الاردن يؤكد ان قضية اللاجئين الفلسطينيين في صلب اولوياته السياسية

المدينة نيوز - اكد الاردن اليوم الاحد ان قضية اللاجئين الفلسطينيين في صلب اولوياته السياسية العليا، وان اي حل للقضية الفلسطينية لا يمكن اللاجئين من حقهم بالعودة والتعويض، لن يسهم ابدا في ارساء الاستقرار والسلام في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة القاها مدير شؤون المخيمات والمستشار القانوني في دائرة الشؤون الفلسطينية جمال العقرباوي ممثل الاردن في اجتماعات الدورة الـ86 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة الذي بدأ اعماله في مقر الجامعة العربية اليوم.
وقال العقرباوي ان الخطاب السياسي الاردني العربي يؤكد اهمية وضرورة ان تتضمن مخرجات عملية التفاوض الفلسطينية الاسرائيلية ايجاد حل عادل ودائم وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من ارضهم قبل63 عاما وفق القواعد الانسانية والقانونية والدولية.
واضاف ان هذه القواعد تؤكد حقوق الشعوب والافراد في تقرير مصيرها على ارضها ووطنها وعدم شرعية التهجير القسري، والنقل الجماعي للمجموعات البشرية خارج اوطانها وديارها وضرورة تمكين الافراد والشعوب من الوصول الى موطنهم الذي نشأوا فيه عبر التاريخ.
وقال ان الاردن يضع قضية اللاجئين الفلسطينيين في صلب اولياته السياسية العليا ويعتبرها قضية وطنية اردنية، ولا يجوز ان نعتبرها مجرد قضية قومية عادلة وحسب وانما هي بالدرجة الاولى قضية امن وطني اردني يرتبط بحلها عدد من الملفات التي تشكل اولوية وطنية وسياسية اردنية وفي مقدمتها القدس واللاجئون.
وأضاف ان الاردن يؤكد دائما ان غياب العدالة وتوقف عملية السلام وفقدان الامل، هي اكبر العوامل التي تساهم في تغذية التوتر والضعف في الشرق الاوسط، مثلما يحذر جلالة الملك من ان تجاهل القضية الفلسطينية وعدم ايجاد حل عادل ودائم لها سيفجر الاوضاع في المنطقة.
وشدد بهذا الصدد على ضرورة اعتماد موقف واضح ومحدد تجاه عملية السلام وعلى ان السلطة الفلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني وانها شريك في عملية السلام.
وقال ان الاردن يؤكد ان اي حل لا يتضمن الاعتراف بمعاناة اللاجئين الفلسطينيين وتمكينهم من حقهم في العودة والتعويض وفقا لقرارات الشرعية الدولية لا يسهم في ارساء السلام والاستقرار في المنطقة، وان معالجة هذه القضية وفقا للقواعد الانسانية والقانونية هي السبيل الوحيد لانهاء الصراع واحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
واشار الى تحذيرات الاردن من عواقب الاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب في الاراضي الفلسطينية بشكل عام وفي القدس بشكل خاص والتي تستهدف تغيير معالم القدس وتهديد الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية مما يجعل القدس قنبلة موقوتة قد تفجر الاوضاع في اي وقت وان ما تقوم به اسرائيل ماهو الا لعب بالنار.
واكد ان القدس ومقدساتها بالنسبة للعرب والمسلمين هي قضية مقدسة، وان كل الخيارات السياسية والقانونية والدبلوماسية مفتوحة امامنا لحماية القدس ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية.
وشدد العقرباوي في كلمة الاردن على ضرورة وقف الاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب وبشكل خاص الاستيطان في الاراضي المحتلة والقدس.
وقال ممثل الاردن في المؤتمر ان معاناة الشعب الفلسطيني في تزايد متواصل في ظل غياب افق سياسي واضح يمنح الامل بنهاية قريبة للاحتلال الاسرائيلي.
واضاف ان سياسة الحصار والاغلاق واعمال التدمير والاستيطان ومصادرة الاراضي وما يجري في القدس من عمليات تهويد تستهدف المعالم التاريخية والدينية في المدينة المقدسة وفرض وقائع على الارض يعرقل امكانية التوصل الى حل سلمي وفق مبدأ حل الدولتين حيث تشكل مواصلة النشاط الاستيطاني الاسرائيلي عقبة كبيرة امام تحقيق هذه الرؤية.
واوضح ان العامين الحالي والماضي شهدا نشاطا ملحوظا في تزايد وتيرة البناء في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية حيث ارتفعت خلال العام الماضي وعلى مستوى القدس الشرقية بمعدل اربع مرات عن العام الذي سبقه في تحد اسرائيلي سافر لكل الاتفاقات ولارادة المجتمع الدولي وبهدف تقسيم الضفة الغربية الى كنتونات معزولة عن بعضها البعض لا يربطها الا نفق او شارع التفافي تتحكم به سلطات الاحتلال في اي وقت.
وتناول العقرباوي في كلمة الاردن موقف الاردن من وكالة الغوث الدولية (اونروا) فقال ان الحكومة الاردينة تتابع بقلق عميق الازمة المالية التي تواجهها الوكالة ووضع موازنات الاونروا حتى العام الحالي وما يترتب عليه من تداعيات سلبية انعكست تقليصا في خدمات الوكالة للعامين الخالي والماضي.
وقال ان الحكومة الاردنية تولي اهمية قصوى لتلبية احتياجات الوكالة لسد العجز المتوقع في موازنتها وتوفير الاحتياجات النقدية التي تمكنها من القيام بعملها، مشيرا الى حقيقة تراجع خدمات الوكالة التعليمية والصحية والاجتماعية في منطقة عمليات الاردن وهو امر اثار الاستياء البالغ لللاجئين بعد ان تراجع مستوى الخدمات الى اقل من الحد الادني في بعض البرامج.
وشدد على موقف الاردن من الاونروا والتي يرى فيها حافظة مهمة لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في اروقة الامم المتحدة بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام وان الدور الذي تقوم به الوكالة هو احد عوامل الاستقرار الذي يعمل الاردن من اجله.
وشدد الاردن على ضرورة استمرار التفويض الممنوح للوكالة استنادا الى قرار انشائها رقم302 لعام1949 الى حين الوصول الى الحل العادل والشامل لقضية اللاجئيين الفلسطينيين ونيلهم حقوقهم التي كفلتها الاعراف والقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار194 .
وفي بداية المؤتمر اكد الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح أن القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة اهتمامات الجامعة العربية والتي بدورها تدعم بكل قوة الذهاب إلى الأمم المتحدة لانتزاع قرار بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية على حدود الرابع من حزيران 1967 .
وقال ان الاجتماعات ستولي قضية اللاجئين أولوية كبيرة، وفي الوقت ذاته فانها ستبحث قضايا أخرى جوهرية كاحتجاز إسرائيل لجثامين عشرات الشهداء، وسياساتها العدوانية بحق الأسرى، والاستمرار في الاستيطان.
ويناقش مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة على مدى خمسة ايام تداعيات وخطورة تصاعد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية وقضية القدس وتصاعد الاستيطان فيها وجدار الفصل العنصري وتداعيات قيام الحكومة الإسرائيلية ببيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين والتصرف فيها على النحو الذي يشكل عملية نهب متواصلة لهذه الأملاك اضافة الى القضايا المتعلقة بالاونروا.
وتشارك في المؤتمر وفود تمثل الاردن وسورية ولبنان ومصر وفلسطين ،وكذلك الامانة العامة لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي.
ويرفع المؤتمر توصياته بشأن الموضوعات محل النقاش الى مجلس وزراء الخارجية العرب.