قوات الأمن طوقته.. نواب تونسيون يعدلون عن التوجه للبرلمان بسبب "التجييش" والمرزوقي يدعو لعودته
المدينة نيوز :- عدل نواب تونسيون عن التوجه إلى البرلمان -اليوم الجمعة- لاستئناف أعماله المعلقة منذ أكثر من شهرين بموجب الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد، في حين دعا الرئيس السابق منصف المرزوقي إلى استئناف نشاط المؤسسة التشريعية.
فقد قال النائب عياشي زمّال إن النواب المطالبين باستئناف العمل النيابي، وهم نحو 90 نائبا، قرروا إرجاء توجههم إلى مقر البرلمان بسبب التجييش ضدهم.
ونقلت مواقع تونسية عن زمّال قوله إنه بعد نقاش مع زملائه الموقعين على عريضة تطالب باستئناف عمل البرلمان، تم الاتفاق على إرجاء العودة إلى الأسبوع المقبل.
وأظهرت مقاطع مصورة وصول عدد من النواب إلى محيط البرلمان سعيا لاستئناف نشاطهم بعد العطلة البرلمانية. وقال النائبان عن حركة النهضة محمد القوماني وعماد الخميري إنه تم تكليف مساعد قانوني (منفذ) بمعاينة منعهم من الدخول إلى مبنى المؤسسة التشريعية.
كما أظهرت المقاطع عددا ممن وصفوا بأنصار الرئيس قيس سعيد وهم يرددون هتافات مناهضة لنواب البرلمان.
إجراءات أمنية
يأتي ذلك بينما أغلقت قوات الأمن التونسية جميع المنافذ المؤدية إلى مقر البرلمان في ساحة "باردو"، ومنعت حركة المارة أمام أبوابه، على خلفية دعوة أطلقها نواب في البرلمان لاستئناف أعمال مجلس النواب.
وقد بثت وسائل إعلام تونسية مقاطع مصورة تظهر إغلاق قوات الأمن الشارع المؤدي إلى بوابة مجلس النواب (المخصصة لدخول أعضاء البرلمان) بحواجز حديدية.
وكان نحو 90 نائبا قد وقعوا على بيان رفضوا فيه الإجراءات الرئاسية، خصوصا ما تعلق منها بوقف عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وقطع رواتبهم، معتبرين أنها إجراءات غير دستورية وغير شرعية.
وفي 22 سبتمبر/أيلول الماضي، وبعد نحو شهرين من تعليق أعمال البرلمان وحل الحكومة، أصدر الرئيس التونسي إجراءات استثنائية جديدة، تضمنت استمرار تعليق أعمال البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإيقاف مِنَحِهم المالية.
وقد منحت هذه الإجراءات رئيس الجمهورية كل السلطات التشريعية والتنفيذية دون أي إمكانية للطعن فيها أمام القضاء.
امتحان للديمقراطية
في السياق، دعا الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي إلى عودة البرلمان التونسي للعمل، بعد توافق عدد من النواب على استئناف عملهم التشريعي اليوم.
ورأى المرزوقي أن عودة البرلمان امتحان للمؤمنين بالديمقراطية من النواب الذين عليهم تحمل المسؤولية في مواجهة الانقلاب.
وأضاف المرزوقي أن البرلمان يجب أن يعود بغضّ النظر عن كل العيوب والمآخذ على أدائه والموقف من رئيسه.
واتسعت دائرة رفض القوى السياسية لاستحواذ سعيّد على السلطات التنفيذية والتشريعية، كما تتصاعد الضغوط الغربية على الرئيس التونسي للعودة إلى المسار الديمقراطي، بما في ذلك عودة البرلمان إلى سالف عمله.
وحذرت حركة النهضة أمس سعيد من أن استمراره في العمل خارج الدستور سيفاقم أزمات البلاد، ويأتي ذلك عقب تعيينه نجلاء بودن لتشكيل حكومة بمقتضى الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها سابقا.
محاربة الفساد
من جهته، دعا الرئيس سعيّد القضاء إلى تحمل مسؤوليته في محاربة الفساد، وقال أمس أثناء تسلمه تقريرا بشأن الرقابة على التصرف الإداري والمالي للهيئة العليا المستقلة للانتخابات إن بعض من يدّعون محاربة الفساد متورطون فيه.
وأعلن سعيد في نفس الوقت أنه لن يرضخ للابتزاز فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة.
في السياق، أشاد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي بتعيين نجلاء بودن رئيسة للحكومة، معتبرا الأمر رسالة مهمة للخارج قبل الداخل.
وأشار الطبوبي إلى أنه لا يمكن لهذا التعيين أن يصبح محل مزايدات أو نفاق، لأن الأهم هو الصورة التي ستترسخ حول بودن، وما ستتركه من أثر إيجابي.
ودعا القيادي النقابي إلى ضرورة الوعي بالوضع الراهن الذي يتطلب احترام النظام الجمهوري، وإرساء المحكمة الدستورية، وألا تكون لأيٍّ كان اليد المطلقة، وفق تعبيره.
المصدر : الجزيرة + وكالة سند + وكالات
