مرحلة مفصلية تحتاج الجميع

تم نشره الإثنين 04 تشرين الأوّل / أكتوبر 2021 12:36 صباحاً
مرحلة مفصلية تحتاج الجميع
عمر عليمات

بعيداً عن نظرية العربة والحصان وأيهما يتقدم على الآخر، فإن أي إصلاح في مفهومه العام يشكل أمراً إيجابياً يُبنى عليه، ويدعو للتفاؤل تجاه المرحلة المقبلة بغض النظر عن جدلية هل الإصلاح السياسي يتقدم على الإصلاح البنيوي المتعلق بالمجتمع والتعليم والقوانين الناظمة للعلاقة بين الفرد والدولة، أم كل ما سبق يجب أن يتقدم ليؤسس للإصلاح السياسي؟.
حديث جلالة الملك يوم أمس حديث واضح لامس طموحات الشعب الأردني، وتطلعاته نحو حياة سياسية فاعلة ومنتجة في المشهد العام، وتنعكس على كافة أوجه العمل الأخرى، والكرة اليوم في ملعب الحكومة، إذ إن إقرار أي تشريعات تتعلق بالأحزاب والحياة السياسية والعمل النيابي لا يمكن لها أن تؤدي المأمول منها دون وجود أنظمة وتوجه حكومي داعم لها للوصول إلى النتائج التي يأمل الجميع تحقيقها.
تعزيز الثقافة الحزبية والسياسية بحاجة إلى العديد من الإجراءات لتغيير الذهنية السلبية تجاه الأحزاب وهي ذهنية متجذرة لدى شريحة واسعة من المجتمع، باعتبار العمل الحزبي «حجر عثرة « أمام الباحثين عن العمل في القطاع العام أو الطلبة الساعين للحصول على منح دراسية، وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى حيادية حزبية لاجتياز متطلبات الكثير من الأمور.
الأحزاب السياسية الفاعلة والمؤثرة بحاجة إلى جمهور مؤمن ببرامجها ونظرياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا الجمهور لا يمكن الوصول إليه بلا توجه واضح لترسيخ صورة ذهنية إيجابية لدى المجتمع حول العمل الحزبي، باعتباره رافعة من روافع العمل العام، وأسلوب حضاري للتعبير عن الآراء دون إسفاف أو ابتذال، بحيث لا تتحول الأحزاب إلى «كوته» برلمانية جديدة تضاف إلى ما هو موجود سابقاً.
وعلى الطرف الآخر فإن الأحزاب عليها مسؤولية لا تقل أهمية عن الدور الحكومي فدورها يتجلى في إقناع الناس ببرامج وآليات عمل منطقية وقابلة للتنفيذ، وعدم الاكتفاء بالتنظير والمناكفة دون تقديم ما يلامس تطلعاتهم ويضع الحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤرق المجتمع بمختلف أطيافه.
في عالمنا العربي لدينا تجارب حزبية كثيرة لم تستطع النفاذ إلى الشارع بشكل فعلي كونها تخاطب نفسها وتعمل للظهور بمظهر الحزب المدافع عن المجتمع فيما هي تراوح في منطقة «النخبوية التنظيرية»، وهذه التجارب فشلت بشكل واضح، فالهدف ليس إنشاء أحزاب بل التأسيس لحياة حزبية قادرة على المساهمة في التنمية والمشاركة في رفد الدولة باستراتيجيات عمل بعيداً عن النظرة الضيقة التي تختصر الأمر بالسعي نحو الجلوس في مقاعد الحكومة.
المرحلة الحالية مرحلة مهمة في التاريخ السياسي الأردني ورأس الدولة هو الضامن لعملية الإصلاح ولمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والدور الآن على الحكومة والأحزاب معاً، فالأولى عليها توفير الضمانات الإجرائية التي تشجع الناس على المشاركة الحزبية الفاعلة، فيما على الأحزاب تقديم ما يقنع المجتمع بأن منتجها قابل للتطبيق وليس مجرد شعارات ونظريات تخدم صورة الحزب ورموزه دون أي مخرجات تخدم المصلحة العليا للدولة.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات