بوتين مشكلة سوريا وأفغانستان الأساسية

تم نشره الخميس 16 أيلول / سبتمبر 2021 12:54 صباحاً
بوتين مشكلة سوريا وأفغانستان الأساسية
حازم عياد

غياب بوتين عن مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون في طاجيكستان يوم الجمعة القادم الموافق 17 سبتمبر/أيلول الحالي؛ مفاجئ وغير متوقع؛ إذ إنها القمة الأولى لدول وسط آسيا العضو في المنظمة بعد الانسحاب الامريكي من أفغانستان، ما يجعل من غياب بوتين كابحاً قوياً يبطئ جهود إقرار استراتيجية آسيوية مشتركة للتعامل مع الملف الأفغاني؛ تضم الصين وباكستان وإيران، إلى جانب طاجيكستان وكازخستان وقرغزيستان، لصالح استراتيجية امريكية لم تكتمل صياغتها، وأخرى صينية لم تنضج بعد.
لا يقتصر الأمر عند أفغانستان، فغياب بوتين سيلقي بظلاله أيضا على الملف السوري الذي كان ينتظر لقاءً مرتقباً يجمع بوتين بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في دوشنبه عاصمة طاجيكستان؛ فالملف السوري شهد تطورات مهمة خلال الاسابيع القليلة الماضية، تحولت فيه موسكو إلى محط اهتمام دول الجوار السوري، ومن ضمنها العراق والاردن والكيان الاسرائيلي.
فبعد مرور أقل من شهر على لقاء الملك عبدالله الثاني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهاية آب/اغسطس الماضي في موسكو، وأقل من أسبوع على لقاء يائير لابيد وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، بوزير الخارجية الروسي لافروف في التاسع من سبتمبر/أيلول الحالي؛ جاء لقاء بشار الاسد بالرئيس الروسي بوتين كإجراء يستكمل الحراك السياسي والدبلوماسي في الإقليم، حراك سار بالتوازي مع نشاط عسكري في درعا للوصول إلى صيغة تحد من التصعيد والمواجهات لصالح فتح الباب لنشاط اقتصادي واستقرار أمني من الممكن أن يقود إلى التخفف من بعض القيود الاقتصادية والأمنية والسياسية المفروضة على النظام السوري.
بوتين الذي أشاد بالرئيس السوري وبنتائج الانتخابات أثناء لقائه في موسكو مساء أمس الاثنين؛ أكد على تحسن الوضع الإنساني في سوريا وسيطرة النظام السوري على 90 بالمئة من الأراضي السورية، وعاد ونبه إلى مشكلة أشغلت الدبلوماسية الروسية على مدى الاسابيع الثلاث الماضية، متمثلة بالوجود غير الشرعي لبعض الدول في سوريا؛ بقوله للرئيس السوري إن "المشكلة الرئيسية، في رأيي، تكمن في أن القوات الأجنبية موجودة في مناطق معينة من البلاد دون قرار من الأمم المتحدة، ودون إذن منكم، وهو ما يتعارض بشكل واضح مع القانون الدولي، ويمنعكم من بذل أقصى الجهود لتعزيز وحدة البلاد، ومن أجل المضي قدماً في طريق إعادة إعمارها بوتيرة كان من الممكن تحقيقها لو كانت أراضي البلاد بأكملها تحت سيطرة الحكومة الشرعية".
وجود أجنبي لم يحدد بوتين أطرافه بدقة، فالوجود التركي تم تنظيمه وفق اتفاقات تضم روسيا والنظام السوري في استانا وسوتشي، أما الوجود الأمريكي فهو محل تفاوض روسي أمريكي ظهرت إرهاصاته القوية في قمة جنيف بداية العام الحالي بين بوتين وبايدن، في حين أن الوجود الإيراني إلى جانب المليشيات العراقية واللبنانية جاء بالتنسيق مع النظام السوري الذي قابله خروقات وانتهاكات اسرائيلية للسيادة السورية عبر الغارات الجوية والصاروخية والعمليات الخاصة غير المعلنة، لكن بعلم مسبق من القوات الروسية على الارض.
الأسد علق على ما قاله الرئيس الروسي من زاوية مختلفة بالإشارة إلى أن بعض الدول تعيق الوصول إلى حل، وتلعب دورا سلبيا بدعم الجماعات الإرهابية بحسب زعمه، وهو يشير إلى أمريكا وتركيا والكيان الإسرائيلي، في حين أن بوتين أراد إيصال رسالة مختلفة بالإشارة إلى إيران دون ذكرها، إذ وقعت في لب النشاط الدبلوماسي الكثيف تجاه موسكو خلال الأسابيع الثلاث الماضية، وضم الأردن والكيان الاسرائيلي.
ختاماً.. الجهود الدبلوماسية لم يكتب لها المضي قدماً بعد اعتذار بوتين للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي تشارك بلاده في المؤتمر كعضو مراقب لمناقشة ملف الانسحاب الامريكي من أفغانستان، فبوتين أدخل نفسه في عزل صحي بعد لقائه الأسد بساعات، تاركاً الساحة فارغة إلى حين التعرف على مواقف الشريك الدولي في واشنطن. فروسيا تعد أوراقها لمساومة جديدة مع واشنطن تشمل سوريا وجوارها وأفغانستان ومحيطها الواسع، وبويتن يقدم نفسه باعتباره المشكلة والحل في الآن ذاته.

السبيل 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات