرى لغايات العملية التنموية لبلدنا مؤكدا ترحيب الاردن لعقد هذا المنتدى للمرة الثانية في عمان.
وقال رئيس الوزراء انه وفي ظل التعاون المشترك بين جميع الدول من خلال التبادل المعرفي الذي يخدم الجوانب كافة وخاصة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في إطار العولمة التي نعيش فقد تعزز دور الإحصاءات في قياس درجة تقدم الدول بحيث أصبحت البيانات الإحصائية مرجعية للمخططين التنمويين في المجال الاقتصادي والاجتماعي لتوجيه الاستثمارات نحو منطقة ما أو ابتعادها عنها مثلما أصبحت المؤشرات الإحصائية المختلفة الأدوات الرئيسية التي يتم استخدامها لقياس التنمية البشرية وترتيب الدول استنادا إليها. ولفت رئيس الوزراء الى ان إعلان أهداف الألفية والمؤشرات المتعلقة بتلك الأهداف التي تمثل إطارا عالميا لقياس التقدم في المجالات المختلفة ساهم في ازدياد أهمية البيانات الإحصائية التي تقيس مؤشرات هذه الأهداف وتمكن من رصد تقدم الدول نحو تحقيقها حيث أصبحت المؤشرات المتعلقة بالفقر والتعليم والصحة الإنجابية وتمكين المرأة والمساواة بينها وبين الرجل والبيئة وإحصاءات استخدام تكنولوجيا المعلومات والشراكة الدولية على درجة من الأهمية كما أكد الحاجة إلى دعم القدرات الإحصائية سواء البشرية أو المالية لتعزيز العمل الإحصائي في هذه المجالات.
وقال أما على المستويات المحلية، فتعتبر البيانات الإحصائية الدقيقة والمكتملة والحديثة أدوات ضرورية للسياسات العامة وإعداد الخطط والبرامج واتخاذ القرارات لتحقيق التنمية المستدامة مثلما تمثل وسيلة على قدر كبير من الأهمية لاستقراء التغيرات المستقبلية والتنبؤ بالاحتياجات المختلفة بما تتضمنه من برامج مدروسة توجه إلى المجموعات التي تحتاجها دون هدر في الموارد المتاحة أو ضياع للوقت والجهد.
واكد البخيت ان الأهمية التي تحظى بها المعلومة كأساس للقرارات السليمة تستدعي أن تكون هذه المعلومة شفافة وواقعية وعلى درجة عالية من المصداقية والدقة، وهذا يؤكد أيضا على ضرورة أن تعمل الأجهزة الإحصائية بدرجة عالية من الشفافية والاستقلالية لضمان الاستخدام الأمثل للرقم الإحصائي وعدم تسييسه.
وقال انه تقع على عاتق العاملين في المجال الإحصائي سواء الرسمي أو الأكاديمي مهمة تطوير وتحديث الأنظمة الإحصائية، واستخدام منهجيات علمية واحدة، وكذلك إتباع تعاريف وتصانيف متفق عليها دوليا لتسهيل المقارنات الدولية مما يسهل التبادل المعرفي والاستفادة من الخبرات بين الدول كافة.
واعرب البخيت عن سعادته أن تكون الدول العربية قد خطت خطوات جادة نحو توحيد مفاهيم العمل الإحصائي والسعي لإيجاد إطار عربي مشترك لتفعيل الإحصاءات في كافة مجالات الحياة من خلال التعاون البناء بين الدول العربية لتحقيق التقدم المنشود في المجال الإحصائي العربي. وسعى العديد من هذه الدول لإيجاد إستراتيجية وطنية للإحصاء تهدف إلى تطوير واستدامة النظام الإحصائي ومأسسته، وتطوير البنية التحتية للعمل الإحصائي، وتطوير القدرات البشرية في هذا المجال ليكون الرقم الإحصائي أداة محاسبة ومراجعة للأداء وقياس التقدم نحو تحقيق أهداف العملية التنموية.
مدير عام دائرة الإحصاءات العامة الدكتور حيدر فريحات اكد في كلمة له ان المعلومة الاحصائية الحديثة والدقيقة والموضوعية اصبحت ركنا اساسيا من اركان المعرفة الانسانية، كما انها اداة ضرورة لاتخاذ القرارات الصحيحة والسليمة ورسم السياسات التنموية بانواعها كما انها مصدرا اساسيا لبناء الخطط والبرامج للقطاعات الحكومية والقطاع الخاص على حد سواء.
واضاف ان العملية الاحصائية تضم شقين اساسيين: الاول انتاج البيانات الاحصائية والاخر ايصال البيانات الاحصائية لمستخدميها، من هنا جاء انعقاد المنتدى ليعزز الشراكة بين عملية انتاج الرقم الاحصائي واستهلاكه.
واشار ان البيانات الاحصائية التي تعكس الواقع بجميع ابعاده تشكل الاساس الذي يرتكز عليه البناء التنموي بجميع جوانبه، والتي يمكن استخدامها للتنبؤ المستقبلي لاتجاهات الظواهر المحيطة بنا مما يؤدي إلى تفادي الازمات غير المتوقعة والتقليل قدر الامكان من الانعكاسات السلبية لها.
وزاد الدكتور فريحات ان تطوير النظام الاحصائي للدول العربية يعتبر ضمن الاولويات التي يجب تحقيقها وذلك للدور الذي يؤديه النظام الاحصائي في توفير البيانات والمعلومات المتكاملة من مصادرها المختلفة حول جميع الجوانب القابلة للقياس.
وشدد على ضرورة ايجاد نظام احصائي متكامل ينظم العملية الاحصائية في الاردن وفي الدول العربية ليواكب التطورات المحلية والاقليمية والدولية إذ ان العالم اليوم لا تعزله حدود او مسافات.
بدوره بين محمد الهيبة من "برو- باريس 21" ان انعقاد المنتدى الخامس يأتي بهدف متابعة مواصلة تنفيذ توصيات المنتديات السابقة لتعزيز الشراكة بين وسائل الاعلام واجهزة الاحصاء وجسر الهوة بين صانعي السياسات واجهزة الاحصاء لضمان استخدام فعال للبيانات الاحصائية في التخطيط وصناعة القرار.
واضاف ان المنتدى يسعى الى وضع الية لرفع الوعي الاحصائي لدى المجتمع من خلال قنوات للوصول الى طلبة المدارس وايجاد حوار بين منتجي الإحصاءات ومتخذي القرار، وتوفير الفرص للشركاء في تحديد طرق ووسائل دعم وترسيخ الانظمة الاحصائية وتحسين التنسيق بين عناصر النظام الاحصائي.
من جانبها قالت رئيس الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني علا عوض ان انعقاد المنتدى الخامس في العاصمة عمان يأتي استمرارا للسعي الدؤوب في تعزيز التعاون بين الانظمة العربية وتعميق الحوار المهني بين الدول العربية، اضافة الى تقوية اواصر التعاون مع المجتمع الاحصائي الدولي.
واشارت ان العمل الاحصائي في الدول العربية يشهد اهتماما متزايد خاصة في ظل المقاربة بين الرقم الاحصائي والبعد السياسي، الامر الذي يتطلب تمكينا اكبر لمهنية العمل الاحصائية واستقلاليته وقدرته على تلبية حاجات المستخدمين في الوقت الذي تتسارع فيه ثورة المعلومات وتتعدد المصادر التي تتداول البيانات والمعلومات.
وذكرت عوض ان المنتديات السابقة ركزت على الاستراتيجية الاحصائية الوطنية في الدول العربية، سواء من حيث اعداداها او تنفيذها او توفير التمويل اللازم لها، في حين يأتي منتدى العام الحالي لجسر الفجوة بين الاحصاء والاعلام وبين الاحصاء وصانعي السياسات وذلك لضمان استخدام فعال للبيانات الاحصائية في التخطيط وصناعة القرار.
وقال الإعلامي الفلسطيني فتحي البرقاوي ان العلاقة بين الإحصاء ووسائل الإعلام تكاملية يسهم فيها الإعلام بالترويج لأهمية الرقم الإحصائي لراسمي السياسات ومتخذي القرارات على مستوى الدول والحكومات.
وأكد في جلسة ترأستها الدكتورة مرال توتليان من لبنان، أهمية الاعلام الكبيرة في تنمية الوعي الإحصائي لدى المواطنين وضرورة التجاوب مع متطلبات الأجهزة الإحصائية وتسهيل عمل الإحصائيين والإدلاء بالبيانات الصحيحة لهم. ودعا إلى تأهيل الإعلاميين في مجال التعامل مع البيانات الإحصائية من خلال وضع برامج تدريبية تؤهلهم للتعامل الأفضل مع الرقم الإحصائي وزيادة قدرتهم على فهم دلالات الرقم الإحصائي وتبسيطها لجمهور المواطنين.
واستعرضت رئيسة التعاون الإحصائي مع دول المتوسط في اليوروستات روز ميري مونتغمري المشكلات التي تواجه نشر البيانات الإحصائية في وسائل الإعلام والمتمثلة بضعف قدرة الإعلاميين على التعامل مع الأرقام الإحصائية وتبسيطها للمتابعين من عامة الناس.
واشارت الى اهمية تواصل الأجهزة الإحصائية مع وسائل الإعلام والتأكد من انهم قادرون على فهم الرسائل الإحصائية ليتمكنوا من نقلها للجمهور بدقة ووضوح.
ودعت الى تعاون الأجهزة الإحصائية مع الإعلاميين وتزويدهم بالمعلومات التي يطلبونها وان تلتزم بالإعلان عن مواعيد نشر البيانات الإحصائية حسب أجندة النشر المتبعة من الجهاز الإحصائي.
وقدم رئيس وحدة الإعلام في وزارة التخطيط العراقية عبد الزهرة وحيد عرضا حول الإجراءات الإعلامية التي اتخذتها الوزارة وجهاز الإحصاء في العراق عند تنفيذ تعداد السكان والمساكن أخيرا.
وبين أهمية توظيف وسائل الإعلام والأنشطة الدرامية والغنائية في خدمة الأهداف الإحصائية وعدم الاكتفاء بوسائل الإعلام التقليدية.( بترا )