منتدى الأوقاف ينظم ندوة بعنوان الإسلام وأثره في تكوين الهوية الوطنية
المدينة نيوز:- نظم منتدى الأوقاف للحوار الفكري ندوة بعنوان "الاسلام وأثره في تكوين الهوية الوطنية" مساء أمس، بمشاركة أمين عام وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالله العقيل، ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية فضيلة الدكتور سامر القبج.
وقال العقيل خلال الندوة التي أدارها مدير الدراسات في الوزارة الدكتور محمد العايدي، إن الهوية الوطنية تدرس ضمن علم الاجتماع السياسي، وتعرف بأنها مزيج من الخصائص الاجتماعية والثقافية وتقاسمها الأفراد، بحيث نجد كل مجتمع يختلف عن الآخر، مشيرا إلى وجود فرق بين الهوية الوطنية والشخصية الوطنية، حيث أن الهوية تشكلها مجموعة المعارف والقيم والمبادئ، بينما الشخصية الوطنية تشكلها مجموعة العواطف والمشاعر والأحاسيس. وأضاف أن مكونات الهوية الوطنية مرتبطة باللغة والعرق والدين، وفي دولنا العربية هناك تلازم بين العروبة والإسلام، ونحن نجد أن كثيرا من العادات والتقاليد مستوحاة من الإسلام، ما يؤشر على رسوخ الدين في الهوية الوطنية. وبين أن الدستور الأردني نص على أنه لا تمييز بين الناس لأسباب العرق أو اللغة أو الدين، ودور الدولة هو صهر جميع أبناء الوطن، وهناك محددات معينة لتشكيل الهوية الوطنية، كالموقع الجغرافي، والتاريخ والاقتصاد المشترك والأفكار وثقافة المجتمع، بالإضافة إلى تحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الشعب دون تمييز. وأوضح أن القيادة الهاشمية كان لها أثر في تكوين الهوية الوطنية، وأخذ الدستور بالاعتبار التوازنات المتعلقة بسكان الأردن لإعطاء الجميع حقوقهم، وتنظيم العلاقات الاجتماعية وفق التكوين المجتمعي، وتأثر بالهوية الدينية الاسلامية الأردنيون غير المسلمين بسبب فضل الإسلام في تقبل الآخر وحرية الاعتقاد بعيدا عن الغلو والتطرف، وكان تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني دائما على الهوية الوطنية، ووحدة الشعب الأردني. وبين أن الأردن كان سباقا في وضع التشريعات العامة التي معظمها مستمد من الشريعة الإسلامية أو يستظل تحت مظلتها، فضلا عن تبني الأردن لمبادرات أخذت ترحيبا عالميا منها رسالة عمان التي أقرها الأردن عام 2004، وحملت هوية الأردن الدينية والإنسانية، وتضمنت جميع المذاهب الإسلامية. وتحدث العقيل عن تأثر الهوية الوطنية بالهاشميين، ونهجهم القائم على الاعتدال والمحبة والتسامح والعفو.
بدوره، قال القاضي سامر القبج إن الهوية الوطنية هي الخصائص والسمات التي يتميز بها الإنسان، ومن هنا نجد أن الإنسان لدينا تتوفر فيه الوطنية والإسلام، موضحا أن الاسلام لا يرفض الهوية، وعناصرها المساواة والعدل، والدستور الأردني ينص على أن الناس متساوون في الحقوق والواجبات. وأشار إلى أن وثيقة المدينة المنورة هي أول دستور للدولة الذي صاغه النبي عليه الصلاة والسلام، وضمت الناس من مختلف الطوائف الدينية، وأشرك النبي صلى الله عليه وسلم الجميع في هذا الدستور لتكوين الهوية الوطنية، بالرغم من أن الناس كانوا خليطا دينيا، وهذا أكبر دليل على أن الهوية الوطنية جامعة وليست مفرقة. ولفت إلى أن وثيقة المدينة كانت لصالح جميع الناس من مسلمين وغير المسلمين، والتي عرفتهم وأعطتهم حقوقهم وواجباتهم، وحفظ الإسلام لأهل الذمة كامل الحقوق، ومن هنا نجد الدولة الأردنية أوجدت دستورا لا يفرق بين أبناء الشعب لأبعاد دينية. وأشار القبج إلى أن الهاشميين يسيرون على نهج النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهم من آل البيت الأطهار، فهم يمتلكون ميزات في دعم المؤسسات الدينية التي أنشأت مع تأسيس الدولة، ورعاية جلالة الملك عبدالله الثاني للمؤسسات الدينية في المملكة واضحة، ما يسهم في تعزيز مكانتها وسموها في المجتمع. --(بترا)