متخصصون يدعون الى إعطاء السياحة الاولوية في الخطط التنموية
المدينة نيوز- دعا متخصصون الحكومة الى اعتبار السياحة ذات اولوية في برامجها التنموية والاقتصادية والنظر اليها كصناعة تعود بالفائدة على الدخل القومي وربطها بالجوانب الثقافية لمدلولاتها التاريخية والتراثية.
واكدوا خلال ندوة حول السياحة في الاردن ادارها رئيس القسم الثقافي الزميل حازم الخالدي وجود كنوز تاريخية وتراثية في الاردن غير مستغلة حتى الان بالشكل الصحيح، يمكن من خلالها تقديم صورة جمالية عن التنوع الثقافي في المملكة، مشيرين الى ضرورة استغلالها ضمن برامج توعوية عصرية وتشجيع دخول المرأة في العمل السياحي.
واعتبر الفنان نبيل صوالحة خلال الندوة ان المكان السياحي في المملكة غير مستغل بالشكل الامثل من وجهة نظر الكثيرين ومنهم مخرجون عالميون زاروا المملكة اكدوا ان المكان في الاردن يشكل كنزا ومتحفا مفتوحا، مشيرين الى ان نسبة استغلال هذه الاماكن لا تتجاوز 2 بالمئة.
وطالب صوالحة بإعادة إحياء مشروع الصوت والضوء الذي روج للاردن سياحيا، معتبرا ان تعاقب الوزراء أفشل المشروع كما افشل برامج سياحية وثقافية عديدة.
وقال :ان كل المدن الاردنية بلا استثناء بحاجة الى مثل هذا المشروع، مؤكدا ان التمويل الدولي موجود ولكن وزارة السياحة لا تتحرك بهذا الاتجاه.
واشار الى مدينتي البتراء والعقبة اللتين تحتاجان الى تكثيف البرامج السياحية والثقافية، مؤكدا ان تقديم صورة الثقافة الحية سمة من سمات الدول الحضارية.
واتفقت مدير مركز الفنون الادائية التابعة لمركز مؤسسة الملك حسين لينا التل مع ما ذهب اليه صوالحة وقالت ان الاردن متحف كبير، مشيرة الى ان الجهود التي تقدمها وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة لتنشيط السياحة الدينية والترويج لمدينة البترا كبيرة جدا، لكنها اكدت ان منطقة وداي رم تحتاج الى ترويج اكبر كموقع سياحي ثقافي متميز.
وقالت ان هناك جهودا للترويج للسياحة الثقافية لكن الوسائل قديمة وغير عصرية ولا تتماشى مع العقلية الجديدة للشباب والشابات عربيا وعالميا ولذلك فهي بحاجة الى رؤية شبابية وتحديث وتطوير.
واشارت الى ان الاردن يحتاج لمشروعات داخلية تجذب السائح حتى يقضي وقتا اطول لمعرفة الاردن مطالبة بتفعيل جهود الفرق السياحية ليتكامل مع الجهد المؤسسي.
ودعت الى تأهيل فرق تحمل اسماء كل المدن الاردنية خاصة انها ترتبط بالفنون الشعبية لكل منطقة وذلك لتعريف الزائر بالاردن سياحيا وتراثيا، مؤكدة اهمية التخطيط والتشارك بين وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة وغيرها من المؤسسات لدعم الثقافة والنهوض بالسياحة الثقافية.
واكد رئيس قسم الادارة السياحة في جامعة الشرق الأوسط إبراهيم بظاظو ان السياحة الاردنية قاطرة الاقتصاد الوطني خاصة ان القرن الحالي قرن السياحة وتكنولوجيا المعلومات، معتبرا ان السياحة اصبحت صناعة تحتاج للتطوير والتأهيل كونها تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني.
وقال ان السياحة تعاني من نقص في الايدي العاملة، لافتا الى ان الاردن يمتاز بتنوع المقومات السياحية الجغرافية والتاريخية والطبيعية وتوافر المواقع الأثرية والأماكن الدينية والصحارى والمياه، مشيرا الى ان هذا التنوع يشمل كذلك السياحة الثقافية والعلاجية والاستشفائية والسياحة الدينية والرياضية والترفيهية.
وبين ان اختيار مدينة البترا كثاني عجائب الدنيا السبع يتطلب اعدادا متزايدة من الشباب الأردنيين للعمل في القطاع السياحي والفندقي لا سيما ان الاردن مليء بالكفاءات الوطنية المؤهلة علميا وعمليا.
واشار الى ان نسبة الأيدي العاملة الأجنبية في القطاع السياحي الأردني تبلغ 60 بالمئة من إجمالي قوة العمل، ما يستدعي بذل جهود إضافية لإعداد القوى العاملة الأردنية إعدادا مهنيا ومهاريا كفوءا للمساهمة في تنفيذ خطط التنمية وترشيد الأيدي العاملة الوافدة.
وقال بظاظو ان صناعة السياحة أصبحت اليوم احد الأنشطة الاقتصادية الرئيسة ورافداً من روافد الدخل القومي، داعيا الى سياحة جادة تقوم على أسس مدروسة وقواعد مهنية متعارف عليها تراعي القيم والتقاليد الأردنية الأصيلة والهوية الثقافية والعقائد لشعوب المنطقة.
واضاف ان نمو وعي المرأة الأردنية بأهمية السياحة ينعكس إيجابا على أولوياتنا العامة ويضاعف المردود المعنوي والمادي للسياحة، مشيرا الى ان تشجيع عمل المرأة في هذا القطاع يدفع باتجاه نمو الاقتصاد الوطني وتنمية الموارد القومية والبشرية ما يتطلب إزالة ومعالجة بعض الترسبات الذهنية السلبية السائدة في مجتمعاتنا والتي تعرقل انطلاقة المرأة في تنمية السياحة. واوضح ان الاردن صنف بالمرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من قبل خبراء البنك الدولي فضلاً عن اعتباره من أفضل خمس دول في العالم في استقطاب السياحة العلاجية، كما تشير الإحصاءات إلى زيادة النمو في السياحة العلاجية بنسبة 5 بالمئة عام 2011 مقارنة مع عام 2010 حيث استقطبت المستشفيات والمراكز والعيادات الخاصة أكثر من 200 ألف مريض رافقهم ما يزيد على 300 ألف شخص.
من جهته طالب عميد معهد الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب بتفعيل الاعلام المحلي والاهتمام بالسياحة الثقافية بأنواعها لأنها محصلة لكافة محطات الحياة، وتجسيد حقيقي لمختلف انواع السياحة الاردنية، مشددا على اهمية ربط دائرة الاثار بوزارة الثقافة.
وقال ان الاكتشافات السياحية في الاردن كثيرة جدا من وادي الاردن الى الجنوب وحتى المرتفعات فمنطقة البادية حيث يوجد في كل تلك المناطق ارث متميز وهناك مواقع سياحية نادرة مثل اقدم شارع بالعالم في منطقة عين غزال، لافتا الى ان عالمة بريطانية كشفت عن وجود منزل في معان يعود الى ما قبل 8 آلاف سنة يتألف من 3 طوابق ، واحد للخزين الارضي والطابق الاول للمعيشة والثالث للنوم، كما لدينا في الاردن اقدم كنيسة في العالم في العقبة اكتشفها العالم عبد القادر الحصان.
وقال ان مقامات الصحابة والشهداء في الاردن هي كنوز غير مستغلة، مبينا ان اقدم مسجد في العالم موجود في الاردن على طريق المطار في القسطل، واول محاولة لرسم قبة سماوية موجودة في قصير عمرة، وهناك الطريق المسيحي بين مادبا والقدس والمغطس.
واضاف اننا اكتشفنا اخيرا ضيعة ابو سفيان في منطقة وداي شعيب، واكتشافات اثرية في الزرقاء مثل خربة الودعة التي تحتوي على ارضيات فسيفسائية ملونة تعود الى فترة العصر الحجري الحديث والبرونزي والهلنستي والبيزنطي، وكذلك خربة خو، وقصر الحلابات، وخربة مكحول، وقصر عميرة، وخربة حديد (حي جناعة)، وقصر شبيب.
واكد مدير الهيئات الثقافية بوزارة الثقافة غسان طنش ان الاردن متعدد البيئات مثل بيئة الجبل والصحراء والغور.
واشار الى انجاز دراسة عن المهرجانات في الاردن تبين وجود 30 مهرجانا منذ عام 2005 حتى الآن منها ما انتظم ومنها انقطع عدة سنوات وسيعود، مطالبا بدراسة حال المهرجانات التي ارتبطت بالمكان الأثري مثل مهرجان جرش، والازرق وشبيب الذي أخذ اسمه من قصر شبيب ولم ينفذ، لافتا الى ان النية تتجه لعقد مهرجان التفاح بمناسبة اعلان معان مدينة للثقافة الاردنية لهذا العام .
ودعا الى اقامة مهرجان يليق بمدينة البترا، مبينا ان الكثير من الاقتراحات بهذا الشأن قدمت لنا من المجتمع المحلي ولكننا لا نستطيع ان نقيم مهرجانا يحمل اسم البترا إن لم يكن عالميا وبمستوى راق يليق بها، مشيرا الى ان هناك مهرجانات عمرها 20 عاما لا تحقق ربحا وهذه مشكلة يجب بحثها، كما ان مهرجانات تكرر نفسها دون تطوير او هوية خاصة بها ولذلك فكرنا بمهرجان البرتقال والتفاح وتسليمه للمجمتع المحلي.
وقال ان الاعلام الثقافي مقتصر على الادب والنقد الفني ولا يوجد اعلام يستطيع ان يصنع نجما اردنيا ولا يوجد اهمية للفعل الثقافي، مطالبا بتحويل المهرجانات التي يزيد عمرها على 5 سنوات لمؤسسات لها استقلاليتها. (بترا)
