ترقب بتونس بعد تصاعد الاحتجاجات ضد سعيّد.. والحريات مهددة

تم نشره الإثنين 11 تشرين الأوّل / أكتوبر 2021 11:44 صباحاً
ترقب بتونس بعد تصاعد الاحتجاجات ضد سعيّد.. والحريات مهددة
الاحتجاجات ضد سعيّد

المدينة نيوز:- تسود تونس، حالة من الترقب، بعد يوم واحد من مشاركة عشرات الآلاف مسيرة حاشدة، ضد انقلاب الرئيس قيس سعيد، تخللها تضييقات متعددة من أبرزها إطلاق الغاز المسيل للدموع على المشاركين، وإغلاق الطرق بوجههم.

وحذر حقوقيون تونسيون، من تصاعد استهداف الحريات في البلاد، بعد انقلاب الرئيس قيس سعيد على الحكومة والبرلمان.

عضو الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، في تونس، مروى الردادي تحدثت عن محاولات قمع الشرطة للمتظاهرين، ولفتت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع في التظاهرة المضادة لانقلاب سعيد.

كما لاحظت الهيئة تضييقا شديدا على المحتجين الأحد مقارنة بالوقفات السابقة حيث تم إتاحة مدخل وحيد للولوج إلى مكان الوقفة الاحتجاجية أمام المسرح البلدي مما تسبب في حالات تدافع بين الوافدين، حسب تصريحات الردادي.

كما أكدت الردادي تسجيل اعتداء أمني على إمرأة خمسينية على مستوى الرأس، تم على إثرها نقلها إلى المستشفى.

وأشارت الردادي إلى أنه تم منع أعضاء الهيئة المراقبين من التحرك بحرية في مكان الوقفة.

وقال مراد العبيدي، المحامي وعضو "محامون لحماية حقوق الإنسان" إن "هناك حالة فزع تجاه ما يحدث في تونس من قرارات استثنائية تكاد تلغي كل الحقوق والحريات التي نص عليها الدستور".

وأضاف العبيدي أن "هذه التدابير تكاد توقف العمل بالدستور.. ونحن بصدد مشاهدة ما يحدث من مصادرة لحرية الكلمة ولعمل السياسي والنيابي".

ولفت إلى أنّ "العملية السياسيّة المتوقفة منذ فترة تشهد على هذا الهلع والخوف وأنّ ما تشهده الساحة القضائية من ملاحقة لبرلمانيين رغم تمتعهم بالحصانة مخيف ومفزع".

وانتقد العبيدي تلك التوقيفات والملاحقات خاصة "ملاحقة الصحفيين ومصادرة كلمتهم التي ضمنها الدستور والمواثيق الدولية".

وأكد أن "الكلمة مهما كانت تبقى حرة ولا يجب أن يتم تكييفها بالجريمة إلى درجة يصبح فيها الصّحفي أمام حكم قد يصل إلى الإعدام وفق التهم التي يتضمنها القانون الجزائي ومن بينها تهديد أمن الدولة".

وعلى صعيد آخر اعتبر العبيدي أنّ اللجوء إلى "القضاء العسكري من قبل سعيد لا يدل إلا على المحاكمة السياسية، ونحن اليوم أمام وجود توجه عالمي يهدف إلى منع محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري واقتصاره على الجرائم العسكرية فقط".

وفيما يتعلق بحرية التنقل، قال العبيدي: "أصادق على ما قاله سعيد سابقا بأن حرية التنقل لا يمكن المساس بها وهو حق كوني تضمنه المواثيق الدولية .. ولكن وقع المساس بهذا الحق" بحسب الأناضول.

وشدد على أن "حرية التنقل من الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها الإنسان عموما".

وأشار إلى أن "أكثر من مواطن وسياسي وبرلماني وقع منعه من مغادرة البلاد .. وهو ما لا يعني أننا احترمنا هذه الحقوق المقدسة والأساسية؟".

وترى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن تونس "فشلت" في تحقيق المرجو منها بعد 10 أعوام على الثورة ضد نظام بن علي.

واعتبرت الصحيفة أن انقلاب سعيد، جعل "من الصعب سرد قصة مليئة بالأمل عن الربيع العربي"، في ظل تحذير الحقوقيين والأحزاب والقضاة والمحامين من "الانحراف الاستبدادي" نتيجة قراراته.

ولفتت إلى أن تونس التي نالت تعاطف العرب، والمؤيدين الغربيين ليست الآن اكثر من تأكيد نهائي على وعود الانتفاضات الفاشلة.

ونقلت الصحيفة عن طارق المجريسي، المتخصص في شؤون شمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، توقع استمرار "الربيع العربي.. بغض النظر عن مدى محاولتك لقمعه أو مدى تغير البيئة المحيطة به، سيظل الأشخاص اليائسون يحاولون تأمين حقوقهم".

وقالت الصحيفة إن سعيّد لم يجر أي اتصال مع مسؤولي صندوق النقد الدولي، الذين ينتظرون التفاوض على خطة إنقاذ وفقا لدبلوماسي غربي كبير، ولم يتخذ أي إجراءات "سوى أن يطلب من بائعي الدجاج وتجار الحديد بتخفيض الأسعار وإخبارهم بأن ذلك واجبهم الوطني".

ورأت الصحيفة أنه "بالنسبة للحكومات الغربية، التي دعمت الانتفاضات في البداية ثم عادت باسم الاستقرار إلى الشراكة مع المستبدين، قد تكون تونس بمثابة تذكير بما دفع المحتجين العرب قبل عقد من الزمن وما يمكن أن يدفع بهم إلى الشوارع مرة أخرى".

وقال ياسين العياري، النائب التونسي المستقل الذي اعتقال مؤخرا بعد أن ندد بإجراءات سعيد، لنيويورك تايمز: "ربما لم يكن الكثير من التونسيين يريدون الثورة. ربما يريد الناس الجعة والأمن فقط.. لكني لا ألوم الناس. أتيحت لنا الفرصة لنريهم كيف يمكن للديمقراطية أن تغير حياتهم، وقد فشلنا".

ويعتقد تونسيون بحسب الصحيفة، أن جيل الشباب لن يتنازل بسهولة عن الحريات التي نشؤوا عليها. وقال جوهر بن مبارك، صديق وزميل سابق لسعيد ويعارضه الآن: "لم نستثمر في ثقافة ديمقراطية لمدة 10 سنوات من أجل لا شيء.. في يوم ما، سيرون أن حريتهم في الواقع معرضة للخطر، وسيغيرون رأيهم".

واحتشد الأحد عشرات الآلاف وسط العاصمة، تونس، رفضا لانقلاب الرئيس قيس سعيّد، على الحكومة والبرلمان، وسط تضييق من قوات الأمن وسد للطرقات أمام المتظاهرين.

ووقعت مناوشات بين الأمن التونسي والمتظاهرين، وأطلقت غازات مسيلة للدموع لتفريقهم، ما تسبب في العديد من حالات الاختناق.

ورفع عشرات الآلاف شعارات " الشعب يريد ما لا تريد"، و"الشعب يريد عزل الرئيس"، و"ارحل"، و"الحرية لقناة الزيتونة"، و"يا أمن يا جمهوري ما تبعش الدكتاتوري".

وعرفت العاصمة حينها إجراءات أمنية مشددة جدا، على غير عادة الوقفات السابقة وحملة تفتيش واسعة.

وكانت السلطات التونسية، رفضت السماح لرافضي الانقلاب، بالتظاهر في شارع الحبيب بورقيبة الحيوي وسط العاصمة، والسماح به في شارع محمد الخامس، لكنها قامت قبل التظاهرة بسد الطرقات المتجهة إليه، ومحاولة إعاقة الحشود من الوصول إلى المكان.

وعلى الرغم من التضييق الأمني، فإن المتظاهرين تدفقوا إلى الشارع، رافعين لافتات منددة بسعيّد، وأخرى تطالب برحيله عن الرئاسة، بسبب قراراته "الانقلابية".

عربي21



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات