حرب باردة تشتعل بين أميركا والصين

تم نشره الإثنين 18 تشرين الأوّل / أكتوبر 2021 11:54 مساءً
حرب باردة تشتعل بين أميركا والصين
علما الصين وامريكا

المدينة نيوز :- عندما قال كيفن رود، رئيس الوزراء الأسترالي السابق والخبير في الشأن الصيني، لمجلة إخبارية ألمانية مؤخرًا أن الحرب الباردة بين بكين وواشنطن "محتملة وليست ممكنة فقط"، فجرت تصريحاته جدلا أنحاء البيت الأبيض حيث حاول المسؤولون إخماد هذه المقاربات. لكن المسؤولين يقرّون بأن الصين تبرز كخصم استراتيجي أوسع بكثير مما كان عليه الاتحاد السوفيتي كتهديد تكنولوجي وتهديد عسكري ومنافس اقتصادي، وفقا لتحليل لصحيفة "نيويورك تايمز" New York Times الأميركية.

وبينما أصر الرئيس جو بايدن في الأمم المتحدة الشهر الماضي على القول "لا نسعى إلى حرب باردة جديدة أو عالم منقسم إلى كتل جامدة"، فإن إشاراته المتكررة هذا العام إلى صراع الأجيال بين "الاستبداد والديمقراطية" استحضر لبعض الإيديولوجيين شعارات الحرب الباردة.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن التوترات المتصاعدة حول الاستراتيجية الاقتصادية، والمنافسة التكنولوجية والمناورات العسكرية تحت سطح البحر وفي الفضاء وفي الفضاء الإلكتروني تخفي تحتها شعار الحرب الباردة.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، ترددت أصداءً لسلوك الحرب الباردة على الطراز القديم: فقد نفذت القوات الجوية الصينية طلعات جوية داخل منطقة حظر الطائرات في تايوان، وقامت بكين بتوسيع برنامجها الفضائي وإطلاق ثلاثة رواد فضاء آخرين إلى محطتها الفضائية وتسريع اختباراتها للصواريخ الأسرع من الصوت التي تهدف إلى هزيمة الدفاعات الصاروخية الأميركية؛ والإفراج عن مسؤول تنفيذي كبير في شركة هاواوي Huawei في كندا في عملية تبادل للسجناء.

وفي الوقت نفسه، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستزود أستراليا بتكنولوجيا الغواصات النووية وهذا يعني احتمال ظهور غواصات دون اكتشافها على طول الساحل الصيني. ولم يفلت المعلقون الصينيون من أن آخر مرة شاركت فيها الولايات المتحدة هذا النوع من التكنولوجيا كانت في عام 1958، عندما اعتمدت بريطانيا المفاعلات كجزء من الجهود لمواجهة ترسانات روسيا النووية المتزايدة.

وقبيل الإعلان عن صفقة أستراليا، كشفت صور الأقمار الصناعية عن حقول صواريخ نووية صينية جديدة لم توضح بكين وجودها. وبات المحللون الأميركيون غير متأكدين من نوايا الحكومة الصينية، لكن البعض داخل وكالات الاستخبارات الأميركية والبنتاغون يتساءلون عما إذا كان الرئيس شي جين بينغ قد قرر التخلي عن ستة عقود من استراتيجية "الحد الأدنى من الردع" الصينية.

وكانت الخلفية المستمرة للنزاع الإلكتروني وسرقة التكنولوجيا أحد العوامل وراء إعلان وكالة الاستخبارات المركزية هذا الشهر أنها أنشأت مركزًا جديدًا لمتابعة ملف الصين على حد تعبير مديرها، ويليام بيرنز، عندما قال إن الصين أهم تهديد جيوسياسي نواجهه في القرن الحادي والعشرين، وهي حكومة صينية معادية بشكل متزايد".

لكل هذا يقول كبار مساعدي بايدن إن الحرب الباردة القديمة هي الطريقة الخاطئة لتأطير ما يحدث، وبدلاً من ذلك يجادلون بأنه ينبغي أن يكون من الممكن للقوتين العظميين التقاسم والتعاون بشأن المناخ واحتواء ترسانة كوريا الشمالية وحتى أثناء التنافس على التكنولوجيا والتجارة، أو التنافس على ميزة في بحر الصين الجنوبي وحول تايوان.

وبحسب التقرير فإن البيت الأبيض يكره وضع توصيف على هذا النهج متعدد الجهات، وهو ما قد يفسر سبب عدم إلقاء بايدن خطابا يوضح هذا النهج. لكن أفعاله حتى الآن تبدو بشكل متزايد مثل تلك الموجودة في عالم يتسم بالتعايش التنافسي أكثر حدة قليلاً من "التعايش السلمي".

وقال أحد كبار مستشاري إدارة بايدن في مقابلة، شريطة عدم الكشف عن هويته: "هذا لا يشبه الحرب الباردة، التي كانت في الأساس منافسة عسكرية."

وتظهر الروابط العميقة بين الاقتصادين الاعتماد المتبادل على التكنولوجيا والتجارة والبيانات التي تقفز من المحيط الهادئ في أجزاء من الثانية على الشبكات التي تهيمن عليها أميركا والصين التي لم تكن موجودة في الحرب الباردة الأكثر شيوعًا. ولم يرسم جدار برلين خطاً حاداً بين مناطق النفوذ والحرية والسيطرة الاستبدادية فحسب، بل أوقف معظم الاتصالات والتجارة. وفي العام الذي سقط فيه، 1989، صدرت الولايات المتحدة 4.3 مليار دولار من البضائع إلى السوفيت واستوردت 709 ملايين دولار.

لكن في مواجهة القوى العظمى هذه، كل هذه الخطوط غير واضحة حيث تقوم هاواوي والصين للاتصالات Huawei وChina Telecom بتشغيل البيانات عبر دول الناتو كما ان تطبيق TikTok المملوك للصين نشط على عشرات الملايين من الهواتف الأميركية، وحتى خلال الوباء والتهديدات "بالمقاطعة"، صدرت الولايات المتحدة سلعًا بقيمة 124 مليار دولار إلى الصين العام الماضي واستوردت 434 مليار دولار. وهذا جعل الصين أكبر مورد للسلع للولايات المتحدة وثالث أكبر مستهلك لصادراتها بعد كندا والمكسيك.

ويلاحظ مستشار آخر للسيد بايدن أن علم النفس مهم في سياسات القوى العظمى مثل الإحصائيات. وأشار المسؤول إلى أنه سواء أراد البلدان تسمية هذه الحرب الباردة أم لا، فإنهما يتصرفان في كثير من الأحيان كما لو أننا "منغمسون بالفعل في واحدة".

العربية 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات