مغارة برقش مهددة بالزوال بفعل اهمال رسمي

تم نشره الثلاثاء 05 تمّوز / يوليو 2011 03:48 مساءً
مغارة برقش مهددة بالزوال بفعل اهمال رسمي

المدينة نيوز- حفر الاهمال عميقا في جسد مغارة برقش، فعاث بها العبث خرابا وتدميرا، وسط غياب اي حراسة رسمية للموقع الذي يجمع الخبراء انه يضاهي في ميزاته مغارة جعيتا في لبنان.

فلم يشفع لمغارة برقش التي تعرف بذات الصواعد والنوازل الكلسية الوردية اللون، جماليتها الاستثنائية من ان تصبح في غفلة من الاهتمام موقعا للنهب والتكسير على يد متاجرين باجزاء من اوابد تاريخية يبدو وضعها محزنا لشدة ما لحق بها من خراب .

على مرمى حجر من دير ابي سعيد تقيم مغارة برقش اقامة ابدية في جمال يخلب اللب لتنوعه وثرائه الذي اعمل به عابثون يجهلون قيمته الحضارية ومعالمه التي تشكلت من ترسبات كلسية عبر ملايين السنين، حسب خبراء في الجيولوجيا والبيئة.

ويسعى العابثون الى انتزاع قطع كلسية جميلة ونادرة من تجاويف ودهاليز المغارة لبيعها غير آبهين بكل ما يترتب على هذا الفعل الذي يمكن ان يشكل جريمة بحق موقع اثري يعاقب عليه القانون.

منذ اكثر من خمس سنوات اجرت وزارة السياحة والاثار دراسة على مغارة برقش التي تشغل مساحة نحو اربعة الاف متر مربع، واوصت بتوسعة مدخلها وزيادة الاهتمام بنوازل المغارة وصواعدها التي تتعرض للتكسير الذي يتهددها بالزوال.

ولحظة ان يدلف الزائر الى المغارة التي اكتشفت العام 1995 تشده اشكال الصواعد والنوازل البديعة المنتشرة في دهاليزها، فيمضي في اكتشاف معالمها الاسرة ، وتكويناتها البديعة التي تستدعي معرفتها استخدام انارة تبدد ظلمة المكان.

خبير هندسة البيئة والتراث الطبيعي في الجامعة الهاشمية الدكتور احمد ملاعبة والباحث البيئي احمد الشريدة اجريا دراسات ميدانية وعملية على المغارة وحذرا من استمرار اعمال العبث والتكسير الذي تتعرض له صواعدها ونوازلها، ما يهدد بزوال تلك المكونات الطبيعية.

ودعا ملاعبة الى الإسراع في استثمار المغارة التي تعاني منذ اكتشافها من العبث والدمار ، داعيا الى إقامة مجمع سياحي بالقرب من المغارة، وقال ان نتائج دراسات الجدوى الاقتصادية وتقييم الأثر البيئي للمغارة بينت الآثار الايجابية لاستثمار موقعها وإقامة مجمع سياحي فيها وذلك بعد إعادة تأهيلها من الداخل بتحديد مسارات آمنة يمكن للزائر سلوكها والتمتع بالجماليات الطبيعية على جوانبها.

واضاف ان سعة المغارة التي تصل الى اربعة دونمات تتيح اقامة صناعة منتج سياحي جديد في المملكة،وفقا للانماط العالمية في اسثمار المغارات الطبيعية المماثلة. وبين ان المغارة تشكل مجالا واسعا لتطور السياحة العلاجية (المنتجعات الطبية) في الأردن اذ أثبتت الدراسة والتجربة أن المكوث في مثل هذه المغارات لساعات ولفترات متكررة له فوائده الصحية وعلاجية ويساعد في علاج العديد من الأمراض مثل الربو والصداع المزمن والارق.

وطالب الملاعبة بتحسين ظروف استخدامات المغارة بما يتلاءم مع الشروط الصحية وبطريقة علمية وتهيئة الظروف المناسبة لايجاد فرص استثمارية جديدة لقيام محمية سياحية متكاملة وفقا لمواصفات حديثة ومعايير دولية تلبي حاجة الطلب المتزايد على السياحة البيئية.

وأوضحت دراسة اجراها الملاعبة ماخيرا في جامعة دارم شتات الألمانية أن هناك ضرورة لاستكمال الدراسات العلمية الأولية لمواقع المغارة للتأكد من وجود كهوف اخرى في المنطقة في المستويات السفلية أو المجاورة لها،داعيا الى دراسة مياه الينابيع الموجودة في المغارة لتحديد الخصائص الطبيعية ونوعية تركيب العناصر الكيميائية والفيزيائية للمياه لتحديد مؤشرات إضافية لفوائدها العلاجية‏.‏ وبين الباحث البيئي أحمد الشريدة اهمية ازالة الانقاض من داخل تجاويف المغارة وعمل ممرات امنة للزوار تمنكهم من التجول بسهولة فيها، موضحا أن المنطقة تضم مثلثا بيئيا يتمثل في غابات برقش والمحمية والمغارة، اصافة الى قيمة آثارية عالية حيث تنتشر حول المغارة معاصر العنب القديمة والمستوطنات السكانية العائدة للفترة البرونزية والرومانية والإسلامية.

وفي السياق ذاته طالب النائب عماد بني يونس الجهات المعنية باستثمار المغارة وحمايتها من العبث الذي تتعرض له منذ سنوات وقال ان وعود وتعاطف وزارة السياحة مع كنز طبيعي لا يكفي.

كما طالب بتوفير الحراسة على المغارة بداية، ثم تحويل ملكية موقع المغارة الى وزارة السياحة بدلا من وزارة الزراعة باعتبار موقعها داخل الاراضي الحرجية مشددا على اهمية تفرد المغارة بصواعد ونوازل كلسية ووجود نبع للمياه العذبة بداخلها وكذلك اهمية احتضان طبيعة خلابة وجاذبة للسياحة لموقعها .

امين عام وزارة السياحة والاثارعيسى قموه اكد اهتمام الوزارة بمعالم اللواء السياحية والاثرية ومنها المغارة وقال ان الوزارة ادرجت موقع المغارة على مشروعات العام المقبل من خلال مشروعات المسارات السياحية التي تضم بالاضافة الى مسار برقش مسار اليرموك، الذي يبدأ بمنطقة الحصن ويمتد حتى موقع معركة اليرموك مرورا بوسط اربد التراثي.

وقال ان مشروع مسار برقش السياحي يشمل مغارة برقش الجيولوجية التي سيتم تطويرها وتهيئتها لاستقبال السياح بتمكينهم من الدخول اليها ومشاهدة مكوناتها الطبيعية بطريقة سياحية، فضلا عن انشاء مطل ومرافق خدماتية تضم مقاعد جلوس ومرافق صحية .

واكد اهمية توفر البنى التحتية لهذا المشروع من مياه وكهرباء وقبل ذلك ان تكون ملكية المغارة للوزارة بدلا من وزارة الزراعة مشيرا الى اتصالات الوزارة مع وزارة الزراعة لهذه الغاية.

ولفت قموه الى عزم الوزارة اتخاذ كل ما امكن من اجراءات وبالتنسيق مع الحاكمية الادارية والجهات ذات العلاقة لتعزيز اجراءات الحماية ووقف التعديات وتوفير الرقابة من خلال الشرطة السياحية ومراقبي الحراج وبلدية المنطقة.

واكد قموه ان اسثمار المغارة بالشكل الذي يتناسب واهميتها يتطلب تضافر جهود اخرى مع الوزارة من الجهات ذات العلاقة لافتا الى اهمية تعاون الحاكمية الادارية ووزارة الاشغال العامة التي استملكت مسارا لطريق المغارة سيتم رصفه واعداده بطريقة سياحية وصديقة للبيئة.

واشار الى ان الوزارة وضمن اهتمامها بتسويق برقش بدأت ومنذ فترة بتنظيم رحلات سياحية، بالتعاون مع مكاتب سياحية محلية للغابات ولمعالم اخرى هناك منها كهف السيد المسيح .

وقال قموه ان مسار برقش السياحي يشمل بالاضافة الى مغارة برقش كهف السيد المسيح عليه السلام وكنيسة صير في بيت ايدس ومحمية الغزلان والطيور وطبقة فحل حيث ستقوم الوزارة بتطوير جميع المناطق المذكورة من النواحي السياحية وتاهيلها لاستقبال الافواج السياحية متصرف لواء الكورة موفق الشبول اشار الى استمرار اجراءات استمكال تنفيذ طريق للمشاة السياح من الوصول الى المغارة وبما يكفل عدم ازالة الاشجار المتعارضة مع مسار الطريق الذي استملكت مساره الاشغال العامة وفتحت جزءا منه من خلال اللجوء الى تقليم الاشجار بدلا من ازالتها، وكذلك عمل موقف لمركبات الزوار مع مرافق صحية بسيطة لخدمة الزوار واكد الشبول اهمية اتباع الاسلوب العلمي والاستعانة بخبراء في الجيولوجيا والمغارات عند التعامل مع مكونات المغارة من الداخل؛ لتلافي حدوث أي تاثيرات على نوازل المغارة لافتا الى متابعات جارية مع وزارة السياحة لرصف الطريق وتشكيل لجنة تحدد اولويات العمل داخل المغارة في المرحلة المقبلة، بحيث يتم استثمارها سياحيا بشكل جيد ويوفر فرص عمل لابناء المنطقة . (بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات